هتشتري بكام.. سعر الذهب السبت 18 مايو 2024    قبل نهائي الكونفدرالية المرتقب| كل ما تريد معرفته عن الزمالك ونهضة بركان    الليلة.. الأهلي يحل ضيفا ثقيلا على الترجي في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا    قبل فتح اللجان، تداول امتحان اللغة العربية للشهادة الإعدادية بالشرقية، والتعليم تحقق    مفاجأة عن نهج الرئيس الجديد لتايوان مع بكين    مفاجأة في سعر الدولار اليوم في البنوك    محمد سامي ومي عمر يخطفان الأنظار في حفل زفاف شقيقته (صور)    تشكيل الترجي المتوقع لمواجه الأهلي ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم السبت 18 مايو    الأرصاد تحذر من طقس اليوم وتوجه نصائح لمواجهة ارتفاع الحرارة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 18 مايو    أوما ثورمان وريتشارد جير على السجادة الحمراء في مهرجان كان (صور)    ناقد رياضي: الترجي سيفوز على الأهلي والزمالك سيتوج بالكونفدرالية    أكثر من 142 ألف طالب يؤدون امتحانات الشهادة الإعدادية بالشرقية اليوم    ذوي الهمم| بطاقة الخدمات المتكاملة.. خدماتها «مش كاملة»!    عادل إمام.. تاريخ من التوترات في علاقته بصاحبة الجلالة    نوح ومحمد أكثر أسماء المواليد شيوعا في إنجلترا وويلز    زعيم كوريا الشمالية يشرف على اختبار صاروخ جديد: تعزيز الحرب النووية    عاجل.. حدث ليلا.. اقتراب استقالة حكومة الحرب الإسرائيلية وظاهرة تشل أمريكا وتوترات بين الدول    زيلينسكي: أوكرانيا ليس لديها سوى ربع الوسائل الدفاعية الجوية التي تحتاجها    لبلبة تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: الدنيا دمها ثقيل من غيرك    كاسترو يعلق على ضياع الفوز أمام الهلال    خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    طبيب حالات حرجة: لا مانع من التبرع بالأعضاء مثل القرنية والكلية وفصوص الكبد    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    إصابة 3 أشخاص في تصادم دراجة بخارية وعربة كارو بقنا    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    فانتازي يلا كورة.. هل تستمر هدايا ديكلان رايس في الجولة الأخيرة؟    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأهرام تقتحم وكر قراصنة الصومال‏[3]‏
هكذا تحدث ذئاب البحر‏!‏

بالصبر والحيلة نجحت الأهرام في إجراء‏3‏ مقابلات غير مسبوقة مع‏3‏ من ذئاب البحر بالصومال‏..‏يتحركون وسط الرجال والسلاح كملوك متوجين.‏ منحتهم الدولارات السوداء ثراء فاحشا وقوة فوق قوة الدولة‏ ..‏ أولهم أبشر بوياح الشهير ب السفاح شاب في ال‏36‏ من العمر هو زعيمهم وكبيرهم الذي علمهم الشر الذي أسس اختراع صناعة القرصنة من جديد أما ثانيهم فهو سعيد آدم الذي اختبأ في السيارة التي استأجرتها الأهرام مطاردا جريحا وخلفه عصبة من زملائه يسعون لقتله لأنه طمع في فدية سفينة و حاول أكل نصيبهم
