الكذب كان ومازال منهجا غير محمود, ويتمثل في عدم اتباع الصدق في القول سرد حديث.. إدلاء بتصريح.. إصدار.. بيان( الخ) بمعني طمس الحقيقة واظهار ما هو عكسها وذلك من أجل مصلحة الكاذب في الاستحواذ علي ماهو مال.. متاع.. ليس من حقه أو بقصد إلحاق الضرر بآخرين. في السياق اللغوي!! فإن مفرد كذب.. كذب أو اكذوبة.. ويعني عدم الصدق في موضوع محدد أو حدث معين. والكذاب هو الشخص الذي من طباعه الكذب.. وجمعه كذابون.. والتأنيث كذابات. اما الكاذب فهو الشخص الذي لم يقل صدقا بالنسبة لموضوع معين.. وجمعه كاذبون.. والتأنيث كاذبة.. وكاذبات. الكذب المركب: وهو سلسلة الاكاذيب التي حتم الامر ضرورتها بسبب الكذبة الأولي: الاصل في الكذبة الأول: قد يكون عابرا ولكن يترتب عليه الكثير من الكذب. ومن الامثلة التي صادفتنا ومثلها دائمة الحدوث في المجتمع اننا اتصلنا تليفونيا باحد المعارف وهو استاذ فردت زوجته وهي استاذة مثله انا/ هل فلان موجود؟ نعم/ لحظة نداء مسموع خارج سماعة التليفون من الزوجة يا فلان زوجها علان الذي هو انا علي التليفون عاوز يكلمك.. صوت فلان/ قولي له غير موجود.. الزوجة علي السماعة ردت علي/آسفة زوجي خرج. بعد دقائق.. ولان فلان له مصلحة عندي.. يبدو انه تذكرها لهذا طلبني تليفونيا. فلان/ آسف والله ياعلان لما طلبتني كنت خارج المنزل.. ولما عدت اعلمتني زوجتي باتصالك التليفوني.. الخ. ومما سبق ذكره تتبين الكذبة الأولي.. ترتب عليها ثلاث اكاذيب اخري.. والمأساة تكمن ايضا في ان مسلسل الكذب هذا من الزوجة وزوجها كان علي مسمع ابنائهما وكذا من تصادف وجوده في المنزل! النصب.. الكذب والاحتيال: ومما وجب الإشارة إليه ان كلمة نصب لاتعني لغويا.. ما هو شائع في المجتمع.. اي الكذب والاحتيال.. ولكنها ذات معان اخري.. مثل: علامة النصب في الاعراب.. والنصب التذكاري.. ونصب الخيمة.. وناصبة العداء.. والنصيب في القسمة.. الخ. ومع ذلك فان ماهو دارج بين الناس واصبح عرفا يستخدم بشكل رسمي قوانين ومحاكم.. الخ ومنه كلمة نصب وعليه فان النصاب هو الشخص الذي ينصب بالكذب والاحتيال للإيقاع بالاخرين في خداع يحصل بموجبه علي اموالهم او متاعم او ممتلكاتهم.. الخ بكل امان وطمأنينة.. ثم يولي الادبار!! واخيرا.. فان الكذب بين الكثير من الناس اصبح امر عاديا رغم انه افة خطيرة.. اذ ان الكذاب يعتبر نفسه مثل البائع الشاطر.. وان المتلقي المستمع للكاذب حر في ان يصدقه ينخدع أو لا يصدقه لانخدع.. فان صدقه وقع في المحظور.. وهذا امر حسن للكاذب.. وان لم يصدقه فان المتلقي يكون محظوظا وهذا امر غير حسن للكاذب. والمشكلة تكمن في ان معظم المتلقين المستعمين للكاذب يصدقون.. ذلك لان الكذاب جذاب ايضا في عرض سلعة الكذب بالاضافة إلي قلة الخبرة للمتلقي وعدم اجراء تحريات عن مضمون القول وصاحبه. واخيرا.. نأمل.. في مجتمع يؤمه الصدق ويشمله النقاء.. وبالتالي الرقي والتقدم الاقتصادي والاجتماعي. مهندس استشاري/ احمد هاشم عضو مجلس ادارة جمعيةالمهندسين الميكانيكيين