تأكيدا لحالة التفاؤل التي تسود صناعة السياحة في العالم, أظهر أحدث تقرير لمنظمة السياحة العالمية أن عدد السياح في كل دول العالم السياحية قد ازداد خلال الأشهر الستة الأولي( يناير يونيو) من العام الحالي2010 بنسبة7% ليصل إلي421 مليون نسمة. وتوقع التقرير الذي أعده خبراء عالميون متخصصون في مجال السياحة ويعرف باسم البارومتر أن يتواصل معدل النمو السياحي خلال النصف الثاني من العام الحالي بوتيرة معتدلة. وقد جري الإعلان عن التقرير رسميا خلال منتدي السياحة الدولي الذي رعته منظمة السياحة العالمية في مدينة جولين بالصين في الفترة من2 إلي4 سبتمبر الحالي, وناقش المنتدي آفاق واتجاهات السياحة في العالم بمشاركة مسئولين من القطاعين الخاص والعام وأكاديميين متخصصين في السياحة. وقد أوضح التقرير أن عدد السياح الذين زاروا العالم خلال النصف الأول من2010 زاد نحو7% وأشار إلي أنه بينما كان النمو متواضعا في شهر أبريل الماضي بسبب إغلاق المجال الجوي في أوروبا نتيجة اندلاع بركان ايسلندا, فإن الوضع تحسن بقوة في شهر مايو حيث زاد عدد السياح بنسبة10% وفي يونيو زاد بمعدل8% وأوضح الخبراء أن هذه الأرقام تشير إلي أن النمو أصبح منتظما, الأمر الذي يعد نبأ سارا لصناعة السياحة والعاملين فيها. وقد امتد النمو ليشمل كل مناطق العالم, لكن الأسواق الاقتصادية الناهضة هي التي تصدرت النمو بنسبة8% بالمقارنة بمعدل نمو بلغ6% في الأسواق الاقتصادية الناضجة. ففي آسيا والمحيط الهادي, بلغ معدل النمو14% وفي الشرق الأوسط وصل النمو إلي20%, وذكر التقرير أنه بصفة عامة واصلت الدول التي بدأت تحقيق النمو في النصف الثاني من عام2009, تحقيق النمو وبقوة في النصف الأول من2010 ووصل النمو في بعض المناطق إلي مايزيد علي10% ولفت تقرير البارومتر الانتباه إلي أن آسيا بشكل خاص تحقق نموا فعالا واستثنائيا مع تحقيق عديد من الدول نتائج طيبة للغاية, وعلي سبيل المثال فإن النمو السياحي في سريلانكا بلغ49% واليابان36% وفيتنام35% وميانمار35% وهونج كونج جزء من الصين23% وماكاو جزء من الصين23% وسنغافورة23% ومينجي22% وجزر المالديف21% وتايلاند14%, وقد حققت تايلاند هذه النسبة العالية من النمو السياحي برغم القلاقل التي مرت بها في بداية2010 وكما هو الحال في أزمات سابقة من الأزمة المالية الآسيوية1997 1998 ووباء سارس2003 وموجات التسونامي2004, فإن قارة آسيا استطاعت أن تظهر القوة والقدرة علي تجاوز هذه الأزمات لتصبح إحدي القوي السياحية الرئيسية في العالم, بل إنها ثاني أعلي منطقة تتم زيارتها في العالم حاليا حيث بلغ عدد السياح الذين زاروها181 مليون سائح, أي مايعادل21% من إجمالي عدد السياح في العالم, كما بلغت عائدات السياحة فيها204 مليارات دولار بما يمثل24% من إجمالي عائدات السياحة في العالم حسب احصاءات عام2009 وفي الأمريكتين بلغ إجمالي معدل النمو السياحي للنصف الأول من2010 نحو7% أظهرت أمريكا الوسطي وأمريكا الجنوبية نموا منتظما مثلها مثل أمريكا الشمالية, لكن النمو كان أقل في الكاريبي. إن الخبراء أوضحوا أنه برغم هذا الانخفاض في الكاريبي, فإن النتائج أفضل بشكل ملحوظ مما كان عليه الوضع عامي2008 و2009 وبالنسبة لأوروبا, وصل النمو إلي2% ليمثل النسبة الأقل في معدلات النمو في العالم, ومع ذلك فإن النتائج تتحسن شهرا بعد شهر. وبرغم أن الانتعاش السياحي لم يرجع إلي معدلاته الطبيعية بعد في شمال أوروبا فإن أوروبا الغربية وكذلك جنوب القارة أظهرتا تحسنا ايجابيا. وفي القارة الإفريقية بلغ معدل النمو7%, مع ملاحظة أن إفريقيا كانت هي المنطقة الوحيدة التي حققت نموا عام2009 ومازالت هذه القارة تحافظ علي