أما ثالثهم فهو القرصان موسي جامع الذي ساعدتنا فتاة صومالية ترغب في اتمام تعليمها في مصر فكان الاغراء في مساعدتها سببا لترتيب لقاء كاد ينتهي بكارثة بعد اطلاقه النار لقتلنا بعد شكه في نوايانا‏.‏
بوياح السفاح‏..‏ زعيم القراصنة وأول من استن هذه السنة الشريرة من أيل المدينة الأم للقراصنة والتي تنقسم إلي قسمين الساحلي ويسمي داوط وهو عبارة عن قرية صغيرة فقيرة لايصل عدد بيوتها عن خمسمائة بيت تحيط بها الجبال بينها عدد من البيوت القديمة وقلاع متهدمة كان يستخدمها المجاهد محمد عبد الله حسن قائد دراويش الصوماليين في حروبه ضد المحتلين الطليان والاحباش والانجليز‏.‏
القسم الثاني يعيش فيه الصيادون الفقراء‏(‏ بدي‏)‏ وخرجت منه أولي عمليات القرصنة وتفصل بينهما مساحة عدة كيلو مترات ومخر سيول يشرف عليهما الجبل‏..‏ المسيرة اليها بسيارة مجهزة لسوء الطريق الذي عبدته دون رصف شركات النفط الامريكية قبل خمسين عاما وازداد سوءا بعد انهيار الصومال‏.‏
‏..‏ أيل مدينة لاتري فيها غير الجبل والبحر والسماء وعشرات البيوت الفقيرة والبيوت التي عمرها القراصنة كما تشاهد فيها أنواع البضائع الاجنبية والخمر والقات نتيجة الرواج الذي شهدته ومطاعمها البسيطة التي انتعشت بطلبات الطعام للقراصنة ورهائنهم من أطقم السفن المحتجزة ووفود عشرات الساقطات لجني المال الحرام‏.‏
مقابلة السفاح أبشر بوياح ضربا من المحال وخيالا لم يكن ليتحقق إلا أن الإصرار الشديد والمناورات التي جللتها بالمخاطر غير مأمونة النتائج أوصلتنا إليه في مكمنه شاب يبلغ من العمر‏36‏ عاما وطوله حوالي‏180‏ سم أو أكثر لاتستقر عيناه في حجريهما ولايستقر رأسه الصغير علي كتفيه فهو لإئم الالتفات والحركة‏,‏ حاد النظرات يديه تتحركان سريعا‏.‏وفي حركة منظمة يمتلك ذكاء اللصوص الحاد مرح خفة ظل‏,‏ يتحرك بين الرجال تحيطه هالة من التبجيل رفض التصوير إلا بعد أن أدفع‏5‏ آلاف دولار فوافقت علي خمسين فقال عبر مترجمي هذا المبلغ يكفي فقط لثمن لفة قات أضيفك بها‏.‏ استغرقت محايلته عبر المترجم للموافقة أكثر من ساعة كان صلبا متعجرفا شرسا يدرك أنه الاقوي‏.‏ حتي ولو بين الأجهزة الأمنية لا فهو زعيم القراصنة ويمتلك عشرات الملايين من الدولارات ومعها قدر هائل من تبجيل واحترام السكان‏,‏ حتي من يرفضونه علنا يحترمونه في داخلهم لأنه كما يتصور البعض أسبغ حماية علي شواطئ الصومال من النفايات وتجريف الاسماك وانتهاك سيادة الساحل الصومالي ولا عجب إن أفرزت الذاكرة الشعبية في ايل أغنية مرتجلة تمجده ورفاقه
كاد اليأس من اتمام الحديث يقتلني فازداد تحفزي واصراري فلم أسافر وأقطع هذه المسافات وسط المخاطرات وتوقع القتل والاعتقال لكي أستسلم لهذا الرفض‏.‏ كنت أتفرس فيه لقراءة الكلمات الصومالية وفهمها من تعبيرات وجهه وحركة فمه‏.‏ حتي استشعرت طرفة في حديثه فضحكت قبل أن يضحك الجميع والتقط هو فهمي لحديثة فاستحسنه وضحك قلت لمترجمي أن يخبره أننا سنأخذه الي مصر ليعمل في السينما فوجهه سينمائي يصلح كنجم سينمائي وأول بطولة ستكون مع ليلي علوي التي يسمون زوارقهم الخاطفة باسمها وهنا بدأت الانفراجة وجرت الكلمات علي شفتيه رغم حرصه علي عدم الحديث والتصوير إلا بعد دفع الخمسة آلاف دولار‏.‏
