يبدو جليا أن ملف العلاقات المصرية الجزائرية الشائك دوما طيلة الفترة الماضية ربما يشهد انفراجة ومقاربة جديدة هذه المرة تصب في خانة خيار المشاكل والازمات صفر أي لا مشاكل جديدة بعد اليوم وجعل أزمات البلدين والشعبين خلف ظهورهم. بما يعني مرحلة جديدة يتولاه اكثر من طرف حاليا تهدف في المقام الأول إلي الحفاظ علي ثوابت وجذور تلك العلاقات في العودة من جديد إلي علاقات الأخوة والحفاظ علي ثوابت وموروث الماضي من تشابك وتلاحم, والسعي لتسطير صفحة جديدة تحفظ مقومات البقية الباقية من التضامن والمصير المشترك هكذا أبلغتنا قيادة عربية كبري دخلت علي خط الازمات المتنامية بين القاهرةوالجزائر ويقول أنها تسعي لجعل سيناريو العلاقات بين البلدين علي النحو الذي قدمنا له في بداية هذا الكلام وهو يؤكد أنه يسعي لتحقيق هذا الهدف خلال الفترة المقبلة بكل قوة خاصة أنه يعرف عنه النجاح في كثير من مهماته وجولاته بحكم منصبه كمسئول عن الحفاظ علي العلاقات العربية العربية والابقاء علي روح التضامن ولملمة الصف وتضييق شقة الخلاف. القيادي العربي الذي التقيناه في اليومين الماضيين بناء علي طلب منه عقب اثارة الأهرام قصة وأزمات الخروج المصري الآمن من الجزائر وسرد المتاعب التي تواجه الاستثمارات المصرية في الجزائر الاسبوع الماضي لم يتوان أن يبلغنا أنه اصبح معنيا حاليا وفي المقام الأول بالسعي والوساطة إلي تجاوز ازمات الخلافات المصرية الجزائرية وسرعة القفز إلي معالجات أكثر واقعية لازمات البلدين الملتهبة في احيان كثيرة منذ توتر العلاقات في أعقاب مباراتي تصفيات كأس العالم الماضي, وما أحدثته من صخب وانشقاق في صلب وجوهر تلك العلاقات بسبب تمادي وتجاوز جزائري في هذا الشأن. وعند محاولة الرد المصري أو رفع الصوت عاليا للتنديد ببعض الممارسات الجزائرية تبع ذلك قرارات انتقامية وعقابية جزائرية ضد التواجد والاستثمارات المصرية بسبب قوة وحجة ومنطق المواقف المصرية الفاضحة والكاشفة للسلوك الجزائري في واقعة الاعتداء في لقاء العودة بالسودان والايذاء للمشجعين والحضور المصري والذي امتد لممتلكات شركات مصرية قطاع عام وخاصة في الجزائر الأمر الذي لاشك القي ومازال بظلال كثيفة في الخلافات والترقب والتوجس لعلاقات البلدين وانتظار المجهول من أزمات فادحة تعيد جو التوتر إلي سيرته الأولي في أي وقت. القيادي العربي البارز فاجأنا بأن كل هذه الأجواء وغيرها ستذهب بدون رجعة وأن العلاقات المصرية الجزائرية بما فيها قضية الاستثمارات المصرية حاليا في الجزائر قد وضعت علي الفور وبمجرد النشر في الأهرام في بؤرة الاهتمام, وبالتالي فهناك اتصالات ومياه كثيرة قد جرت في الايام الماضية أسفل مجري نهر العلاقات بين البلدين, خاصة وأن هناك ركائز وتأكيدات أساسية كان قد وضعها الرئيس حسني مبارك شخصيا خلال زيارته الأخيرة للجزائر الشهر قبل الماضي عندما ذهب للجزائر للتعزية في وفاة شقيق الرئيس بوتفليقة حيث جرت مباحثات اليوم الواحد اتفاق وتفاهمات لانطلاقة جديدة تتمحور حول سرعة العودة بعلاقات البلدين إلي نقطة المربع الحيوي والايجابي في تاريخ وعلاقات البلدين ويضيف