النهوض بالوطن وفتح مسارات للتقدم أمام المواطنين هي المهمة الكبري التي يضطلع بها المسئولون وصولا إلي تحقيق النهضة وإعلاء شأن المواطن.وهذا المعني يمثل محورا أساسيا في الفكر الوطني منذ شرعت مصر في تأسيس نهضة حديثة تواكب المتغيرات العالمية, بحيث تتبوأ دوما مكانة تليق بمكانتها وحضارتها علي خريطة الكون. ولإن كانت بدايات هذه النهضة الحديثة قد ظهرت تباشيرها عبر الاهتمام بالتعليم, ونشر الثقافة إبان عصر محمد علي والبعثات التعليمية التي أوفدها الي أوروبا, وكان في طليعتها البعثة التي شارك فيها رفاعة رافع الطهطاوي, فقد أسهم رفاعة فور عودته من بعثته الفرنسية في إنشاء المدارس, ونشر الثقافة عبر ترجمة أبرز الكتب في مجالات مهمة شتي. واستنادا إلي قاعدة المتعلمين والمهنيين والمثقفين التي تكونت في مصر الحديثة, استهل طلعت حرب بتأسيس بنك مصر عام1920, مرحلة جديدة من النهضة, فقد أقدم علي تأسيس شركات تابعة لبنك مصر, ومن أبرزها شركة مصر للغزل والنسيج, ويذكر المؤرخون أنها كانت الشركة الأكثر تحقيقا للأرباح, ومن ثم حظت مصر بمكانة متميزة في صناعة الغزل والنسيج.وانطلاقا من هذا يتعين الاهتمام والاحتفاء بخطة المشروع الجديد لإنشاء منطقة صناعية متخصصة للغزل والنسيج والملابس الجاهزة في كفر الدوار, وهي الخطة التي كشف عن تفاصيلها وأهدافها المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة, وأوضح أنها تستهدف الانطلاق بالصناعات النسيجية المتكاملة الي العالمية, فضلا عن أنها توفر15 ألف فرصة عمل. ومثل هذا التجمع الصناعي يعد ركيزة مهمة من ركائز التقدم, وهو الوسيلة الناجحة للنهوض بالوطن والمواطنين.ويتعين الاشارة إلي أن هذا المشروع الصناعي المهم الذي تم الانتهاء من بنيته الأساسية, يتحقق في إطار سلسلة من المشروعات الكبري المماثلة في مقاصدها.. ذلك أن مصر تدرك إدراكا واعيا ومستنيرا أن العمل الخلاق هو وحده القادر علي دعم إمكانات البلاد وزيادة قدراتها علي تحقيق التقدم, وهذه هي المهمة الجليلة والنبيلة للعمل السياسي.