كان اختيار نقطة الإنطلاق من اليمن إلي بونتلاند كما أشار علي عبدالمجيد مطر صاحب السفينة السويس المختطفة حاليا, حيث تقطع المكلا في جنوب اليمن. وهي الأقرب إلي بوصاصو(180 ميلا بحريا).ومنها يتم نقل البضاع علي سفن المواشي القادمة لليمن في ميناء المكلا ينتشر الصيادون الصوماليون وآلاف من اللاجئين الذين يبحرون من مدينة بوصاصو وغيرها علي الشاطيء الصومالي لتقذف بمن كتب له النجاة من الموت غرقا أو جوعا أو قتلا برصاص القراصنة إلي ساحل اليمن لينتشروا خفية في مدن حضر موت الساحل ويتوهون في زحام الملامح المتشابهة واللون الواحد مع اليمنيين والمولدين وأعدادهم كثيرة من التزاوج بينهم من هنا كانت بداية المعلومة التي أكدت أن الفساد يمر من ميناء بوصاصو الي المكلا بتهريب أموال القراصنة وكبار التجار وتتوسع عمليات غسيل الاموال في استثمارات عديدة في حضرموت بداية من مراكب الصيد وحتي مصانع الاسماك والي علولا وبوصاصو, يتم تهريب السلاح والزوارق البحرية ومعداتها من اليمن من خلال الحركة في ميناءالمكلا أو من جزيرة عبد الكوري إلي رأس عسير وعلولا بالصومال ورغم أن ميناء بوصاصو أصبح أهم المواني الصومالية فإنه لم يوفر عمال إلا قليل من الشباب أما بقية الشعب في بونتلاند الذي بلغ تعداده مليونين ونصف المليون أصبح أكثر جوعا, فصارت مشاهد التسول من مفردات الحياة اليومية ولذلك فإن توافر المال بكم وبأرقام مرعبة في يد هذه الحفنة من الرعاة والصيادين البسطاء الفقراء أو الذين كانوا فقراء وصاروا قراصنة ساهم في إزدياد قدرتهم علي التنظيم فأصبحوا يمارسون قرصنتهم تحت إطار تنظيم أطلقوا عليه اسم المؤسسة يرأسها أشهرهم وأول من مارس القرصنة منهم أبشر بوياح, وقد أكدت المعلومات التي حصلت عليها الأهرام من مصادر مهمة أنه في فترة سجنه يمارس دوره الرئاسي علي مجموعات القراصنة مع حفظ نصيبه من متحصلات أي عملية وبمساعدة مسئولين في الحكومة المحلية ولا تستمد هذه المؤسسة قوتها من عدد الأعضاء فيها من القراصنة والذين قدرت أعدادهم المصادر بحوالي1500 قرصان واعداد من تكالبوا من الشباب والرجال علي تقديم أنفسهم كمعاونين وحراس وخدم وسائقين وناضورجية يصل إلي حوالي10 آلاف يقومون بكل الاعمال الممكنة وغير الممكنة بداية من تنظيف أماكن الاقامة إلي جلب الماء والأغذية والعاهرات. يقول سعد عبدالله وهو أحد الشباب الذين يستأجرون بأسلحتهم لحماية الطرق والأرصفة البحرية التي تحتجز بها السفن: لم يكن لدي عمل لأقتات منه أنا وأبنائي الستة, وتقريبا كنا نعيش علي التسول حيث كانت تمارسه زوجتي أمام الفنادق حتي لاحظت تغييرا كبيرا علي أحد أصدقائي وعلمت منه أن سبب رخائه الجديد وقدرته علي شراء أشياء ثمينة هو عمله في خدمة بعض القراصنة من قبيلته عيسي محمود في جلكعيو. يضيف وقتها ألححت عليه أن يقدمني لأحدهم الذي اختبرني في اطلاق الرصاص والقدرة علي اليقظة في الحراسة وبعد نجاحي قبلوني للعمل معهم مما ساعدني علي اطعام أطفالي وحفظ زوجتي من التسول وتوسيع منزلنا, هذا النموذج هو واحد من أكثر من عشرة آلاف من الشباب والرجال والفتيات الذين ابتسم لهم الحظ ليفتح أمامهم أبواب الرزق فأصبحوا من كوادر المؤسسة مثل مني عبدي واحدة من الفتيات اللواتي يعملن في اعداد الطعام. تقول: لأن المطاعم في ايل صغيرة فقد عجزت في وقت من الأوقات عن انجاز طعام للعشرات من القراصنة والبحارة وأطقم السفن المحتجزة والذي رفع من