ربما يكون دخول اتفاقية الذخائر العنقودية حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي الموافق الأول من أغسطس2010 أبلغ رد اعتبار لشهداء القصف الإسرائيلي للبنان خلال حربها في لبنان عام1978. ومن ثم احتلال لبنان في الفترة من1982 الي2000 حتي حربها الأخيرة في2006, التي قامت اسرائيل فيها بنشر مليون ذخيرة من هذا النوع التي تتفتت الي قنابل مصغرة حين ترتطم بالأرض وأودت بحياة الكثيرين وسوف تودي بحياة آخرين طالما ظلت هذه الذخائر حية دون تفجير. وكما هي رد اعتبار لشهداء هذه الحروب والاعتداءات المتكررة من قبل اسرائيل, فهي أيضا رد اعتبار لأسر الشهداء الذين كانوا هم الشهود التي توافرت للمنظمات الفاعلة وفي مقدمتها التحالف الدولي للقضاء علي القنابل العنقودية, شهود رووا مآسي المدني الأعزل حين تطوله ذخيرة عشوائية طائشة تطلق كالأمطار للقضاء علي كل ما هو حي. وهي أيضا رد اعتبار للعمل الصحفي الجاد من قبل الصحفيين والمراسلين الحربيين والفضائيات المصرية والعربية التي نقلت هذه الأخبار في حيدة تامة الي العالم. ومن منبر الأهرام لابد من تحية فريق الصحفيين والمراسلين الأجانب في مقر الأممالمتحدة في جنيف, الذين نقلوا بلا كلل أو ملل المؤتمرات الصحفية في كل المناسبات للتحالف الدولي. هم كانوا الناقل الأول للرسالة وهم مازالوا أصحاب الفضل الأول في تعبئة العالم لدعم هذه الحملة التي التفت حولها معظم دول العالم في فترة وجيزة هي21 شهرا بعد فتح باب التوقيع في أوسلو, وذلك دليل علي التزام الدول الاطراف الحازم وإرادتها الجماعية في إيجاد حلول للمشكلات الإنسانية التي تسببت فيها هذه الأسلحة. وتحية للرجال الذين أسسوا التحالف الدولي منسق التحالف توماس ناش, ومدير قطاع الأسلحة بمنظمة مراقبة حقوق الإنسان ستيف جوز. وقد رحبت الدوائر الدولية بسريان المعاهدة التاريخية وفي مقدمة المرحبين كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومقرها جنيف والتي تعد المرجع القانوني لتطبيقات القانون الإنساني الدولي. ولا تقف المعاهدة عند التطبيق فقط وانما تقتضي تنفيذها تعبئة الموارد الضرورية لإزالة الأسلحة من المناطق الملوثة وتدمير المخزونات وتقديم المساعدة الي الذين تضرروا من آثار الذخائر العنقودية وسيستلزم أيضا اعتماد قوانين ولوائح وطنية لكفالة تنفيذ أحكام الاتفاقية علي الصعيد الوطني. والخطوة التالية هي اجتماع الدول الأطراف في فينسياني في لاوس من8 الي12 نوفمبر المقبل من أجل وضع خطة عمل لتنفيذ الاتفاقية واتخاذ قرارات بشأن الإجراءات الكفيلة برصد التقدم المحرز بانتظام. وينعقد الاجتماع الأول للدول الأطراف في لاوس لأنها أكثر الدول التي تضررت من استخدامات القنابل العنقودية فيما يتعلق بعدد الضحايا منها, ورحب بها بقوة سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون الذي أكد أهمية سريان المعاهدة من أجل رفع المعاناة الإنسانية عن المدنيين العزل. وتسبب استخدام القنابل العنقودية في مقتل أكثر من عشرة آلاف مدني40 بالمائة منهم من الأطفال, كما أدي استخدام هذه القنابل الي عرقلة إعادة البناء بعد انتهاء العمليات القتالية وقد تأكد ذلك في أنجولا ونيكاراجوا وغيرها من الدول. والسؤال: هل تؤدي هذه المعاهدة الي رفع المعاناة عن المصاب أو أسر الضحايا, بالطبع لا, ولكنها تؤكد أن العمل الطوعي من قبل التحالف الدولي الذي نادي بشكل مستمر ورفع صوته من أجل إقرار هذه المعاهدة, يمكن أن يتحول الي عمل جماعي دولي يضع الأمور في نصابها الصحيح ويضيق الخناق علي المعتدي. [email protected]