يعلم أبشر عبد الله بوياح أن مايفعله خطأ‏.‏ ويرجو أن يغفر له الله ويقول‏:‏ مانفعل غير صحيح ولكن ليس لدينا حل غير ذلك فالسفن الاجنبية كانت تسرق اسماك سواحلنا وترشنا بالماء الساخن وتقتل بعضنا أو تلقي بهم أحياء في المحيط بعد تكتيفهم بالحبال‏.‏ وقد حدث ذلك معي إلا أني نجوت‏.‏ سبحت لمسافة سبعة كيلو مترات حتي وصلت إلي الشاطئ بعد أن قتلوا صديقي وزميلي جامع موسي‏.‏
‏*‏ كم يبلغ عدد المجموعة؟
لاتقل عن خمسة عشر من الرجال الاشداء ذوي العزيمة أمثال محمود علي فارح ومحمود عيسي علي‏.‏ وهناك غيرهم غير أن جميع من يعمل بهذا النشاط علي الساحل الصومالي من رجالي إذا قلت اطاعوا واذا نهيت امتنعوا‏.‏ ولي فيما يحصلون نصيب‏.‏
‏*‏ حتي ولو لم تشارك أو يشارك رجالك فيها؟
حق الابتكار وحق حمايتهم‏.‏ فمن يحتاج الحماية منهم يلجأ إلي بداية من قسمايو‏(‏ جنوب مقديشيو‏)‏ وحتي علولا شمالا‏.‏
‏*‏ وهل حصلت علي نصيبك من فدية السفينة التركية التي حصل عليها عيسي يولح؟
طبعا وفي يده حاليا‏4‏ سفن يحجزها‏.‏
‏*‏ ومن يرفض؟
السلاح كثير والرجال أكثر‏,‏ وهناك طرق كثيرة للعقاب وقطع الرقاب‏.‏
‏*‏ من أين ياتيك الرجال وقد أفتي العلماء بشركم وعدم جواز التعامل معكم أو تزويجكم؟
يفتي العلماء في بلادنا كما يشاءون ويحصل الرجال من المال علي مايشتهون‏.‏ فالمال أصدق من فتيا العلماء وأغلب الشعب في بونت لاند يؤيدنا ضد الاجانب الكفرة الذين يقتنصون حقوق الصيادين‏.‏
‏*‏ كيف؟
الصيادون فقراء وأصحاب العيال‏.‏ ولذلك فكل قري الساحل لاترفضنا حتي التي يخاف أهلها منا لأننا أحدثنا في بيوتهم رواجا وسعة فبعد أن كان الفقر يعصرهم والجوع يفتك بأولادهم صارت مساعداتنا لهم تغنيهم‏.‏ تنقل بعضهم الي بيوت لاعشش من عشب الأرض وخشب الاشجار وصار للشباب منهم عمل في الحراسة أو القرصنة أو أي عمل آخر مساعد‏.‏
‏*‏ ألم تؤثر هذه الفتوي في إنقاص أعدادكم؟
نزداد يوما بعد يوم‏.‏ فالمال الوفير يغري الأصدقاء والأقارب الذين لايجدون عملا ويعيشون الفقر‏..‏ وبمجرد أن يسمع من أحد رجالنا أو يري الرفاهية التي أصبح يعيش فيها حتي يتقدم للانضمام إلينا
‏*‏ كم تبلغ أعدادكم الآن؟
مابين‏1000‏ الي‏1500‏ أما المساعدون فلايقل عددهم عن‏10‏ آلاف‏.‏
‏*‏ وعدد التجار الممولين؟
أنا شخصيا ورجالي لانحتاج الي ممولين ولكن مجموعات أخري في‏(‏ جرعة‏)‏ وهوبيو وعلولا والجنوب حتي قسمايو يتاجر معهم أكثر من مائة تاجر ولأن أرباحهم من الأسهم‏(‏ أنصبتهم في الفدية‏)‏ كبيرة أحيانا يختلفون‏.‏ ولكنني نظمت هذا العمل بعد أن كادت اشتباكات مسلحة تحدث بين تجار ثلاثة من جروي وقرطو وبوصاصو ورضوا بأن يختص كل واحد منهم بتوريد طلبات معينة‏,‏ فمنهم من اختص بالقات ومنهم من اختص بالاغذية ومنهم من ارتضي لنفسه أن يعمل قوادا يجلب العاهرات من أديس أبابا ومقديشو وبوصاصو حسب المواصفات التي يطلبها الرجال‏.‏
