واصلت أسعار القمح ارتفاعها في البورصات العالمية فبعد ارتفاع الأسعار نحو40% في يوليو الماضي في أسواق المال. ذكرت مصادر اقتصادية في نيويورك أن أسعار القمح ارتفعت بنسبة17% منذ بداية أغسطس الحالي لتصل بذلك نسبة الارتفاع إلي نحو57% خلال أقل من شهر ونصف الشهر بسبب موجة الحر والجفاف التي دمرت المزروعات في روسيا ثالث دولة مصدرة لهذه السلعة في العالم, وارتفعت أسعار القمح في بورصة المواد الأولية في شيكاغو التي تعد مرجعا عالميا تسليم سبتمبر12.70 دولار للطن لتصل إلي277,3 دولار للطن بارتفاع نسبته4.80% خلال يوم واحد فقط هو يوم الاثنين الماضي, وهو أعلي سعر للقمح منذ23 شهرا, وفي باريس في سوق يورونيكست تجاوز سعر طن القمح المائتي يورو وبلغ بذلك أعلي مستوي له منذ أكثر من سنتين. وقال المحللون في موسكو إن النقابة الروسية للزراعة خفضت تقديراتها لمحصول القمح لعام2010 إلي مابين72 و78 مليون طن وكان قد بلغ97 مليون طن العام الماضي, و108 ملايين طن في2008 كما حذرت من أن صادرات البلاد ستتراجع لهذا السبب بنسبة50% عما كانت عليه العام الماضي لتصل إلي12 مليون طن فقط, وتؤمن روسيا نحو8% من إنتاج القمح في العالم وتحتل المرتبة الثالثة بين الدول المصدرة للقمح بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي. لذلك يمكن أن يتعرض الإنتاج الأمريكي لضغوط الطلب المتزايد من أجل التعويض عن نقص الإنتاج في روسيا, وكل من أوكرانيا وكازاخستان اللتين تواجهان موجة جفاف أيضا, أما كندا التي شاركت روسيا في المرتبة الثالثة للدول المصدرة للقمح في العالم في2009 والتي شهدت أمطارا غزيرة في الربيع فيفترض أن تشهد تراجعا في إنتاجها بنسبة17% عما كان عليه العام الماضي وفقا لمحللين في كوميرسبانك. وتجدر الإشارة إلي أن روسيا خسرت إنتاج نحو25 مليون فدان من أراضيها الزراعية بسبب موجة الجفاف الحادة التي تعرضت لها في الأشهر الأخيرة, وأسفرت عن سلسلة من الحرائق المدمرة أدت إلي تفاقم أزمة المحاصيل الزراعية وتراجعها بشدة. وجدير بالذكر أن مصر تحتل رقم1 في قائمة الدول المستوردة للقمح وتستورد من6 إلي7 ملايين طن سنويا وتمثل60% من استهلاكها للقمح.