الدخل اليومي لصاحب المطعم إلي700 دولار فقد اقترحت علي صديقتي زينب صاحبة أحد هذه المطاعم المساعدة بإعداد الطعام من منزلي وهو ما أدي الي قدرتي علي إدخار ما يزيد علي مائتي دولار يوميا. وهناك عشرات الفتيات اللواتي قادهن المال الي مدن القراصنة مثل آيل وجرعد وعلولا وحرر ديري لممارسة الدعارة مع القراصنة فكل من تتوسم في نفسها قدرة الجسد علي اشباع الرغبات المتوحشة للقراصنة تقترض من صديقة أو صديق مالا لتجتاز العشرات من نقاط المرور البوليسية وتتجشم عناء السفر علي طرق سيئة لساعات طويلة حتي تحط رحالها في أحضان أحدهم وتقول إحداهن نحن أولي من الأجنبيات بمال رجالنا. الخلاصة أصبحت الدعارة في مدن القراصنة مهنة الفقيرات وعملا لبعض الشباب وفخرا لبعض الأسر. المصيبة الكبري هي استفحال أمر المؤسسة واعضائها وتنامي قوتهم بفعل المال حتي استطاعوا رشوة ال66 أعضاء البرلمان بمبلغ مليون دولار وزعها عليهم عبدالرحمن فرولي لينتخبونه رئيسا للدولة. وتؤكد المعلومات التي حصلت عليها الأهرام أن هذا المبلغ دفعه أبشر بوياح زعيم القراصنة عن طريق محمد كدية ولذلك فإن الحرب علي القراصنة والتي يعلنها من آن لآخر الرئيس عبدالرحمن فرولي وبعض وزرائه ليست إلا دعاية للاستهلاك المحلي ولاسكات غضب رجال الدين والطرق الصوفية التي تندد في خطب الجمعة علي منابر المساجد بهذه الأعمال, حيث حرموا التعامل مع القراصنة بالبيع والشراء والزواج. وإن كانت الحقائق تؤكد معرفة وتأكد أعيان بونتلاند وشيوخ قبائلها بهذه العلاقة خصوصا اسلام عيسي اسلام محمد شيخ قبيلة عيسي محمود وهي القبيلة التي ينتمي اليها بوياح القرصان الشرير وعبدالرحمن فرولي رئيس بونتلاند. وقام الشيخ باستدعاء الرئيس عدة مرات وحثه علي التصدي للقرصنة ولكنه أعلن أمام الشيخ اسلام عيسي بعد عدة مقابلات انه وحكومته يعجزان عن ذلك بحجة عدم القدرة ولانعدام الامكانيات. وهو ما يعرف اسلام عيسي انه غير صحيح فاعتزلهم وما يفعلون تاركا منازله إلي البادية في حصبهل وامتنع عن مقابلة الناس حسب التقاليد القبلية في الصومال إذا رفضت القبيلة أو أحد عناصرها النافذين الانصياع لرأي ومشورة شيخها. حاميها حراميها وقد حصلت الأهرام علي صورة ضوئية لمستند مهم يؤكد عدم صدق عبدالرحمن فرولي في زعمه ضعف أجهزته عن التصدي للقراصنة وهو خطاب موقع منه كرئيس بتاريخ7 نوفمبر2009 موجه إلي الحكومة اليمنية وتحديدا الي وزراء الداخلية والثروة السمكية والبحرية وقائد خفر السواحل يعلن فيه سحبه لموافقته السابقة والتي وردت إليهم في خطاب رسمي سابق يوافق السماح لصادق شيريه صاحب ومدير شركة يونيفيش وشركاه بحراسة سواحل بونتلاند وخفارتها والتصدي للقراصنة وابعادهم عنها, وكان صادق قد تقدم مع شركائه بمذكرة الي الرئيس فرولي طالبا الاذن لهم بذلك للضرر اليئ أصاب تجارتهم من أعمال القرصنة وذكر أنه سيكون ميليشا بحرية مسلحة, لذلك وأكد ان باستطاعته انهاء هذه الاعمال علي السواحل الصومالية وطلب إعلام السلطات اليمنية بذلك ضمانا لعدم التعرض والتعاون معه, وهو ماتم ثم عاد الرئيس ونكث علي عقبيه. السبب في ذلك هو الأموال والدعم الذي تلقاه والوعود بدعم آخر مستمر وهو ما ينطبق أيضا علي وزير داخليته الكاجير الذي يحمل الجنسيه الامريكية والمعروف بتورطه مع القراصنة وإمدادهم بالتمويل اللازم للعمليات من أغذية وخمر وقات وإمداد بالسلاح مقابل نسبة معينة من الفديات التي يدفعها