أقر قادة حلف شمال الأطلسي إستراتيجية سحب القوات الدولية من افغانستان، وقال اندرس فوج راسموسن أمين عام الأطلسي إن الحلف سيبدأ بخفض مستوى قواته في أفغانستان العام القادم. وأضاف راسموسن أن المسؤوليات الأمنية ستسلم الى الأفغان في عام 2014. وتعهد حلفُ الاطلسي في اليوم الثاني من القمة التى استضافتها العاصمة البرتغالية لشبونة بحضور رئيس افغانستان حميد كرزاي مواصلة دعم بلاده لكي لا يقع فريسةً للفوضى مرة اخرى. وقال راسموسن: "حربُ أفغانستان ضد الارهاب، لها اهمية استراتيجية عالمية، والنجاح في تلك الحرب يهمنا بذات القدر الذي يهم الشعب الافغاني. ولئن اعتقد اعداءُ أفغانستان أن بامكانهم انتظار خروج قواتنا، فإن اعتقادَهم خاطئ". وأكد راسموسن استمرار دعم الحلف لافغانستان شعبا وحكومة وأضاف:"سنبقى في أفغانستان طالما كانت هناك حاجة لذلك، لانهاء مهمتِنا، وما من شك اننا سنواصل دعمَنا لهم." وكان أمين عام حلف الأطلسي قد أكد أن حرب أفغانستان ضد الإرهاب ستبقى واحدة من بين الاستراتيجيات الأساسية على الصعيد الدولي.هذا ومن المنتظر أن يوقع الحلف اتفاقات مع روسيا بشأن توسيع خطوط الامدادات التابعة للحلف في افغانستان عبر اراضيها ، بالاضافة الى اقامة مراكز هناك لتدريب عناصر مكافحة المخدرات في أفغانستان. ومن المتوقع أيضا أن يوجه الحلف دعوة لروسيا للمساهمة بدور إيجابي في مشروع الدرع المضاد للصواريخ الذي ينوي الناتو إقامته في أوروبا الشرقية. وقال امين عام حلف الاطلسي ايضا إن البحثَ ينصب على التوصل الى شراكة طويلة الامد تتعدى انتهاءَ مهمة الحلف القتالية في افغانستان. وقد فاجأ الرئيس الافغاني حميد كرزاي المشاركين بدعوة الولاياتالمتحدة الى خفض عددِ عملياتها العسكرية ووقفِ الغارات الليلية التي تشنها قواتٌ خاصة. ويذكر انه شارك في هذه القمة ايضاً الامينُ العام للامم المتحدة بان كي مون، واليابان التي تعتبر احدَ الممولين الرئيسيين لحرب افغانستان. وقد اثارت انباء انسحاب التدريجي للقوات من افغانستان ردود فعل مرحبة في الشارع الافغاني، يقول المواطن غلام حسين من سكان كابل:"لدينا جيشنا الوطني وقوات الشرطة الوطنية التي يمكنها التصدي لأي عدو مثل طالبان وباكستان وايران والدفاع عن بلدنا". وأعرب الكولونيل شير آغا قائد الشرطة الافغانية عن اعتقاده بان تكون مواعيد الانسحاب المحددة قابلة للتحقيق: "نأمل في ان يجعلنا مستوى التقدم الذي تحققه قواتُنا قادرين بحلول العام 2014 على تسلّم قيادة العمليات العسكرية في بلدنا وتولي امرها بالكامل". وقد تظاهر عشرات الاشخاص وأغلقوا طريقا رئيسيا يؤدي الى مقر قمة حلف شمال الاطلسي الناتو في العاصة البرتغالية لشبونة. وقال المتظاهرون إنهم يتجمعون احتجاجا ضد السياسة الجديدة التي تبناها الحلف بما فيها نشر نظام الدرع الصاروخي في اوروبا. وقال اندريا سبيك ممثل المتظاهرين: "كلا لممثلي النيتو، وبالطبع ليس بامكاننا منع القمة برمتها ولكنا اردنا وضع اجسادنا في طريقها لاننا نعتقد ان ما يحصل في النيتو والمفهوم الاستراتيجي الجديد والحرب في افغانستان ونظام الدرع الصاروخي في اوروبا جميعها تمثل جرائم من وجهة نظرنا لانها تسبب الكثير من الموت والدمار.