عبدالمنعم فهمي كل موسم تطل علينا مشكلة وأزمة في العقود والتعاقدات, وتشير أصابع الاتهام إلي وكلاء اللاعبين, الذين يدافعون عن أنفسهم, ويرمون الأندية بهذه الاتهامات, وكذلك اللاعبون..' رياضة الجمعة' فتحت الملف للوصول إلي من المتسبب في الأزمة الموسمية فكان التحقيق التالي.. رأي فاروق جعفر المدير الفني لطلائع الجيش أن وكلاء اللاعبين أصبحوا مصدر قوة من خلال علاقاتهم بمجالس إدارات الأندية, فالعلاقة بينهما نفعية, فالأندية تحتاجهم عندما تريد تسويق لاعبيها غير المرغوب في وجودهم, مشيرا إلي أن هناك تربيطات بين الاثنين. وقال إسماعيل يوسف المدير الفني للجونة أن الوكلاء يقنعون اللاعبين بالتوقيع لأكثر من ناد, ودورهم يظهر عندما يطالبون بالعمولة, أما عندما تحدث مشكلة بين اللاعب وناديه فإنهم يختفون تماما, مضيفا أن هناك بعض الوكلاء المعتمدين الذين يستعينون بالسماسرة للعمل تحت إشرافهم فتكثر الأخطاء, ولا بد أن يحقق اتحاد الكرة معهم والأسماء معروفة للجميع. وأضاف طارق يحيي المدير الفني لمصر المقاصة: إن هناك بعض اللوائح هي سبب المشكلات, لأن هناك من يعمل طبقا للوائح والقوانين, ومنهم أقرب للسماسرة, وهؤلاء زادت سطوتهم بسبب اعتماد الأندية عليهم, لأن السمسار يعرض بضاعته, وعلي الأندية أن ترفض التعامل معم وتتجه إلي الوكلاء المعتمدين, فالذي يورط النادي هو السمسار, وفي الوقت نفسه فإن الأندية هي التي تطلب لاعبين مرتبطين بعقود مع أنديتهم, وفي غير مواعيد القيد الرسمية للتوقيع, فإذا التزم النادي بلوائح التعاقدات لاختفي السماسرة. وأشار عدلي القيعي مدير التسويق بالأهلي إلي أن مهنة الوكيل هدفها تجنب السلبيات, ولكن للأسف شابتها العشوائية, وأصبح اللاعب يوقع لأكثر من وكيل, واختلط الحابل بالنابل وغابت الحقوق والمسئوليات, مشيرا إلي أن معظم أخطاء اللاعبين سببها عدم وجود الوكيل الذي يعطي النصيحة المخلصة, مؤكدا أن هناك وكلاء محترمين, أما السماسرة فهم خطر علي الكرة المصرية لأنهم يزاولون المهنة دون أدني مسئولية, وتجد الأندية نفسها مطالبة بالجلوس معهم لأن اللاعبين هم الذي يطلبون ذلك لأنهم وكلاؤهم.وطالب القيعي اتحاد الكرة بتنظيم عمل الوكلاء والسماسرة, مؤكدا أن مشكلة جدو ستسهم في ردع أي لاعب أو وكيل تسول له نفسه الوقوع في الخطأ. اما إبراهيم حسن المنسق العام لفريق الكرة بالزمالك فأكد اللاعب يشترك مع الوكلاء في الأزمة, لأن الوكيل همه المادة وأصبحوا مثل سماسرة الشقق, هدفهم البحث عن أكبر ربح مادي, مشيرا إلي أن وكيل اللاعب يهرب بعد توقيع لاعبه ويرفض حل أي مشكلة أمامه, ويظهر الوكيل فقط عند وجود عقد آخر لهذا اللاعب للحصول علي أموال أخري منه وهكذا. أما اللاعب فإنه لا يملك العقلية أو الثقافة التي تتيح له اختيار المكان الأفضل له, فهو تابع دائما ولا يملك قراره. ورفض سمير السيد وكيل اللاعبين المعتمد من الفيفا أن يكون الوكيل هو المسئول بمفرده عن المشكلات الموسمية, مشيرا إلي أن جهل اللاعب هو السبب, فلاعبو مصر ليس لديهم الحد الأدني من المعرفة باللوائح, ويعتقدون أن شهرتهم معناها أنهم يفهمون في اللوائح أكثر من غيرهم, ومن وكلائهم أنفسهم, كما أن هناك بعض الوكلاء ليسوا أمناء علي مهنتهم, ووجود سماسرة وليسا وكلاء يزاولون المهنة بدون ترخيص, وهؤلاء يجب وقفهم, ومحاسبة من يتعامل معهم, وهناك الصراع القائم بين الأهلي والزمالك علي خطف اللاعبين. وتساءل السيد عن كيفية توقيع جدو علي إيصال أمانة ورفض عماد متعب الاستمرار في أوروبا وتنفيذ عقده مع نادي ستاندر لييج البلجيلكي برغم أنه طالب بالاحتراف منذ أكثر من ثلاثة مواسم, وعندما جاءته الفرصة رفض استكمالها مما جعل سمعة الكرة المصرية في أوروبا سيئة, وما ذنب وكيله في ذلك؟ وطالب السيد بأن يؤدي الوكيل دوره الأساسي وهو أن يكون محامي اللاعب ويقع تحت طائلة القانون إذا مارس المهنة دون ترخيص. ويقول تامر النحاس وكيل اللاعبين المعتمد من الفيفا إن الأندية هي السبب في الأزمات التي حدثت ومازالت حيث يرغب طرف ثالث وهو أحد الأندية في التعاقد مع لاعب وهو أصلا متعاقد مع ناديه, ويجب في هذه الحالة إخطار ناديه, مشيرا إلي أن مشكلتي أحمد عمران الموسم الماضي وجدو الموسم الحالي هما أقرب الأمثلة لما نتحدث فيه, حيث كان من المفروض أن يخطر بتروجت ناديه الأصلي الاتصالات, كما أن الزمالك لم يخطر الاتحاد السكندري, فللأسف الاندية لا تعتد بالإخطار برغم أنه هو الذي يمنع أي مشكلة, والإخطار مدته في الأشهر الستة التي يحق للاعب خلالعا التوقيع, وذلك حتي يستوفي النادي الذي يملك اللاعب أوراقه مثل وجود شرط جزائي, وربما تم توقيع عقد جديد دون أن يعلمه هذا النادي, وأخيرا حتي يجهز ناديه نفسه بالبديل.وقال النحاس إن دور الوكيل هو منع وقوع الخطأ, وهو ما حدث مع واقعة عمران الذي قرر التوقيع لناديين دون الرجوع إليه, ومنع اللاعب من الوقوع في الخطأ, ويجب أن يكون وكيل اللاعبين معتمدا, وعالما باللوائح, ولكن تكرار الأخطاء من الوكلاء سببه هو أن الأندية لا تفكر إلا في مصلحتها, كما أن اللاعبين ينساقون وراء تطمينات الأندية ووعودها بتخليصهم من أي ورطة, مما يجعلهم دائما عرضة للإيقاف والغرامة.وطالب محمد سعيد وكيل اللاعبين المعتمد من الفيفا بعقد اختبار حقيقي لم يتفدم لمهنة الوكيل, مشيرا إلي أن هناك وكلاء حصلوا علي الترخيص دون أن يتم اختبارهم, فالاختبار يأتي من الفيفا في مظروف مغلق, ومع ذلك فإن نسبة99% من المتقدمين لمهنة الوكيل لا يتم اختبارهم وينجحون. وقال سعيد إن لاعبي مصر جاهلون باللوائح, لذا اعتمد الفيفا مهنة الوكيل للتنسيق بين اللاعب والنادي, ولكن للأسف اللاعب لا يهتم بالضرر الذي يصيبه من التوقيع لناديين لأنه يقع تحت مخدر الأندية الكبري التي تعلم بأن اللاعب متعاقد ومع ذلك تجري وراءه, مضيفا أن مثل هذه المشكلات لا توجد إلا في مصر فقط, لأن كل طرف يعرف دوره وحقوقه وواجباته. وعلق أيمن يونس عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم علي كلام كل الأطراف بقوله إن هناك ضوابط دولية علي وكلاء اللاعبين, مما يجعل المهنة لدينا مختلفة تماما عن أوروبا, فهناك الوكيل يستثمر اللاعب في كل شيء ويعمل برؤية مستقبلية للاعب, ويوقع معه عقدا قد يمتد8 سنوات, لأن مصلحة اللاعب واستمرار الدخل المادي مضمونان لديه, كما أنه يمتلك الرؤية السليمة, أما في مصر فالهدف هو مادي فقط دون مصلحة اللاعب, وليس لها بعد فني, فيصدر الوكيل المشكلات لجشعه وطمعه, باستثناء وكيل أو اثنين. أما عن العقوبات بتطبيق القواعد الدولية أو وضع ضوابط مصرية مرتبطة بهذه المشكلات, خاصة أن الفيفا أعطي الحرية للاتحادات الأهلية لتطبيق بعض اللوائح الداخلية تبعا للوضع الاقتصادي مثلا أو مستوي اللاعبين, ونقل لاعب من إفريقيا لأوروبا. وتساءل أيمن يونس عن إمكانية عقاب وكلاء اللاعبين وهل اللاعب شريك في الخطأ أم هو مسير, لأن لاعبي مصر لا يمتلكون اتخاذ القرار أو ثقافة انتقاء وكيل لاعبين, كما أنه لا يوجد الوكيل الذي يستطيع تسويق لاعبيه في أكبر الأندية الأوروبية واقتصر عملهم علي تركيا وبعض الدول الفقيرة كرويا, باستثناء محمد زيدان وميدو اللذين اعتمدا علي وكلاء أجانب الذين يرفضون التعامل مع مصريين داخل مصر بل يشترطون التعامل خارجها, ومن هنا يجب إعطاء الفرصة للأجانب للعمل في مصر حتي يكون لدينا سوق احتراف سليم بدلا من المشكلات الموسمية, مما يجعل هناك منافسة تعود بالنفع علي سوق اللاعبين سواء داخل مصر أو خارجها, مما يجعل حلم اللاعب في الانتقال لأوروبا قائما بقوة. واعترف أيمن يونس بأن الضوابط التي تحكم عمل الوكلاء غير كافية, مشيرا إلي أن اتحاد الكرة يدرس تفعيل بعض اللوائح الدولية وتطويعها لتتناسب مع كرة القدم في مصر.