أصحاب السفن المختطفة, وبحكم تدخله كوسيط في بعض عمليات الافراج في العلن فانه يعلم تماما المبلغ الذي يدفع كفدية في كل عملية وقد سافر مبعوثا من قبل فرولي الي اليمن لسحب خطاب الموافقة وتسليم خطاب الرفض. وهو ماشجع عددا من القراصنة علي التحول الي ممولين مثل علي السواح الذي مارس المهنة القذرة لعامين حتي وصلت حصيلته فيها الي أكثر من9 ملايين دولار فانتقل من أهل الصفة الفقراء إلي خانة الأعيان في مدينته وأصبح يعيش في منزل كبير مجهز وفخم ويمتلك سفينتي صيد تجوبان المحيط لصيد السمك بين اليمن والصومال طبعا في أمن واطمئنان وحصيلتهما من الصيد ومن القرصنة وضعا في مصنع للاسماك في المكلا باليمن حيث يمتلك اكثر من60% من أسهمه وإن كانت مصادر أخري تؤكد ملكيته الكامله له وكانت آخر زيارة له للمكلا أوائل شهر يونيو الماض أما شقيقه سعيد والذي يبلع من العمر27 عاما فبعد عدة عمليات قرصنة وتمويل سافر الي الولاياتالمتحدةالأمريكية ونقل معه عدة ملايين من الدولارات. ويعد عسي حاجي فارح والذي يسكن بوصاصو أحد أكبر رجال الأعمال ويمتلك12 باخرة للصيد نصفها مستأجر أو مشارك مع أشخاص من تايلاند يسيطر بهم علي حركة الصيد في السواحل الصومالية خصوصا الشمالية والشرقية بشكل آمن لايتعرض لها أحد القراصنة لكونه أكبر ممول لعملياتهم والتي يحصل علي40% من الفديات المدفوعة ويوعز الي القراصنة بتعطيل أعمال السفن الأخري في السواحل ومطاردتها ويمثل الضلع الثالث في مثلث العلاقة الرئاسية الحميمة مع عبدالرحمن فرولي وعبدالله الكاجير رائد سابق بالبحرية الصومالية في عهد سياد بري وعمره الآن55 عاما. يقوم بتمويل عمليات القراصنة بالاتفاق علي تزويدهم بما يحتاجونه من أغذية ومشروبات أهمها الخمر والقات وجميع المصروفات اللازمة طوال فترة سكونهم وحتي احتجاز السفن وحتي دفع الفدية مقابل نسب تتراوح من30% الي40%. وهناك ممولون جدد ظهروا علي الساحة يعرضون خدماتهم لقاء10% فقط مع توريد الأسلحة اللازمة للعمليات حتي أن بعضهم مثل محمد فارح من جروي والذي ذهب الي حرر ديري منذ ثلاثة أشهر بعد انتقال عدد كبير من القراصنة اليها وقام بانتخاب8 عناصر من القراصنة الشباب من مجموعات أخري وأوعز اليهم بتكوين مجموعة خاصة بهم وجلب لهم زورق زودياك وأجهزة ملاحة وهاتف الثريا وتسليحهم بأسلحة حديثة من اريتريا تحت بصر وسمع أسمرة, واتفق معهم علي اقتسام الغنائم مناصفة وهناك من التجار وهم الأقل حظا من يعرض التمويل دون المشاركة في الحصيلة علي أن يدفع له ما أنفقه فقط وبالطبع فإن السلعة المثمنة بعشرة دولارات يحتسبها بخمسين ولأن القراصنة جاهلون ورعاة وأموالهم من السهل الحرام فلا يجادلون, وظهر هنالك ممولون من نوع آخر أكثر دناءه وهم القوادون, فسالم عمر وهو مولد أمه يمنية ووالده صومالي احترف توريد الساقطات بمواصفات قياسية يحددها كل قرصان حسب رغبته في الطول الوزن والشكل والعيون وبذلك فإن القراصنة بمجلسهم أو منظمتهم المسماة المؤسسة صاروا قاب قوسين أو أدني قليلا من حكم البلاد, وإن تركوا دون القضاء عليهم فليس من المستبعد أن يتبوأوا مقاعد البرلمان برشوة شيوخ القبائل لترشيحهم للعضوية أعضاء برلمان بونتلاند66 عضوا يزكي شيخ كل قبيلة أحد أبنائها ليصير عضوا به وليس هناك انتخابات وقد بدأوا ذلك بأن دفع بوياح السفاح زعيم القراصنة مليون دولار لعبدالرحمن فرولي ليوزعها علي النواب كرشوة لانتخابه رئيسا للبلاد.