‏*‏ هل تقصد بالنوع الاخير التاجر محمود جامع من جروي؟
لا‏..‏ محمود جامع يحصل فقط علي ديونه التي ورد بها الاغذية والمشروبات فهو ذكي يبيعنا بسعر مضاعف‏.‏
‏*‏ ومن يساعدكم من الوزراء والمسئولين؟
‏......‏ لم يجب‏.‏ وإن بدت الحدة في عينيه‏.‏ فالاجابة علي مثل هذا السؤال قد تجر عليهم الويلات وتحرمهم الحماية‏.‏
ورفض اكمال الحديث فاتفقت مع مرافقي علي أن أخرج قبلهم لمحاولة تصويره عن بعد‏.‏ وما إن حاولت أثناء خروجهم حتي لمحني فانطلقت تجاهي دفعة رصاصات الموت التي لم ينقذني منها سوي التحرك خطوة واحدة يسارا ثم اختطفني الحرس ليضعوني في سيارتنا لتنطلق سريعا مخلفين وراءنا بعض المرافقين الذين لحقوا بنا بعد ساعة وهم يؤكدون انني كنت قتيلا لامحالة لولا لطف الله ولكن حصولي علي ما أريد أنساني ماحدث‏.‏
ايل مدينة الشر والاشرار التي اهتديت فيها لفتاة تحلم بالدراسة في مصر‏,‏ فكان علي تقمص دور المعلم الذي يمكن أن يساعدها‏.‏ هي فاتنة فرح التي أنهت ثانويتها‏,‏ فقادتني الي صديقتها زينب حمدي التي تدبر أمر البغايا للقراصنة ولها دلالها الناتج عن علاقتها بأحد زعماء القراصنة في جرعد موسي جامع فطمأنتني الي إمكانية تدبير مقابلات معهم‏,‏ كان الطريق الذي يمتد من جالكعيو شرقا لأكثر من مائتي وخمسين كيلو مترا محفوفا بالمكاره وبقع الدم ورصاص البنادق والحقد الكامن في نفوس لم تعرف سوي الكره لكل من هو أجنبي حتي ولو كان عربيا مسلما خصوصا لو كان مصريا فللقراصنة عندكم ثأر اختطاف ثمانية منهم وقتل اثنين هكذا قالت زينب ومحمد‏.‏ س‏.‏ الشاب الطيب المثقف الذي اصطحبني اليها‏.‏
وبرغم تحذيراته وحثي علي العودة نخاف أن تصاب بأذي فتغضب مصر منا وتسحب بعثتها الأزهرية وأطباءها‏.‏
قالها في حنو وخوف‏.‏ ولكننا بعد ساعات طوال من السفر والحراسة وصلنا إلي جرعد‏.‏
وفي خص من البوص تحلق عدد من القراصنة في دائرة حول الخمر والقات وعسل البنات‏,‏ نظر جامع موسي إلي البحر قائلا عبر مترجمتي تعرف ليلي علوي؟ قلت‏:‏ نعم‏,‏ فأشار لي علي زورق أسود زودياك وهو يقول وليل يعني هذا هو بالصومالية‏..‏
‏*‏ كيف تصعدون إلي السفن وقاربكم صغير؟
بالحبال والخطاطيف‏.‏ ولدينا سلاسل وجبال بحرية حصل عليها عبدالرشيد موسي ومجموعته عندما قبض عليهم الأسطول الأمريكي عند رأس عسير منذ‏4‏ سنوات‏.‏
‏*‏ وهل لديكم أسلحة ومعدات بحرية ومن أين؟
السلاح متوافر بشكل كبير وهو أكثر من عدد الرجال لدينا‏,‏ بعضه يجيئنا من اليمن عبر جزيرة عبدالكوري التي تقطع المسافة إليها من رأس عسير خلال ثلاث ساعات ويأتي من المكلا في سفن البضائع ويجيء لمجموعات بوصاصو وعلولا من اريتريا ومن مقديشيو وعن السلاح لاتسأل فهو كثير وهناك سوق له في بوصاصو‏.‏
‏*‏ والأجهزة الملاحية والتليفونات؟
من الخليج وبوصاصو وأحيانا يجيء من أريتريا ومومباسا في كينيا‏.‏
