ابتكار مصري عبقري مسجل براءة اختراع دولية تمكن بنسبة نجاح100% من التوصل لطريقة علمية آمنة للقضاء علي الملاريا بشكل جذري ووضع حدا لجهود منظمة الصحة العالمية. والتي بدأت عام1950 بحثا عن الحل القاهر للملاريا التي تهدد3.2 بليون شخص في701 دولة وتصيب350 مليون انسان تقتل منهم سنويا850 ألف شخص أغلبهم أطفال صغار. الابتكار الجديد تقدمت به مصر للقضاء علي المرض في افريقيا وبالتحديد دول حوض النيل وبعد تجارب حقلية أذهلت نتائجها المسئولين في ثلاث دول هي: السودان وأوغندا واثيوبيا بالاضافة إلي رد فعل الأوساط العلمية العالمية ليس فقط لأنه جاء بعد محاولات عالمية طوال ال60 سنة الماضية أو لأمانه البيئي الكبير ولكن لقدراته العالية والحاسمة وأيضا لرخص سعره وبالتالي جدواه الاقتصادية المناسبة لأفريقيا وجاءت تقارير الدول الإفريقية الثلاث لتؤكد نجاح التقنية المصرية في القضاء علي يرقات الناموس المسبب للملاريا, بالإضافة لعدم تأثيره علي البيئة خاصة أن الاختراع الجديد يعتمد أساسا علي أشعة الشمس المتوافرة بافريقيا. والفضل في تحقيق هذا الانجاز العالمي يعود للدكتور محمود هاشم عبدالقادر وهو أستاذ بارز للكيمياء الضوئية بجامعة القاهرة وشغل منصب وكيل المعهد القومي لليزر للدراسات العليا والبحوث ويعمل رئيسا للجامعة الالمانية بالقاهرة منذ إنشائه وله59 بحثا منشورا عالميا وحصل علي8 براءات اختراع قدم من خلالها حلولا جذرية لمشاكل إفريقيا الصحية والبيئية, كما أن انجازاته تشمل95 رسالة دكتوراه وماجستير, اشرف عليها وتم تحكيمها دوليا ومنحت من العديد من الجامعات المصرية والاجنبية. ويعد المراقبون هذا الانجاز العلمي أكبر هديه مصرية للقارة السمراء لتخلصها من اكبر تحد أرهق القارة الافريقية لسنوات طويلة والعجيب أن منظمة الصحة العالمية لم تجد بديلا لعلاج الملاريا وقتل الناموس المسبب لها سوي التصريح باستخدام مادة الDDT برغم أنها من المواد المسرطنة ذات الأضرار البيئية الخطيرة والتي قد تتجاوز أضرار الملاريا نفسها. ويقول الدكتور محمود هاشم عبدالقادر رئيس الجامعة الالمانية بالقاهرة إن كلمات الرئيس مبارك أمام القمة الافريقية بعاصمة أوغندا..وافريقيا لاتزال نهبا لانتشار الملاريا والايدز والحمي الصفراء والفيروسات الكبدية مشيرا الي إنه مازال21 الفا من الاطفال يفقدون حياتهم يوميا نتيجة هذه الامراض وهو ما يفرض علينا مضاعفة الجهود لخفض معدلات وفيات الاطفال. ويوضح ان الانجاز الجديد يعتمد علي تكنولوجيا الطاقة الضوئية حيث يتم استخدام أشعة الشمس مع مستحثات ضوئية وهي مواد صديقة للبيئة مستخلصة من النباتات الخضراء في البيئة المصرية للقضاء علي الحشرات والطفيليات والآفات الضارة وعلي العكس تماما من استخدام المبيدات الكيميائية فهذه المواد تتميز بأنها مواد طبيعية آمنة علي صحة الانسان والبيئة, تم استخلاصها من أصول نباتية كما أنه ليس لها أي تراكمات في البيئة وهذه المواد نفسها تم التصريح بها من منظمة الصحة العالمية والمؤسسة الامريكية للأغذية والدواء بإستخدامها كمكمل غذائي وفي علاج العديد من الامراض بدون أعراض جانبية, ويضيف ان التقنية الجديدة التي طبقت في ثلاث دول إفريقية بنجاح تعتمد علي إستغلال الضوء المرئي للشمس وتحوله إلي طاقة كيميائية تنتقل الي الأوكسجين الموجودة في الخلايا الحية لينتج أوكسجين نشيطا أحادي يقوم بدوره بتدمير الخلايا والانسجة. ويشير الدكتور عبدالقادر إلي أن فكرة هذه الطريقة تم تنفيذها في تجارب حقلية للقضاء علي البلهارسيا في وحدة التطبيقات الحقلية التابعة لمعهد تيودور بلهارس بالقناطر الخيرية وحققت نتائج مذهلة في القضاء علي جميع أطوار حياة دودة البلهارسيا. كما تم تطبيقها في القضاء علي يرقات البعوض وذباب المنازل وهي من الحشرات الطبية التي يصعب القضاء عليها بالطرق التقليدية لملامستها للمجتمعات البشرية بشكل مباشر. وقال الدكتور محمود هاشم عبد القادر: حتي يمكن تحقيق انطلاقة عالمية تدفع اسم مصر عاليا في مجال البحث العلمي فقد كان مهما ان يتم تأسيس أول شركة وطنية للأبحاث والتطوير بجهود مجموعة من العلماء ويرأس مجلس إدارتها الدكتور احمد العزبي وتهدف الي ابتكار الأبحاث وتطويرها وأيضا الاستفادة