البحر الاحمر من عرفات علي يبدو أن صفة الهدوء التي ظلت تلازم الانتخابات البرلمانية علي مستوي محافظة البحر الأحمر بدائرتيها الشمالية, والتي تضم مدينتي الغردقة ورأس غارب, والدائرة الجنوبية التي تبدأ من سفاجا مرورا بالقصير ومرسي علم حتي مدينة الشلاتين طوال الدورات السابقة.ستصبح هذه المرة ضمن خبر كان. ولن يكون لها موقع من الإعراب, ويبدو أن قيادات الحزب الوطني ومرشحيه الأربعة علي مستوي الدائرتين لن يناموا هانئين, بل سيجدون من سيزرع الشوك في طرقاتهم وينغص عليهم حياتهم الانتخابية. هكذا تقول العناوين الأولي للمؤشرات الأولية لخطوات الحراك السياسي علي مستوي الدائرتين, ومن بين المظاهر التي تجعلنا نؤكد فقدان الانتخابات المقبلة صفة الهدوء ودخولها في بوتقة عالية السخونة, هو ذلك الزخم الانتخابي الذي بدأ مبكرا متمثلا في وجوه عديدة بدأت تتحرك علي السطح, وأكثر هذه الوجوه تنتمي إلي الحزب الوطني, بمعني أن المجمع الانتخابي سيشهد هذه المرة العديد من الوجوه التي ستسعي إلي نيل الثقة, فربما يصل العدد إلي نحو مائة مرشح غالبيتهم حزب وطني, ولكن هذا لا يعني أن جميع أفراد هذا العدد من المرشحين أسماء بارزة, فهناك كم كبير من الأسماء المغمورة, منهم من يسعي إلي بريق الشهرة ومنهم من تنطبق عليهم مقولة المعني في بطن الشاعر أو لغرض في نفس يعقوب. وأطرف ما قد تشهده الانتخابات المقبلة يتعلق بالمرأة, والتي أصبح شعارها الآن اليوم ليس كالبارحة.. فبعدما ظلت المرأة تلعب دورا بارزا في حسم المعركة لمصلحة الرجال, ستدخل المعركة كمنافسة فيها.. والغريب أن أسماء عديدة من السيدات ربما يزيد عددها علي20 سيدة في الدائرة الشمالية أعلنت عن نيتها خوض الانتخابات المقبلة, وأبرزهن طبيبات, ولذلك لابد أن يضع الرجال احتياطاتهم لتفادي كيد النساء.. والدائرة الجنوبية لن تكون أقل سخونة من شقيقتها الشمالية. والمهم أننا نلحظ أن الالتزام الحزبي سيكون مهددا في محافظة البحر الآحمر تماما, فهناك عدد كبير ممن ينتمون للحزب الوطني سيخرجون عن الصف ويتقدمون كمستقلين, سواء علي مستوي الرجال أو السيدات, كما أنه بات من الواضح أن وحدة القبيلة ستلفظ هذه المرة أنفاسها الأخيرة, خاصة خلال الجولة الأولي, لكنها قد تعود للحياة خلال جولة الإعادة. فمن خلال الأسماء السابقة, نؤكد أن القبائل التي تمتاز بثقل انتخابي مثل البراهمة والأشراف في الدائرة الشمالية ستصاب صفوفها بتشققات كبيرة, وكذلك الدائرة الجنوبية, فقبيلة العبابدة والبشارية لن تنجو من تشقق الصفوف, حيث عدد كبير منها سيخوض المعركة ولأول مرة قد تصاب قيادات الحزب الوطني وعلي رأسها وحيد رحمي أمين عام الحزب بالمحافظة, ورضا النجار أمين التنظيم, بصداع في الرأس من كثرة وزحام المرشحين, لاسيما أن معظمهم من أعضاء الحزب الوطني, ناهيك عن الصداع الذي قد يسببه لهم حزب الوفد, الذي بدأت لجنته بالمحافظة تعد العدة وأرسلت أسماء للأمانة المركزية بالقاهرة, كمرشحين علي مستوي الدائرتين.