‏*‏ وكيف تعرفون خط سير السفن ومكانها بشكل محدد؟
هناك مجموعات المسح وهي التي تنطلق جوالة في البحر الأحمر‏(‏ المنطقة بين عبدالكوري ورأس عسير ورأس حافون يسمونها البحر الأحمر‏)‏ ومعهم تليفونات الثريا وأجهزة إشارة وملاحة والتي كثيرا ماتلتقط اشارات من كينيا والبحرية الدولية في لندن كثيرون يساعدوننا وأحيانا السفن الموجودة في المحيط الهندي تحدد لنا مكان وحركة السفن الأخري كما حدث مع سفينة النفط السعودية وهي صيد ثمين كما قالوا لنا وبالفعل كان صيدا ثمينا جدا
‏*‏ هل تعلمت العمل علي هذه الأجهزة؟
لا ليس لي حاجة بها فلدينا الأستاذ موسي محمد وهو معه شهادات ويعرف الانجليزية ويجيد الكتابة الآلية الكمبيوتر وهو الذي يقوم بالترجمة والاتصالات وتلقي الاشارات‏.‏
و هناك غيره ونستطيع تجنيد عدد كبير مثله فهم لايحصلون علي سهم نسبة ولكن علي راتب‏5‏ آلاف دولار شهريا‏.‏
أما أنا فعملي هو الصعود علي المركب وتأمين صعود زملائي من القراصنة‏.‏
‏*‏ كم يبلغ عدد المجموعة الواحدة؟
من‏7‏ إلي عشرة رجال‏.‏ وأحيانا نهاجهم الفن بمجموعتين أما الآخرون الذين يعملون في خدمتنا كحراسة الصيد وتأمين الطرق وجلب الطعام والقات واعداد الاستراحات فلا يقل عن مائة وأحيانا يصل الي مائتين ونحن لانحرم أحدا من خدمتنا والترزق منون ورائنا والاستفادة بالغنيمة التي يسوقها الله الينا‏.‏
‏*‏ هل تعتبرها غنائم حلال؟
رجال الدين من شباب المجاهدين أحلوا لنا ذلك وأصدر عمر محمد شيخ من الجنوب
فتوي بأن ذلك حلال‏.‏ فأموال الكفرة غنيمة وأي أجنبي نستطيع سلبه فإن ما تحصل عليه غنيمة حلال لأنه عدو للصومال ينهب ثرواتها ويخربها‏.‏
‏*‏ لكنكم فعلتم ذلك مع المصريين والسعوديين وهم مسلمون وعرب أمثالكم؟
أيضا سلبهم حلال لأنهم يساعدون الكفرة علينا وتركونا نجوع وسفن النفط تذهب للكفرة وسفينة المصريين الأخيرة التي كانت تحمل البرتقال كانت ذاهبة إلي الشيعة في إيران وهم أيضا كالأوروبيين كفرة‏.‏
‏*‏ كم عدد السفن المحجوزة حاليا في الساحل؟
لاأستطيع تحديدها فعلي الساحل من آيل وجرعد حتي حرر ديري وهوبيو حتي مقديشو جنوبا وبارجال توجد أكثر من‏35‏ سفينة من مختلف الجنسيات‏.‏
‏*‏ وأنت كم سفينة تحتجز مع مجموعتك؟
إلي هنا بدأ محمود جامع ينتبه إلي أسئلتي فسألني ماهي مهنتك‏.‏
فقالت فاتنة سريعا معلم أزهر في قرطو فصمت وهو ينظر الي شزرا ثم نهض فلكزتني كي انهض خرج سريعا ليختفي وعندما عدنا الي سيارتنا ظهر ليمنع مني من الركوب معنا مما أخاف مرافقي والسائق وأخبروني بضرورة الاسراع لأنهم لابد صائدينا بالرصاص‏.‏ وهو ماحدث بعد عشرة كيلو مترات ولكن حرفية ابراهيم سعدي السائق في المناورة علي الأرض الرملية مع سرعته الفائقة التي دفعه إليها خوفه علي حياته أن ننجو من بعض الطلقات التي أطلقت علينا‏.‏
في حماية الأهرام‏.‏
