لم تقتصر معاناة الباكستانيين علي التداعيات التي نجمت عن كارثة الفيضانات, بل تضاعفت مع تزايد نسبة الجريمة. حيث كشفت التقارير الصحفية عن ضلوع مسئولين في بيع مواد الإغاثة التي يتم التبرع بها في إطار جهود الاغاثة لضحايا الفيضانات بالإضافة إلي سرقة منازل الضحايا. وجاء في تقرير لوكالة رويترز أنه يتم في بيشاور عاصمة إقليم خيبر بختون خوا بيع أجولة الدقيق وعلب زيت الطهو التي تحمل شعار وكالات الإغاثة الدولية مثل برنامج الأغذية العالمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وبحسب أحد التجار في بيشاور, فإن التجار يشترون مواد الإغاثة من ضحايا الفيضانات الذين يشترون بثمنها أشياء أخري يحتاجونها أكثر, مؤكدا أن هذا لا يمكن أن يحدث دون ذلك ضلوع مسئولين في الأمر, فالضحايا لا يمكنهم جلب شاحنة مليئة بالإمدادات هنا. وأضاف تاجر دقيق يدعي نجيب أحمد خان أن هذه السلع تباع فيما بعد بأسعار أرخص من المعتاد حيث يمكنني كسب300 روبية باكستانية من كل جوال دقيق يزن50 كيلوجراما, فالمواطنون يفضلون شراءه لأن نوعيته أفضل وسعره أقل. وفي محاولة للحد من تفاقم المشكلة قال سراج أحمد أحد المسئولين الحكوميين في المنطقة إنه تم تشكيل لجنة للنظر في هذه الأنشطة غير المشروعة. وفي إقليم البنجاب قام بعض سكان المناطق الذين لم يتأثروا بالفيضانات بسرقة منازل نزح عنها ضحايا الفيضانات. وقال رانا فرمان الله 27 عاما وهو من سكان قرية محمود كوت إن اللصوص وصلوا في قوارب لنهب ممتلكات القرويين, وأضاف أخذوا كل شيء ذي قيمة: الغسالات والمراوح والبرادات والأدوات الكهربائية الصغيرة والحلي. وتحسبا لمثل تلك الحوادث يقوم الصيادون في الشمال الشرقي في بلدة بهاكار علي ضفاف نهر الاندوس الذي ارتفع منسوب مياهه بنقل ممتلكاتهم القيمة من الزوارق خشية أن تسرق أيضا.