اقترب شهر رمضان الكريم وكما تعودنا في كل عام أتوجه ببعض النصائح المهمة لمرضي السكر عن كيفية التعامل مع هذا المرض في شهر الصيام.. وفي البداية أود أن أذكر الجميع بالآية الكريمة في سورة البقرة التي تلي مباشرة آيات الصيام يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وأعتقد أن هذا الإنجاز المعجز يلخص لنا فلسفة التكاليف الإلهية للبشر في كل زمان ومكان نعود إلي مرضي السكر. أولا: مرضي النوع الأول من صغار السن والمعتمدين فقط علي حقن الأنسولين, وهؤلاء جميعا لا يجوز لهم الصيام لاعتمادهم في حياتهم علي الأنسولين علي مدي الساعات الأربع والعشرين. ثانيا: مرضي السكر من النوع الثاني الذين يعتمدون علي علاجهم علي الأقراص أو الأنسولين, أو كليهما.. وهؤلاء يمكنهم الصوم شريطة أن يكون مستوي السكر بالدم قبيل رمضان في الحدود الآمنة, وأن يشرف الطبيب المتخصص علي ضبطه ويتم العلاج ليتناسب مع مواعيد الإفطار والسحور مع ضرورة التوقف عن الصوم في حالة حدوث أي طارئ ناجم عن زيادة أو نقص السكر بالدم. ثالثا: مرضي ما قبل السكر أولئك الذين لديهم استعداد لظهور مرض السكر وهؤلاء يمكنهم الصوم الذي في حقيقته قد يكون العامل الرئيسي لتأخير أو منع ظهور هذا المرض ولكن بشرط أن يكون هذا الصوم كما أمرنا به رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام. وعلينا جميعا أن نتأسي بسنته المطهرة في إفطارنا, فليس من المعقول ولا المقبول دينيا واجتماعيا وصحيا أن تكون موائد إفطارنا في شهر الصيام أو التقرب إلي الله بهذا الكم من أطايب الطعام والشراب وبصورة تفوق كثيرا ما تعودنا عليه في غير هذا الشهر الكريم وبما يتنافي تماما مع جوهر فلسفة الصيام. إن رمضان فرصة سنوية عظيمة أتاحها لنا الله سبحانه وتعالي من أجل التخفيف من أعباء الجسد التي تتراكم طوال العام بما يتيح للنفس البشرية أن تسمو إلي آفاق علوية في ملكوت الخالق العظيم مما يعيد التوازن المفقود بين النفس والجسد في الإنسان المعاصر. فهل أطمع في أن يعيد كل منا حساباته قبل فوات الأوان؟ د. صلاح الغزالي حرب