اعتقد انها المرة الأولي التي يتم فيها تقديم شخصية شرلوك هولمز علي الشاشة الفضية.. فهو مرتبط في ذاكرتنا بالكتاب. وقد نجح الكاتب ارثركونان دويل أن يحول رواياته إلي روايات عالمية. وأن يجعل من بطلة رجلا رومانسيا.. ذكيا.. متوقد الذهن.. توقعه كل هذه الصفات في مغامرت عديدة مع صديقه الدكتور واطسون ولأن الكاتب انجليزي فلك أن تتوقع أن اللهجة واللغة الانجليزية هي صاحبة الاثر.. وأن الاحداث تقع في انجلترا. ولهذا جاء الفيلم بإخراج غاي ريتشي وبطولة روبرت داوني( شرلوك هولمز)( وجودلو د.واطسون) وراشيل ماكادامز( حبيبة شرلوك) والممثل مارك سترونج.. جاء الفيلم بإجواء لندن في اوائل القرن الماضي وازيائه وديكوراته.. وكأنك انتقلت لعالم بعيد لا يضيئه سوي مغامرات شارلوك هولمز وصديقه د.واطسون وخفة الدم التي تجعلهما يتراشقا العبارات الساخرة.. وهذا فاز روبرت داوني بجائزة الجولدن جلوب كأحسن ممثل في فيلم كوميدي. ولابد في عالم المغامرات من امرأة فاتنة.. فهي دائما محور الصراع بين الخير والشر والشر هو اللورد الذي يستخدم السحر الاسود في قتل عدة نساء ليوهم المجتمع انه قادر علي الايذاء وبذلك يرضخ له الناس خوفا.. لكنه يستخدم بعض التجارب العلمية الي هدف اكبر من مجرد القتل. وعندما يستطيع شرلوك هولمز ومساعدة د.واطسون أن يتوصلا اليه ويتم اعدامه بحضور د.واطسون الذي يتأكد من موته. يفاجئ شرلوك وزميله بظهور اللورد من جديد ليجدا جثة غير الجثة التي اعدمت ودفنت.. ويمثل هذا الحدث سببا لسخرية شرلوك هولمز من د.واطسون وسمعته كطبيب لا يعرف الفرق بين رجل ميت وآخر علي قيد الحياة واللورد يعرف أن نقطة ضعف شرلوك هولمز هي حبيبته التي تؤدي دورها الممثلة الاسترالية راشيل ماكادامز.. شرلوك ايضا نقطة ضعفها فيقوم باستغلالها لا لهاء شارلوك هولمز عن هدفه الاصلي وتستمر المغامرات التي تستحوذ علي المشاهد تماما وكأنك تعيش معهم الاحداث والموسيقي التصويرية تضعك في قلب المغامرة ليظن شرلوك هولمز إنه استطاع التغلب علي اللورد الذي كان يسعي للوصول الي الحكم بالقضاء علي رجال البرلمان دفعة واحدة. وبينما يفشل د.واطسون في الزواج لأن مغامراته مع شرلوك لا تتيح له الارتباط.. وكذلك شرلوك هولمز الذي لمحات وجهه ونظراته علي غرامه بحبيبته إلا انهما يفترقا فهما نقيضان في العمل حتي تجيء النهاية ويكتشف هولمز انه اخطأ في حساباته وأن اللورد كان يسعي للاختراع العلمي وارسل الحبيبة في طريقه لتشغله عن هدفه.. لكننا لا نعتبر ما حدث فشلا فهو شارلوك هولمز الذكي اللماح العاشق.. ويبدأ هولمز من جديد في تتبع القضية.. وربما تكون فيلما جديدا. لقد كان شرلوك هولمز هو بطل خيالاتنا واحلامنا.. كان كل منا يتصور له شكلا مختلفا عن الآخر.. لكن اختيار المخرج غاي ريتشي لروبرت داوني كان موفقا فهو وسيم ومفعم بالمشاعر والعاطفة اضافة الي ذكائه وخفة ظله.. لهذا كان فيلما ممتعا.