وكأن الموت الذي لاحق خطواتي في رحلتي هذه وحلق طائرة فوق رأسي لم يأب إلا أن يضع في طريقي قرصانا فر من زملائه قافزا فوق سيارتنا للنجاة من رصاص زملائه الذين اغتالوا اثنين من رفاقه بعد خلاف علي تقسيم حصيلة عملية أخيرة وهي احتجاز السفينة التي كانت تحمل شحنة برتقال مصري في طريقها الي إيران والتي اختطفت منتصف شهر مارس الماضي كان القتل أمامنا في المنطقة الجنوبية من جالكعيو عندما أصر السائق ابراهيم سعدي علي الاتجاه الي السوق لشراء القات ولم أدرك أن التطوع لحماية هذا الشاب الذي لم أكن أعرف أنه قرصان لتقودني المصادفة إلي حوار طويل مدة ايوائه في سيارتنا حتي نزل قبل جروي مخلفا بقعا من الدم علي مقعده حيث لم يشعر بجرحه في طريق العودة الي جروي كان سعيد آدم علي أحد أفراد مجموعة من القراصنة واختلفوا حول نسبته ورفيقيه القادمين من الجنوب مع قراصنة جروي الذين اشتركوا معهم في عملية اختطاف السفينة المتجهة الي ايران محملة بالبرتقال المصري‏.‏
‏*‏ سألته لماذا الاختلاف؟
فقال‏:‏ مجلس القرصنة السري المؤسسة حدد لكل منا نسبته ولكنهم‏0‏ يقصد سعيد وابراهيم انصاعا لرأي أخيهما ورفضا أن يدفعا لنا إلا‏400‏ الف دولار رغم أنهما تسلما‏6‏ ملايين دولار وادعيا انهما أخذا نصف المبلغ‏.‏
‏*‏ ومتي احتجزتم هذه السفينة؟
قبل شهرين وأفرجنا عنها بعد الحصول علي الفدية التي تلقياها ابني فارح‏.‏ بعد أن ألقتها طائرة هليكوبتر علي سطح السفينة‏.‏ وهي أول عملية نشارك فيها معهم‏.‏
‏*‏ ولماذا لاتعملون وحدكم؟
نمنع‏(‏ نحن أبناء الجنوب القادمين من قسمايو ومقديشيو وهو بيو من الحركة واصطياد السفن إلا من خلالهم أو معهم‏.‏
لأنهم يسيطرون علي البحر الأحمر‏(‏ يقصد المنطقة الجنوبية من خليج عدن المحاذية لرأس عسير‏)‏
وهي المنطقة التي تمر بها السفن ويقولون هم أولي بها أبناء الشرق ايل وجرعد وعلولا وبوصاصو وأيضا لأنهم مدعومون من بعض مسئولي ووزراء الحكومة المحلية في بونتلأند الذين إن ارادوا منعنا أو قفونا عند الحواجز الأمنية مما يجعلنا نقبل لعمل معهم‏.‏
‏*‏ كيف علمت بهذه المعلومات؟
في مجلس المؤسسة لاشيء يخفي علي أحد ومعروف للجميع أن ضباط الأمن وجنوده علي الطرق وفي الحواجز الأمنية يقبضون من سيارات القراصنة وحتي من السيارات المحملة بالقات والاغذية والخمر‏.‏ وبعضهم يقسم حصيلته مع المسئولين خصوصا من أبناء قبيلة عيسي محمود في جروي وقاموا بابعاد وزير الصحة السابق لرفضه دعم القراصنة‏.‏
‏*‏ هل يعمل معكم ضابط أو جنود سابقون في البحرية الصومالية؟
لم أعرف أحد من القراصنة غير الصيادين والرعاة وأغلبهم من بندر بايلا وحافون وايل وبرجال وعلولا‏.‏
‏*‏ من أين تجيئكم المعدات البحرية والزوارق وغيرها؟
من خلال تجار يعملون لحساب بعض الوزراء وغيرهم من اليمن واريتريا أما الاجهزة الملاحية وال‏G.B.S‏ فتجيء من الخليج وأمريكا
وأحد شيوخ القبائل من عولولا بين بندر بايلا وايل يسهل مرورها ويحصل علي نسبة يقتسمها مع بعض المسئولين والضباط‏.‏
‏*‏ وأين تذهب الاموال التي تحصلون عليها؟
