المافيا الإيطالية كالأخطبوط تحاول أن تمد أذرعها في قطاعات مختلفة وحيوية من الاقتصاد الإيطالي بهدف القيام بعمليات غسيل الأموال وضخ استثمارات لتطهير أموالها القادم معظمها من عائدات المخدرات. وتجارة السلاح وأعمال التهريب والدعارة وتجارة الرقيق الأبيض وغيرها من الانشطة الإجرامية الأخري غير المشروعة. ولكن السلطات الإيطالية وعلي رأسها شرطة مكافحة المافيا تحاول قطع تلك الأذرع اذ تحاول أن تعبث في الاقتصاد وتمتد لتعزز نفوذ المافيا في إيطاليا. وقد صادرت شرطة مكافحة المافيا مؤخرا أملاكا وجمدت أرصدة مصرفية تبلغ1.5 مليار يورو كجزء من تحقيقات لها في عقود وصفقات استثمار في قطاع مزارع طاقة الرياح وذلك في أضخم عملية لها لمصادرة الاصول في تاريخ جزيرة صقلية التي يعتقد أنها معقل عام من معاقل المافيا الإيطالية. وإتهم روبرتو ماروني وزير الداخلية الإيطالي يوم الثلاثاء الماضي رجل الاعمال فيتو نيكاسترني والمعروف في صقلية ب بارون الرياح بعلاقات وثيقة مع أحد زعماء المافيا الهاربين ويدعي ماتيو ماسينا دينيرو. وقد كشف الجنرال أنطونيو ميروني بشرطة مكافحة المافيا الايطالية للصحافة الإيطالية أن الاصول المصادرة والأموال المجمدة ومعظمها لرجل الاعمال نيكاستوني البالغ من العمر 54 عاما تضم43 شركة بعضها لديها شركاء أجانب ومعظمها في قطاع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وكذلك نحو100 قطعة أرض وفيلات ومخازن وسيارات وقوارب, كما تم تجميد30 حسابا مصرفيا حتي اعتقال رجل الاعمال نيكاسترني المقيم في بلدة الكامو الواقعة في صقلية أحد أكبر المستثمرين في قطاع طاقة الرياح في الجزيرة, كما أنه له أنشطة خاصة بشراء الاراضي. وعلي مقربة من صقلية وفي سردينيا شمل تحقيق آخر بعض الساسة الحلفاء لرئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني والذين نفوا التورط في تقديم رشاوي لبعض المسئولين للفوز بصفقات مناقصات في مشروعات للطاقة المتجددة. وتفخر حكومة بيرلسكوني بسجلها في التضييق علي المافيا ومكافحة أنشطتها في البلاد, حيث صادرت أصولا لها تقدر بأكثر من10 مليارات يورو واعتقلت خمسة آلاف و800 مشتبه بالانتماء لعصابات المافيا منذ توليها السلطة في مايو عام2008 طبقا لما تقوله صحيفة الفاينانشال تايمز.