المسئول العربي للاهرام أنه أصبح مكلفا بسرعة احتواء أزمات هذا الملف برمته وأنه يبذل جهدا وتحركات ديناميكية من هذا الشأن مع مسئولي البلدين وخاصة الجزائر التي أجري اتصالات ومناقشة رفيعة في الأيام الماضية مع كبار قادتها وخاصة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وأحمد أويحيي رئيس الحكومة الذي سمع منه كلاما وتأكيدات شخصية علي حرصهما ودأبهما هذه المرة علي سرعة تجاوز ملف الخلافات المتبقية في أزمة ومعالجة جميع قضايا العلاقات مع مصر, بما فيها أزمة وجود وبقاء الاستثمارات المصرية هناك. ولم ينس القيادي العربي الذي يتمتع بحضور ومصداقية بين قادة البلدين أن يبلغني أن هناك ردودا ومعالجات جيدة هذه المرة من قبل الجزائر تحمل ما يمس جوهر العلاقات مع مصر, وأن أحمد أويحيي أكد له التزامه والتزام بلاده بالحفاظ علي الوجود والحضور المصري في الجزائر في الفترة المقبلة, وبالتالي ستبقي ويكون هناك أولوية للمشروعات والاستثمارات المصرية, وأن أي ضرر وأذي مالي ومعنوي لن يصيب أصحابها من رجال الأعمال كنجيب ساويرس وغيره, وأن الجزائر لن تجور علي الحضور والإسهامات الاقتصادية والاستثمارية المصرية في بلده, لذا فإن هناك مقاربة جديدة تدرسها الحكومة للحفاظ والإبقاء علي مشروعات أوراسكوم وغيرها بما يرضي كلا الطرفين, وأنها تفضل الإبقاء علي هذه المشروعات طالما قبل ورضي أصحابها البقاء في الجزائر. وقال القيادي العربي إنه في ضوء تأكيدات أويحيي ومن قبل الرئيس بوتفليقة, فإن مهمته الحالية في اغلاق ملف التشابكات السابقة في العلاقات المصرية الجزائرية لن يكون صعبا أو مستحيلا, بل يري أنها مهمة ستكلل بالنجاح, خاصة أنه يوجد تأييد وتشجيع بارزان من القيادة المصرية في الفترة الأخيرة. وبدوره أكد عمرو موسي, الأمين العام للجامعة العربية في لقاء خاص مع الأهرام أنه حريص علي تطوير العلاقات المصرية الجزائرية, وسرعة سد كثير من النواقص والثغرات التي يمكن أن تنفذ منها سهام طائشة تلعب علي وتر توتير أو النيل من ثوابت العلاقة بين البلدين, مؤكدا لي أنه يبذل جهودا مضنية خلف الكواليس لتجاوز أي أزمات أو تعقيدات في أي مجال من مجالات العلاقات, بما فيها الاستثمارات المصرية حاليا في الجزائر وغيرها, وأنه ستكون هناك معالجات مرضية لجميع حكومات وشعب وأصحاب مشروعات خاصة. ولم ينس موسي بدوره أن يطالبنا في الأهرام بالإسهام والعمل علي إنجاح هذه المهمة, لأننا أوشكنا علي النجاح الحقيقي, وأن هناك مساندة ودعما من أحمد أويحيي رئيس الحكومة الجزائرية لتحركاته في هذا الشأن, خاصة أن أويحيي شخص متفتح سياسيا وأيديولوجيا علي علاقات مصرية وعربية متينة مع الجزائر ويري في مصر والجامعة العربية الأفق الأوسع لعلاقات جزائرية عربية متجذرة. وبدورنا نتساءل: هل حان الوقت الحقيقي بالفعل لإنهاء أزمات هذا الملف المرتبك أحيانا عديدة؟.. وهل قريبا ستسوي جميع قضايا الاستثمارات والإسهامات المصرية وغيرها حتي تطوي هذه الصفحة في علاقات البلدين, وبالتالي ترفع الأقلام, خاصة الجزائرية عن نهج الغل والكيدية ضد مصر وتصبح أزمات البلدين من الماضي.. وإنا لمنتظرون!!