سفك الدماء.. والقتل لأتفه الأسباب.. وترويع الابرياء.. اصبحت مصطلحات متداولة في الشارع المصري بعد سيطرة لغة العنف وتواري لغة الحوار.. ليتساقط الضحايا واحدا تلو الآخر امام سلبية المجتمع.. وعجز القانون عن ردع البلطجية والمجرمين الذين يتزايد عددهم في الشارع. لقد كان احد هؤلاء المجرم أحمد الداخلي الذي قتل صديقه بمنطقة العصافرة في الاسكندرية في جريمة بشعة ومثيرة في وضح النهار وامام المارة والاطفال بعد مبارزة دامية بالاسلحة البيضاء وتناثر الدماء والاجزاء في الطريق.. حتي سقط القتيل جثة ممزقة جلس القاتل عليها في تحد صارخ للآدمية والقانون حتي حضرت الشرطة وألقت القبض عليه, علها تكون النهاية الرادعة لمجرم خطير ارتكب كل انواع الجرائم من تعاطي المخدرات والاتجار فيها الي حمل الاسلحة البيضاء وترويع الآمنين والشروع في القتل واشعال النيران في مساكن الابرياء وعند مواجهة القاتل بكل ذلك مع مندوب الأهرام بادره في برود: ان كل ذلك شيء عادي جدا.. فقد ارتكب جريمته الشنعاء بسبب برشامة مخدرة.. كما يقول.. ويضيف ان ممارسته للجريمة بدأت معه منذ المرحلة الاعدادية واصبح بارعا فيها ما بين السرقة والضرب والبلطجة في العقد الثاني من عمره الي ان وصل به الامر الي المحطة الاخيرة عندما التقط سكين تقطيع الكبدة وطعن بها صديقه لمجرد انه قال له ما تشوحشي فتركة جثة هامدة. ولم يكتف احمد الداخلي احمد ابن الثلاثين عاما بذلك بل جلس علي جثة صديقه في لحظة استراحة ليجد نفسه في طريقه الي ديوان عام قسم شرطة المنتزه, حيث كان البلاغ وصل الي اللواء ناصر العبد مدير الادارة العامة للبحث الجنائي بالاسكندرية بحدوث مشاجرة دامية ومتوفي بمنطقة العصافرة. انتقلت قوة قادها العقيد ابراهيم سلامة مفتش المباحث وتمكن المقدم عبد الواحد الصافي رئيس مباحث المنتزه من ضبط المتهم احمد الداخلي وبحوزته السكين المستخدم في ارتكاب جريمة قتل المجني عليه صديقه اسلام وتبين من تحريات العميد خالد شلبي رئيس المباحث ان المجني عليه مسجل سرقة بالاكراه وجرائم نفس.. ولأن احداث الجريمة كانت نهاية متوقعة لشابين ليس امامهما سوي سفك الدماء وتعاطي المخدرات وتداولها وترويع المارة.. فإن الاسباب الحقيقية كما اعترف بها المتهم امام المقدم عبد الواحد الصافي رئيس مباحث المنتزه تبدأ فصولها منذ سن المراهقة بعد ان دخل شقيقه الاكبر السجن فاتجه هو الي مهنة والده وهي اعمال البناء التي اتخذها ستارا لعقد صفقات الاجرام مع اقرانه بعدة مناطق بحي المنتزه ومنها العصافرة ومنطقة الكابلات وشارعا الارض والاسكندرية, وكما يقول المتهم إنه ارتكب جرائم لا حصر لها تبلغ العشرات ولا يستطيع حصرها اما عن وصفه للجريمة واسبابها فيقول ان خلافا دار بينه وبين المجني عليه حول قرش برشام وان صديقه قال له ما تشوحشي ليبدأ فتيل نار المعركة والتي استخدم فيها الطرفان كل فنون القتال بالاسلحة البيضاء. ويضيف قام المجني عليه بسحب مطواتين من جيوبه الخلفية واندفع بهما نحوي واراد ازهاق روحي.. الا انني اندفعت تجاه عربية كبدة وخطفت منها سكينا وواصلنا فاصل المبارزة بالاسلحة البيضاء وسط صرخات المارة وتوسلاتهم الا ان حالة من الغرور والتحدي ملأت كلا منهما ليقتل الآخر. ويحصل علي لقب الفائز امام الجيران من الكبار والشباب وحتي الفتيات الي ان جاءت لحظة النهاية كما يقول عندما قام بسحب السكين علي صدر المجني عليه ليجده ساقطا وسط بركة من الدماء ولكن بدون تصفيق من الحضور.. بل عويل وصراخ ويلتف حوله المارة ويأمر اللواء ناصر العبد مدير المباحث بسرعة ضبطه والسكن المستخدم. ويصرخ القاتل ويطالب بمحاصرة بائعي الاقراص المخدرة الذين كما يقول دمروا عقول الشباب وجعلوهم بلا ارادة وبلا وعي, مشيرا الي ان حملات رجال الامن اسقطت العشرات من باعة السموم الا ان القلة الباقية مازالت في ايديهم أسلحة قتل.كما يقول اشد خطرا من السكين الذي قتل به صديقه.. ويفجر المتهم احمد الداخلي مفاجأت بأنه كان قد قرر التوبة عن ارتكاب الجرائم مع نهاية شهر رمضان الا انه رسب في اول اختبار امام اغراء قرص مخدر اطاح بعقله وحياة صديقه. اللواء دكتور زكريا عبد العزيز استاذ علم النفس بجامعة الاسكندرية, يقول ان هناك عدة عوامل أسهمت في ارتكاب المتهم جريمته بقتل صديقه امام المارة وهي حالة الفوضي التي تعود عليها بالاضافة الي توافر جميع سبل الاجرام من مخدرات واسلحة بيضاء وارتكابه جريمة تلو الاخري وتسرب شعور الفتوة امام أقرانه واهل منطقته الي جانب حالات الفقر والجهل وغياب الوازع الديني لدي جميع افراد الاسرة بمن فيهم المتهم يشاركه في ذلك سلبية المجتمع.