من الأبحاث التطبيقية وبراءات الاختراع وتحويلها إلي منتج مفيد في القضاء علي مشاكلنا الصحية والبيئية التي تؤثر بدورها علي التنمية البشرية وبالفعل فنحن في مصر في حاجة لمئات الشركات من هذا النوع لتحويل أفكارنا لواقع ملموس يمكن الاستفادة منه. وحول قصة النجاح الافريقي يقول الدكتور محمود هاشم: بدأنا في عمل تطبيقات حقلية في دول حوض النيل وبالتحديد السودان وأثيوبيا وأوغندا وأسفرت النتائج بعد تطبيق المادة المستخلصة من النباتات والمجهزة بواسطة الشركة المصرية للابحاث في مناطق مختلفة وبتركيزات ما بين1 و10 في المليون حيث قضت علي يرقات الانوفوليس والكيولكس بنسبة100% وكانت خلاصة التقارير الرسمية للدول الثلاث ان التقنية المصرية كفيلة بالقضاء علي الملاريا, بالإضافة إلي أنها صديقة للبيئة فرغم قدراتها العالية في القضاء علي اليرقات فهي لم تؤثر علي أي من الكائنات الأخري الموجودة في نفس البيئة المعالجة والتي تنمو في أماكن توالد الناموس بالمستنقعات المنتشرة في دول القارة الإفريقية, وقال: اسعدني جدا تقرير المستشار العلمي للرئيس الأوغندي, والذي عبر فيه عن كفاءة وقدرات العقول المصرية, بالإضافة الي تقارير الوزارات المعنية بالسودان وأثيوبيا, لافتا إلي فرق العمل التي تنفذ المشروع بهذه الدول, يشرف عليها كل من الدكتور طارق عبدالله الطيب والدكتور وليد عبد العزيز وهما شركاء في هذا الانجاز العلمي. ويضيف الدكتور وليد عبد العزيز ان التقنية الجديدة تم تطبيقها في كمبالا ومدينة عنتيبي الواقعة علي بحيرة فيكتوريا والمحطة الثانية كانت أديس أبابا حيث طلبت اثيوبيا من مصر الإسراع في تطبيق الابتكار في منطقة الجنوب, موضحا أن الأبحاث بدأت بجامعة القاهرة واكتملت بصورتها النهائية بالجامعة الألمانية مشيرا إلي وجود تقدير عالمي لهذا الابتكار حيث دعيت للاحتفالية العالمية العلمية بجامعة هانوفر الألمانية, وجاءت هذه الأبحاث ضمن81 بحثا عالميا تمثل أفكار جديدة للألفية الثالثة سميت الاكسبو2000, وكانت سعادتي كبيرة لأنني رفعت علم بلدي وجامعة القاهرة ومثلتها في مؤتمر عالمي تحت اسم تشكيل المستقبل وهذه الجائزة نتيجة درجة الماجستير الخاصة بي التي اشرف عليها الدكتور محمود هاشم عبد القادر كما أنني حصلت علي جائزة جامعة القاهرة للاختراع عام2009 نظرا لجهودي في المشاركة في تطوير هذه الأفكار التي أصبحت الآن في حيز التطبيق. ويوضح ان الملاريا مرض ينتقل لجميع الأعمار من البشر يسببه نوع من الطفيليات يسمي بلازموديوم وينقله بين الاشخاص المصابين وغير المصابين نوع من الناموس يسمي الانوفيليس وإذا لم يعالج هذا المرض أو يتم وقف إنتشاره فهذا يعني انه سيقضي علي40% من سكان العالم أكثرهم في الدول الفقيرة ولان العالم أصبح صغيرا جدا فمازال هناك خطر من استيراد العدوي من حالات مصابة تزور هذه الدول أو تأتي منها ولذلك تأتي أهمية دور وزارات الشئون الخارجية في زيادة التعاون في مكافحة الملاريا وكذلك دور القوي السياسية والاقتصادية والدول التي لا تعاني من الملاريا سواء كانت مصابة سابقا أم لا لابد ان ترعي الدول المصابة بالمرض وتدعم مجهوداتها, ويؤكد الدكتور طارق الطيب ان تقارير منظمة الصحة العالمية كشفت ان هناك نصف مليار مواطن مصاب فعليا بالملاريا, كما أن20% من أطفال افريقيا يموتون بسبب الملاريا كما أن هناك طفلا أفريقيا يموت كل30 ثانية نتيجة لمرض الملاريا كما تسبب انخفاضا سنويا في النمو الاقتصادي بمقدار3.1% ومازال68% من سكان أثيوبيا بدون مياه شرب نقية كما أن36% من الأفارقة بدون مرافق صحية اساسية ولايزال يعاني أكثر من200 مليون شخص من سكان افريقيا من الجوع ونسبة الذين يلمون بالقراءة والكتابة بلغت في الدول الصناعية100% بينما لا تتجاوز8.21% في بورليناناسو ومعدل البطالة والفقر في زيمبابوي يزيد عن80% بينما يتجاوز10% في الدول المتقدمة. ويختتم الدكتور طارق الطيب حديثه بأن هذه هي الأوضاع في أفريقيا وهذا يكشف مدي الانجاز الذي تحقق علي ارض الواقع خاصة ان الجدوي الاقتصادية لتطبيقه في جميع المناطق منخفضة التكاليف وقد يعيد هذا الانجاز الذي تحقق الأمل في إعادة الريادة العلمية والبحثية وأيضا المستقبل الذي يحلم به كل المصريين.