مانحصل نحن عليه قليل نصرفه وبعضنا يرسل الي أهله في مقديشيو وقسمايو أو يبني له منزلا بعد الصرف علي المعيشة والانبساط أما المجموعات القوية الكبيرة فهم يبنون بيوتا وسيعة في بوصاصو مثل سفلان وأبشر بوياح ومحمود عيسي علي وعبدي حسن ويحولون أموالهم الي اليمن ودبي وكينيا عبر التهريب
‏*‏ والسلاح؟
السلاح يجيء من نفس هذه المناطق ومن مقديشيو وحصلنا علي كميات كبيرة من الأسلحة من السفينة الاوكرانية التي كانت متجهة الي كينيا قبل الافراح عنها وبعض جماعتنا من شباب المجاهدين‏.‏
‏*‏ وأين يعيش القراصنة؟
عملياتهم في البحر والاحتجاز التي تتم في قري الشرق الساحلية وإن كان بعضهم من جروب أغلبهم يقيم في بوصاصو‏.‏ وأيضا ينطلقون من سواحلها لوجود خلجان كثيرة ولقربها من رأس عسير‏.‏
‏*‏ هل بقي في البحر صياد أم أن الجميع احترف القرصنة؟
قليل من الشيوخ والأطفال الصغار الذين يعملون في الصيد‏.‏ حتي الاطفال بدأوا يعملون في القرصنة وأشرسهم صبي من قرية اسمها عيل بوه‏.‏
والقراصنة أحيانا يجبرون الصيادين علي الخروج معهم للقرصنة ويجبرونهم علي ترك الصيد وأحيانا من يخرج عن هذا الإجماع يكون الموت قدرا محتوما بالنسبة له‏.‏
‏*‏ وهل خلت ايل من القراصنة كما أعلنت الحكومة؟
هذا غير صحيح‏.‏ وهم بذلك يخدعون العالم ليتراجع عن اتهامهم بالتربح من ورائنا ورغم إعلان الحكومة المحلية في بونتلاند مطاردتها للقراصنة وطردهم من معقلهم الاساسي في أيل وهربهم الي برجال وهوبيو وحرر ديري إلا أن هذا غير صحيح‏.‏
فلا قراصنة أيل هربوا منها ولاذهبوا الي حرر ديري وبرجال جرعد وغيرها من قري ومدن الساحل الصومالي لأننا ننتشر في كل هذه القري‏,‏ كما أن الحكومة المحلية غير قادرة علي المواجهة العسكرية معنا لامتلاكنا العتاد والاسلحة التي تباع علنا في سوق السلاح بمدينة بوصاصو ويتم تهريبها من اريتريا واثيوبيا واليمن‏.‏ وايل هي الموطن الاول للقرصنة التي انطلق منها بوياح السفاح أول من مارس القرصنة علي الساحل الصومالي كما أن قادة الاساطيل الأجنبية يمنعون الحكومة من التضييق علينا‏.‏
مفاجأة‏:‏ اختطاف سفينة البرتقال المصري والافراج عنها بعد مفاوضات ناجحة دون إعلان
أكدت مصادر عديدة ومتطابقة للأهرام ان السفينة كانت تحمل شحنة قدرها‏50‏ ألف طن من البرتقال قد تم اختطافها وهي في طريقها من مصر إلي ايران وذلك في النصف الثاني من مارس الماضي‏.‏
وتؤكد المصادر ان مفاوضات صعبة قد تم اجراءها في تكتم شديد وبعيدا عن أعين الإعلام انتهت بالنجاح في الافراج عن السفينة نظير فدية قدرها‏6‏ ملايين دولار ألقيت من الطائرة الي السفينة‏.‏
وشاءت الظروف ان يلقي القدر بمختطف السفينة القرصان سعيد ادم في طريق مراسل الاهرام أثناء هروبه فزعا وجريحا من زملائه الذين قرروا قتله بعد قتل زميلين له لاخفاء حجم الفدية السعودية فشاءت الصدفة ان يندفع نحو السيارة التي استأجرها مراسل الأهرام ليحتمي ويختبئ بها فكان من نصيب الجريدة هذا الحوار‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.