حالات يمكنها الصيام.. وأخري تتطلب الإفطارماذا يفعل مريض السكر في رمضان؟ الغابية منهم تصر علي الصوم دون النظر لأي تعليمات طبية ولكن د. جمال سالم نائب مدير المعهد القومي لأمراض السكر والغدد الصماء يطمئن المرضي ويحدد في حديثه مع «الأهالي» الحالات التي يمكن أن تصوم الشهر الكريم والحالات التي تتطلب الإفطار حرصا علي سلامتها. بشكل عام فإن مريض السكر يشعر ببعض الأعراض منها صداع وازدواج في الرؤية وزغللة في العين وتلعثم في الكلام وفقدان للوعي أحيانا إلي جانب رعشة في الأطراف والشعور بزيادة عدد ضربات القلب، ودائما يشعر المريض برغبة في شرب الماء والتبول عدة مرات وقد يحدث التهاب وخلخلة في الأسنان.. ويفسر كل هذه الأعراض بنقص الأنسولين في الدم نتيجة عدم قدرة البنكرياس علي إفرازه. وأشار الدكتور جمال إلي وجود نوعين من مرض السكر.. النوع الأول الذي يحدث عند الأطفال والمراهقين وهذا النوع في علاجه يتطلب تناول أكثر من جرعة للأنسولين خلال اليوم. وهذا النوع من مرضي السكر مرفوع عنهم الصيام وينصح بعمل تحليل سكري يوميا لقياس معدل السكر في البول والدم، مع المتابعة المستمرة للطبيب المعالج. أما النوع الثاني لمرضي السكر فهو غالبا يصيب البالغين وكبار السن، ويتم العلاج بتناول نوع واحد من الأنسولين إما بالأقراص وإما بالحقن وفي هذه الحالة في إمكان المريض أن يصوم تحت إشراف الطبيب المعالج، مع اتباع نظام غذائي لتقليل السعرات الحرارية. وقد أكد الدكتور جمال أنه لا يمكن لمريض السكر الذي يتناول أكثر من جرعة حسب رأي الطبيب المعالج أن يصوم، أما من يتناول جرعة واحدة فيمكن له الصيام تحت إشراف طبي أيضا.. ولكن د. جمال يستدرك فيقول: إذا كان المريض مصابا بقرحة القدم أو غرغرينا أو حروق وتتطلب حالته تناول ثلاث جرعات من الأنسولين فهذا المريض مرفوع عنه الصيام.. ويقدم د. جمال لمريض السكر روشتة لاتباع نظام غذائي صحي قليل السعرات الحرارية وهو.. أولا: البعد التام عن الحلويات مثل الكنافة والبسبوسة والبلح والوجبات السكرية وسريعة الامتصاص، وعليه أن يبدأ إفطاره بطبق من الشوربة الساخنة ثم طبق من الخضار الطازج المطبوخ وليكن طبق كوسة أو بامية أو فاصوليا وقطعة من اللحم الأحمر أو صدر فرخة منزوعة الجلد مع البعد عن المواد الدهنية، أما السحور فيلتزم بنظام غذائي خفيف عبارة عن رغيف من العيش الأسمر وقطعة من الجبن وأربع ملاعق من الفول المدمس وكوب زبادي أو لبن منزوع الدسم وثمرتين من الفاكهة الغنية بالألياف مثل التفاح أو الكمثري والبعد عن المشروبات الغازية والشاي والقهوة، ومتابعة الدكتور المعالج عند الشعور بالنقص في السكر أو زيادة السكر مع تناول الأدوية في ميعادها حتي يتم ضبط الجرعات العلاجية وتبديلها حسب وجبة الإفطار ووجبة السحور. ومريض السكر هو طبيب نفسه فيجب أن يعتدل في اختيار الأطعمة الصحية مع ضرورة ممارسة الرياضة ولتكن المشي مع تناول العلاج في ميعاده حسب رأي الطبيب، والكشف الدوري والتحليل تحت إشراف طبي، وقد ذكر الدكتور جمال في حالة هبوط مستوي السكر أو ارتفاعه مع ارتفاع في درجة الحرارة وعرق غير عادي يجب أن يتوقف المريض عن الصيام فورا واستشارة الطبيب المعالج. من جانبه يقول الشيخ عبدالله محمد - إمام مسجد: الدين يسر لا عسر ورفع المضرة والتيسر في العبادة من أسس الدين الحنيف ولا حرج لأصحاب الأعذار برفع الصيام عنهم كما أشار إلي أن الدين يسر ورحمة ويمنع الضرر، قال - تعالي - بسم الله الرحمن الرحيم «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كا ن مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله علي ما هداكم ولعلكم تشكرون» (سورة البقرة) «صدق الله العظيم».. ولكنه يلوم من أراد الإفطار وهو قادر علي الصوم من دون أسباب تمنعه من ممارسة فريضة الصوم.