مما لاشك فيه أن العلاقة ما بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي مثقلة بميراث طويل من عدم الثقة, والحروب الصليبية, والاستعمار الغربي ونهب ثروات الدول العربية والإسلامية, واليوم وفي هذه اللحظة فإن العلاقة أصبحت ترزح تحت وطأة أحداث11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة, وغزو أمريكا لأفغانستان والعراق, فضلا عن الانحياز الأمريكي لإسرائيل, والصمت الأوروبي تجاه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية, ومما زاد الطين بلة الآن تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا والولاياتالمتحدة, والتي لم تكن دعوة حرق المصحف من قبل القس المتطرف تيري جونز في بلدة جينسفيل بولاية فلوريدا الأمريكية, إلا التجلي الأخير لما يمكن وصفه بالإرهاب الديني!, ومحاولة تفجير حرب دامية جديدة ما بين أصحاب المعتقدات السماوية الكبري. أغلب الظن أن حرائق كبري سوف تندلع ما بين الولاياتالمتحدة وشعوب كثيرة في العالمين العربي والإسلامي ستري فيما يحدث حربا جديدة ضدها وضد دينها, ولن يكون بوسع المعتدلين علي الجانبين تهدئة المشاعر الغاضبة, ولا تهدئة النفوس التي سيروعها بلاشك استمرار هذه الحملة ضد الإسلام والمسلمين. ومما يغذي الشكوك ويهيج النفوس بصورة كبيرة أن مستشارة ألمانيا انجيلا ميركل تكرم الرسام الدنماركي صاحب الرسوم المسيئة للرسول, فضلا عن قيام مسئول بارز في الفاتيكان الأب الايطالي بييروغيدو بمطالبة المسيحيين في أوروبا بإنجاب المزيد من الأطفال, وإلا فإن أوروبا ستصبح مسلمة, ولا تملك العقول المستنيرة وأصحاب الضمائر الحية إلا الدهشة والتعجب من هذه التصرفات, وهذه الدعاوي التي توجد البيئة المناسبة للدعوات والخطوات والإرهاربية الدينية مثل حرق المصحف.. وربما بعدها التحريض علي طرد المسلمين وإعادتهم الي بلدانهم الأصلية, وبعدها لن يكون مدهشا ولا غريبا تفجر فتنة كبري بل وحرب دينية جديدة يتم فيها القتل علي الهوية بامتداد العالم. ويبقي أن الرئيس باراك أوباما وبقية القادة العالميين والقادة العرب والمسلمين بحاجة ماسة لقمة عالمية عاجلة لحوار الأديان, وفض الاشتباك ما بين أتباع الديانات حتي لا تتفجر حرب غير مسبوقة لن تبقي علي شيء!