كتبت : إنجي البطريق: لا شك أن أتوبيسات النقل الجماعي وشركاتها تؤدي خدمة محمودة للمواطنين خاصة في الانتقال بين المحافظات, إلا أن هذه الخدمة يعوزها الكثير من التطوير حتي تكون علي الوجه الأمثل. غير أن مشاكلها العديدة ما بين أعطال وتأخر في المواعيد ونقص عدد المواقف.. وغيرها من المشاكل تسببت في هروب الركاب منها والتوجه الي السكك الحديدية وهو البديل الأسوأ.. خاصة في تلك المحافظات القريبة من القاهرة.. مثل الشرقية والمنوفية والإسماعيلية والدقهلية وغيرها. يقول إمام سعد موظف إن ظروف عمله تضطره للسفر يوميا بين القاهرة و الشرقية ورغم أن مقر عمله لا يبعد كثيرا عن ميناء القاهرة البري بالترجمان فإنه لا يجد به أتوبيسا يتجه الي المحافظة ويضطر للذهاب الي موقف عبود لركوب الأتوبيس المتجه الي المحافظة وهذا ما يكبدنا مجهودا كبيرا خاصة في تلك الأيام الحارة مثل شهر رمضان.. ويضيف: إن هذه الاتوبيسات متهالكة للغاية حيث تتعطل باستمرار في الطريق.. وإما أن تعود أنت للعمل من جديد وإما أن تلجأ لاستخدام أي وسيلة مواصلات أخري لاستكمال الطريق والمشكلة الأكبر هي عدم وجود مواقف لهذه الأتوبيسات الخاصة بالنقل الجماعي بين المحافظات خاصة في مراكز بعينها مثل مركز بلبيس بمحافظة الشرقية حيث تعد مشكلة صعبة جدا ويضطر مرتادو الأتوبيس الجماعي للذهاب الي اطراف المدينة لانتظار الاتوبيس المتجه للقاهرة مثلا والذي قد يتوقف لاصطحابهم أو لا يحالفه الحظ ويستمر في طريقه دون توقف وهذا يرجع الي سائق الأتوبيس نفسه.. ناهيك عن ارتفاع أسعار التذاكر فهي ضعف ثمن تذكرة القطار في المسافات القصيرة وتزيد في المسافات الطويلة. أما فتحي طلبه فيعمل في مدينة العاشر من رمضان ويقطن بأحد الاحياء الشعبية بالقاهرة فهو يري ان اتوبيسات النقل الجماعي من العاشر الي القاهرة تقدم خدمة جليلة ومهمة حيث هناك أتوبيس كل ساعة يتحرك في ميعاده تباعا. إلا أنه يؤكد أن تهالك هذه الأتوبيسات لا يمثل له مشكلة فهو يقله من الترجمان للعاشر في أقل من ساعة ونصف الساعة ولذلك فخدمته لا يمكن الاستغناء عنها ولكن هذا لا يمنع من تطويرها لأن وسائل الانتقال في السيارات الأجرة اغلي كثيرا والسائقون يستغلون الزحام ويزيدون من عدد الركاب وكأننا داخل علبة سردين في تلك الايام الحارة وذلك يحدث أمام أعين المسئولين بالمواقف دون رادع وكذلك لا نجد مواصلات داخلية مريحة تصلنا بمواقف سيارات الأجرة. أما ابراهيم رزق من شبين القناطر محافظة القليوبية والذي يعمل بائعا في محل بالعتبة فيؤكد أنه يستقل الأتوبيس يوميا من العتبة الي شبين القناطر ذهابا وإيابا إلا أنها رحلة عذاب حيث يكاد الاتوبيس ينفجر من كثرة عدد الركاب أو يختنق من زيادة الأنفاس فيه ولكننا مضطرون حيث تتناسب اسعاره مع دخولنا البسيطة بالاضافة الي أنه وسيلة مواصلات وحيدة ومباشرة.. فلا نتوقف بأكثر من مكان لتغيير وسيلة المواصلات. وأضاف أن المشكلة الحقيقية في قلة عدد الاتوبيسات وتهالك بعضها مما يتسبب في وقوفنا لفترات طويلة في انتظارها.. وحاولنا كثيرا تقديم شكاوي لزيادة أعداد هذه الاتوبيسات لكن دون جدوي. وأشار الي انه إذا أصيب أي اتوبيس بعطل في الطريق فلا نجد من ينقذنا أو حتي نجد بديلا له ونضطر للإنتظار من جديد فترات طويلة حتي يأتي آخر وغالبا لا يأتي ونلجأ الي الركوب مضطرين في سيارات نصف النقل. بينما يعترض محمد عبد القادر موظف بالقاهرة ومقيم بالمنوفية علي أن سيارات النقل الجماعي لا تقدم لأهالي المحافظة أي خدمة.. فلا يجد الموظفون وسيلة انتقال سوي القطار الذي يمتلئ بركابه.. ولا ننكر وجود خدمة النقل الجماعي إلاأننا نجد مشكلة في ارتفاع اسعار التذاكر والتي تعد ضعف تذكرة القطار تقريبا فهي لا تخدم سوي فئة محدودة وحتي من يذهب لاستخدامها كوسيلة مواصلات تعاقبه بالتعطل في وسط الطريق. وتحكي بسمة رضا الطالبة بجامعة عين شمس أنها عندما قررت العودة الي مركزها أبو حماد محافظة الشرقية بأحد اتوبيسات النقل الجماعي فقد حدثت لها مشكلة جعلتها تندم علي هذا القرار حيث مكثت تنتظر الأتوبيس قرابة الساعة فقد تأخر عن موعده لدرجة جعلتها ومن حولها يظنون انه لن يأتي ولكنه جاء بالفعل وليته ما جاء.. فبعد أن تحرك والأمور كانت علي ما يرام توقف فجأة بعدما قطع ثلثي المسافة.. وبعد محاولات مستميتة من السائق لإصلاحه وجدنا الدخان يتصاعد من الجزء الخلفي للأتوبيس والتفت إلينا السائق قائلا: آسف يا جماعة حاولوا تتصرفوا ولأنني كنت سعيدة بنتيجة امتحان نهاية العام والتي ذهبت للاستعلام عنها فقد حاولت تهدئة نفسي إلا أننا انتظرنا طويلا علي قارعة الطريق ولم نجد حلا سوي أن يحاول كل منا البحث لنفسه عن مكان داخل السيارات القادمة سواء كانت أجرة أو سيارة نقل أو حتي ملاكي.