ظهرت في الأفق ثورة تقنية هائلة في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات والتي تعتبر واحدة من الحسنات التي جلبتها معها الثورة التكنولوجية الحديثة, هذه الثورة هي الحوسبة السحابيةCLOUDCOMPUTING والتي تعتبر لغة المستقبل غير البعيد.. فمصطلح السحابية هنا يستخدم مجازا عن الانترنت علي اعتبار ان الانترنت يعمل في الفراغ الالكتروني الذي يشبه السحاب, بينما مصطلح الحوسبة تعني الأعمال الكمبيوترية وبمعني آخر إنها أسلوب جديد من الأعمال الكمبيوترية تتمثل في نموذج كمبيوتري يقوم بتحديد المهمات لمجموعة من الاتصالات والبرمجيات والخدمات التي يتم استخدامها من خلال الشبكة العنكبوتية. وتعتمد البنية التحتية للحوسبة السحابية علي توفير العديد من مراكز البيانات التي تسمح بمساحات تخزينية كبيرة لكي توفر الكثير من البرامج وخدمات للمستخدمين والشركات. وتجدر الإشارة الي أن هناك فرقا هائلا بين الحوسبة التقليدية والحوسبة السحابية فمن المعروف أن الحوسبة التقليدية تعمل باستخدام جهاز خادمServer واحد فقط لكل مكان أو منطقة, وهذا الجهاز دائما في حاجة الي صيانة وينبغي وضعه في مكان مكيف علي مدي العام بالاضافة الي استهلاكه العالي للكهرباء علاوة علي محدودية مساحة تخزينه للبرامج والمعلومات. أما عن الحوسبة السحابية فمن خلالها يمكن تخزين البرمجيات والمعلومات علي آلاف من أجهزة الخادم غير المرئية للمستخدم وفقا لاتفاقات وبروتوكولات مع دول العالم حيث ترسل هذه الأجهزة مخزونها لجهاز خادم واحد فقط هو الذي يقوم بدوره بالتعامل مع المستخدمين ويمكن للمستخدم طلب البرمجيات والخدمات المطلوبة لحظيا ويقوم دائما المطورون بتحديث هذه البرمجيات بصفة مستمرة. والجديد في هذا المجال هو أن الحوسبة السحابية تقوم بالتعامل مع منتجات الكمبيوتر من برامج ومعلومات وما نحو ذلك علي اعتبار أنها مرفق من المرافق العامة مثل الكهرباء والمياه والغاز بحيث يقوم المستخدم بسداد مبالغ نظير الانتفاع من هذه الخدمات المطلوبة فقط دون سداد مبالغ شهرية أو سنوية سواء كان هناك استخدام لهذه التقنية أولا كما هو متبع الآن. مما سبق نجد أن النتائج الفلسفية في عالم الانترنت هدمت الفكر الفلسفي القديم برمته وفتحت الطريق لكل الأعمال التقنية الحديثة ذات الصلة بتداول المعلومات والبرامج عبر الفضاء الالكتروني والتي تنطوي علي اضافة جديدة الي الثروات التكنولوجية الحديثة. وقد أولت الدولة اهتماما كبيرا بهذا المجال حيث تم إنشاء أول مركز استرشادي للحوسبة السحابية في جامعة أسيوط من خلال اتفاقية بين وزارة التعليم العالي ووزارة الاتصالات, وتأتي هذه الاتفاقية في اطار التوجه نحو مواكبة الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم في هذا المجال. ومن هذا المنطلق ينبغي علي الجامعات المصرية والمؤسسات التعليمية المتخصصة أن تولي اهتمامها نحو اعداد كوادر علي درجة عالية من التخصص وتعبئة قدراتهم الكامنة للتعامل مع مثل هذه التقنيات الحديثة واخضاعهم للتدريب الاحترافي والتأهيل المستمر بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من أجل الالمام بتقنيات العصر الحديثة ليتمكنوا من أداء فاعليتهم نحو تقديم خبراتهم التقنية لبلادهم ليصبحوا قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد الوطني والتقدم التكنولوجي. د. حسن علي عتمان المستشار العلمي والتكنولوجي بجامعة المنصورة