تظاهر أكثر من 300 أفغانى فى إحدى القرى الصغيرة احتجاجا على قتل القوات الأمريكية 3 أفغان خلال إحدى الغارات على معاقل حركة طالبان فى أفغانستان ، حيث أغلقوا طريقا رئيسيا شرق البلاد وهم يهتفون «الموت لأمريكا»، وهو الأمر الذى نفته قيادة قوات حلف شمال الأطلنطى فى أفغانستان بشدة ، مؤكدة أن الغارة التى شنتها على المنطقة أسفرت عن مصرع عناصر من طالبان، فيما أكد الخبراء أنه فى مثل هذه القرى الصغيرة يصعب التمييز بين مقاتلى طالبان والمواطنين الأفغان وهو ما يبرز عمق الفجوة التى تفصل بين القوات الدولية والشعب الأفغاني. وتزامن ذلك مع تحذير القادة الأمريكيين فى أفغانستان من احتمال اشتعال المعارك شمال وغرب إقليم قندهار الأفغانى بمجرد انتهاء شهر رمضان المعظم ،حيث ستلعب القوات الخاصة التى تتولى مطاردة حركة طالبان دورا كبيرا فى اشتعال القتال. يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه صحيفة نيويورك تايمز عن أن القيادة العسكرية الأمريكية فى أفغانستان وعلى رأسها الجنرال ديفيد بتريوس باتت تراهن على عنصر الوقت فى مواجهة حركة طالبان المتشددة ومن ثم فانها تضغط لتأجيل أو تقليص عملية سحب قوات امريكية من هذا البلد المضطرب اعتبارا من الصيف المقبل. وأوضحت الصحيفة ان القيادة العسكرية الامريكية فى افغانستان تجد نفسها الآن فى موقف مناويء لفريق سياسى مقرب من الرئيس باراك اوباما ويضغط عليه من اجل ان يحمل الجيش الأمريكى عصاه على كاهله ويرحل من الأراضى الافغانية. ولاحظت النيويورك تايمز ان روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكى بدا حريصا على اظهار تفهمه لهذا التيار داخل المؤسسة العسكرية ، عندما تحدث عن انسحاب محدود للغاية من افغانستان بحلول الصيف القادم.كما يقف حلف شمال الأطلنطى »الناتو«-كما تقول الصحيفة- موقفا مؤيدا لهذا التيار داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية والداعى لضرورة اعطاء القوات الأمريكية والغربية الوقت الكافى على الأرض لانجاز مهمتها بنجاح والحاق الهزيمة بالمناهضين للغرب فى افغانستان. وعلى صعيد آخر، تسلم الجنرال جيمس ماتيس أمس مهامه رسميا كقائد للقيادة المركزية الأمريكية المكلفة بالإشراف على الحرب فى العراق وأفغانستان، خلفا للجنرال ديفيد بيترايوس. وقد أقيم حفل عسكرى فى قاعدة ماكدويل العسكرية بولاية فلوريدا بهذه المناسبة بحضور وزير الدفاع الأمريكي.