قوة الدفع وهو أمر اتضح خلال النصف الأول من العام الحالي. وبالنسبة للعائدات من السياحة, فإن الخبراء يتوقعون أن يكون معدل النمو أقل منه في عدد السياح في عديد من المناطق, ويشير الخبراء إلي أنه عقب الصدمات الكبري, فإن عدد السياح يبدأ في التزايد بشكل أسرع من العائدات, لأن نسبة لابأس بها من السياح يقضون اجازاتهم داخل بلادهم أو يقضون مددا أقصر في الوقت, أو أنهم يسعون للحصول علي تخفيضات, وكل ذلك عوامل تؤثر علي حجم العائدات وقد حدث ذلك عقب الأزمة المالية الآسيوية والأزمة المالية العالمية وأحداث سبتمبر2001 وينتقل تقرير البارومتر الذي أصدرته منظمة السياحة إلي التوقعات فيشير إلي أن عدد السياح بلغ421 مليونا في النصف الأول من عام2010 بزيادة7% عن الفترة نفسها من عام2009, لكنه مازال أقل بمعدل2% من الرقم القياسي الذي تحقق عام2008 والبالغ428 مليون سائح في الفترة نفسها. ويوضح التقرير أن هذه النتائج تأتي عقب واحد من أشد الأعوام تأثيرا علي قطاع السياحة وهو عام2009, الذي انخفض فيه عدد السياح بنحو4,2% ليصل إلي880 مليون نسمة, كما أن العائدات من السياحة وصلت إلي852 مليار دولار أي611 مليار يورو بانخفاض5,7% عن عام2008. ورغم ذلك فإن عديدا من المناطق تتجه لتحقيق أرقام قياسية جديدة تاركة الخسائر التي تكبدتها عام2009 ومتجاوزة معدلات النمو التي حققتها عام2008 وبالمقارنة بالنصف الأول من عام2008 فإن ست مناطق فرعية حققت نموا مثل افريقيا جنوب الصحراء16% وشمال افريقيا12% وشمال شرق آسيا7% وجنوب شرق آسيا5% وأمريكا الجنوبية4% وأشار التقرير إلي أن منظمة السياحة مازالت علي توقعاتها بأن العالم سيحقق نموا في صناعة السياحة في عام2010 بأكمله يصل إلي3 أو4% وأوضح التقرير أن معدلات النمو الحالية مصحوبة بتحسن في البنية الاقتصادية العالمية تشير إلي أن نتائج العام كله سوف تكون قريبة من4% وربما تجاوز هذا الرقم. ومع ذلك فإن ارتفاع معدل البطالة يمثل عامل قلق كبيرا, كما أن الإجراءات التقشفية التي تتخذها الحكومات والزيادة في الضرائب في عديد من الدول خاصة المتقدمة منها تمثل كلها تحديات تواجه قطاع السياحة. وصرح طالب رفاعي السكرتير العام لمنظمة السياحة العالمية بأننا نشهد انتعاشة واضحة في السياحة العالمية, لكن يجب أن نكون حذرين. وأوضح رفاعي أنه في عديد من الاقتصاديات المتقدمة خاصة في الولاياتالمتحدة وبعض الأسواق الأوروبية, فإن الانتعاش الاقتصادي مازال في حاجة إلي مساندة. وفي هذا الإطار يقول رفاعي: إن زيادة الضرائب خاصة ذات التأثير المباشر علي السياحة مثل الضرائب علي النقل الجوي تؤثر سلبا علي فرص النمو. وأشار إلي أنه رغم تفهم منظمة السياحة للإجراءات التي تتخذها الحكومات فإن القرارات أحادية الجانب بشأن الضرائب قد تؤتي تأثيرا عكسيا, وسوف تتسبب في الإضرار بقطاع شديد الأهمية يعد من أهم مصادر الدخل في الدول النامية, وهو قطاع حيوي لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي, وهذا القطاع هو صناعة السياحة. ////////////////////// ..والزيادة في مصر21% في إطار الزيادة في حركة السياحة العالمية في النصف الأول من العام الحالي2010( يناير/يونيو), حققت السياحة المصرية نفس مستويات الزيادة في معظم الدول السياحية. فقد حققت مصر في نهاية يونيو الماضي نحو6.9 ملايين سائح مقارنة5.7 مليون سائح في نفس الفترة من عام2009, أي أن نسبة الزيادة بلغت21%.. وتقول الاحصائيات إن نسبة الزيادة الأكبر كانت في السوق الروسية التي حققت نحو1.5 مليون سائح بزيادة أكثر من نصف مليون سائح عن نفس الفترة من العام الماضي, وبذلك تقترب الزيادة من نحو70%. [email protected]