أنا طبيبة وأم لشاب معاق ذهنيا وأعمل فى مجال التأهيل للمعاقين وتدريب الكوادر العاملة فى مجال التربية الخاصة وقد جمعنى حوار مع مجموعة من المدربين فى المراكز النهارية ودور الإقامة حول ما يحدث فى بعض دور الإقامة ذات الصيت فى الاسكندرية ومنها من له الطابع الدينى . وصدمنى ما سمعته منهم من معاملة سيئة للمعاقين تخلو من الرحمة وغير أدمية ، غير ما يصدر من المسئولين من سلوكيات تتمثل فى توزيع ما يصل للدار من تبرعات عينية عليهم وترك الفتات للمعاقين ولذلك أود أن أوجه رسائل أولها لأولياء أمور المعاقين فأقول لهم : نقص المعلومات عن إعاقة ابننا والجهل باسلوب التعامل السليم معه يجعلكم لا تحسنون التعامل معه مما يؤدى الى مشاكل سلوكية من جانبه تجعلكم تنفرون منه وترغبون فى التخلص منه وايداعه دار اقامة ، لذا فمن الضرورى التسلح بالمعلومات وفهم احتياجاته حتى تتجنبوا السلوكيات الخاطئة ومن ثم يصبح عضوا فعالا فى أسرتكم . يبالغ بعض الأطباء فى صرف أدوية لا يحتاج لها المعاق ذهنيا فتسبب العصبية والهياج عنده وتجعل سلوكياته غير مقبولة مما يجعل الأسرة غير قادرة على تحمله والتعامل معه لذلك ننصح بأن علاج المعاق ذهنيا هو التدريب وطرق تعديل السلوك والرعاية والحب وليس الأدوية الا اذا كان يعانى الصرع . هذا الابن أو الابنة عطية من الله حرم منها كثير من المتزوجين فلا يجب بهذه السهولة التخلى عن مسئولياتنا تجاههم وحرمانهم من حبنا ورعايتنا فدار الإقامة هدفها رعاية من فقدوا ذويهم فعلا يعقل ان نكون على قيد الحياة ونترك فلذات أكبادنا يعتنى بهم غيرنا ، المعاق ذهنيا انسان حساس يوحى لنا بأنه لا يفهم أو يدرك بعض الأمور بسبب قصور اللغة والتواصل عنده لكن لديه مشاعر وأحاسيس ويشعر بمن يحبه ومن يرفضه . ولمسئولى دور الأقامة أقول : ان كنت تقوم بأى عمل يخالف الضمير لانك مطمئن ان لا أحد يراك فثق إن الله يراك وسيحاسبك على كل ضرر وأذى تلحقه بهؤلاء الأبرياء الصامتين . للمسئولين عن متابعة دور الإقامة فى وزارة التضامن وما يجرى بداخلها نقول كفانا جلوسا على المكاتب ولنكثر مرات المرور والمتابعة على هذه الدور ولتكن بالطبع الزيارات فجائية حتى تظهر لكم الصورة واقعية وليتكم تشجعون أيضا المراكز والدور التى تعمل فى صمت وبكفاءة وتحتاج منكم كل التشجيع ، أما المتبرعون ذوى القلوب الرحيمة الذين يتبرعون سواء بأموال أو بتبرعات عينية فأقول لهم احرصوا على ان تصل تبرعاتكم الى أفواه و اجسام المعاقين لا إلى جيوب وأفواه ومنازل المسئولين عن رعايتهم . تلقيت هذه الرسالة من الدكتورة جورجيت نجيب يوسف ، وهى صرخة الى الجميع ، كل فى موقعه للأخذ بأيدى المعاقين وعدم تركهم نهبا لكل من تسول له نفسه العبث بمشاعرهم أو الاستهتار بهم ، ويمكن بكلمة بسيطة ان نجعلهم ينخرطون وسط الاصحاء وقد يتعافون مما يلم بهم من هموم وآلام .. والله المستعان .