أطلقت وزارة الصحة أمس الأول حملة ضخمة للحد من انتشار مرض السكر فى مصر ضمن مشروع قومى لمكافحة المرض، تهدف إلى حث المواطنين على ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائى صحى، للحيلولة دون الإصابة بالمرض، الذى يصيب نحو 7 ملايين مصرى يعرفون حقيقة مرضهم، ومثلهم مصابون ولم يكتشفوا إصابتهم بعد، فضلا عن 7 ملايين آخرين فى المرمى المؤثر للمرض، أو فى مرحلة ما قبل السكر بالتعبير الطبى، ولذا يعتبر الهدف الاستراتيجى للحملة هو تأخير ظهور المرض لدى الفئة الأخيرة، التى تضم من لديهم استعداد وراثى للإصابة. وذلك تبعا لرئيس اللجنة القومية لمكافحة مرض السكر د. إبراهيم الإبراشى. وقال الإبراشى فى تصريح خاص ل«الشروق» إن وزارة الصحة أعدت مشروعا قوميا لمكافحة مرض السكر فى مصر، يهدف إلى خفض معدلات الإصابة بالمرض عن طريق توعية متصلة لأفراد المجتمع بالاكتشاف المبكر، فالإنسان قد يصاب بالمرض لسنوات طويلة دون أن يعلم أنه مصاب، ولذلك فالمشروع القومى للحد من الإصابة بالمرض يعتمد على منظومة متكاملة تشارك فيها كل مؤسسات المجتمع». وأكد الإبراشى الذى يشغل منصب مدير المعهد القومى للسكر أن «المدارس والجامعات أماكن حيوية جدا للتوعية بمخاطر مرض السكر وكيفية الوقاية منه.. سنعمل على إحياء النشاط الرياضى المدرسى مرة أخرى، المطاعم أيضا ستقوم بدور فى هذا الاتجاه، حيث يصبح مطلوبا من كل مطعم أن يقدم بوضوح للمواطن عدد السعرات الحرارية الموجودة فى كل وجبة غذائية، حتى يعرف المواطن احتياجاته، وقيمة السعرات الزائدة التى ستخزن فى الجسم كدهون، وترفع من وزنه وتعرضه للإصابة بأمراض مختلفة منها السكر بطبيعة الحال». وشدد الإبراشى على أن «مشروع الحد من الإصابة بمرض السكر لا تقوم به وزارة الصحة وحدها لكنه يضم عدة وزارات أخرى، فوزارة الصناعة لها دور من خلال إجبار شركات الأغذية على كتابة السعرات الحرارية لكل عبوة أو وجبة على غلاف السلعة أو الوجبة الجاهزة، ووزارة التعليم لها دور من خلال تشجيع الطلاب على ممارسة النشاط البدنى». لكن الدور الأهم فى مشروع الحد من الإصابة بالسكر فى مصر بحسب الإبراشى يقع «على عاتق وزارة الإعلام ووسائل الإعلام المختلفة، فمهما تحدث الأطباء عن قيمة الكشف المبكر واتباع نظام غذائى صحى، وممارسة الرياضة بانتظام لن يكون تأثيرها مثل تأثير وسائل الإعلام، التى تنقل نفس الرسالة لكنها تكون على نطاق واسع، ومن خلال رسائل متنوعة ومتكررة، نتيجة تعرض الجمهور المستمر لوسائل الإعلام المختلفة، ولدينا خطة لحملة إعلامية ضخمة، يشارك فيها التليفزيون والإذاعة والصحف». حجم انتشار مرض السكر فى مصر حدده الإبراشى فى 3 أرقام مهمة كانت خلاصة دراسة أجرتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية عام 2006 على عينة من المصريين فى المرحلة العمرية بين 25 و65 عاما.. وكانت النتيجة أن «المصابين بالمرض بالفعل 8.6%، وهم يعرفون بالفعل حقيقة مرضهم، والمصابين الذين لم يكتشفوا إصابتهم بعد 9.6%، لأن غير المشخصين عددهم يفوق المشخصين، وغالبا يوجد 9.6% آخرون فى مرحلة ما قبل السكر، ولذلك تعمل المشاريع العالمية المختلفة على اكتشاف من هم فى مرحلة ما قبل السكر، لمنع تحولهم لمصابين، وبالتالى تحد من الإصابة بالمرض. الإبراشى أكد أن «مصر الآن ليست فى قائمة الدول ال10 الأكثر إصابة بالمرض، لكن من المتوقع أن نكون ضمنها فى 2030».. وشدد فى الوقت نفسه على أن كل الأبحاث العالمية أكدت أن «التدخل مبكرا لضبط السكر يؤدى إلى عدم حدوث مضاعفات». وطمأن عميد معهد السكر المرضى بعد سحب 14 مستحضرا تحتوى على مادة «روزيجليتازون»، وقال لا خطورة عليهم، ويتعين على كل منهم العودة لطبيبه المعالج ليكتب له بدائل لهذه الأصناف.. المفروض على أى مريض سكر ألا يتناول أى دواء دون الرجوع إلى الطبيب المعالج له، لأنه الأكثر دراية بمشاكله الصحية، حتى فى شهر رمضان الطبيب هو الذى يحدد قدرة المريض على الصيام من عدمها، وبالتالى يتعين على المريض قبل تعاطى أى دواء بديل أن يعود لطبيبه وهو الذى يحدد ذلك». وأشار إلى أن سحب أى دواء من السوق أمر لا يقلق أحدا، فأى عقار فى العالم يدخل فى إجراءات بحثية قبل أن يتقدم للجهات الدوائية لتسجيلها، وتتم دراسة فائدة العقار مقابل آثاره الجانبية وبناء عليه يتم تحديد التحذيرات الخاصة بالعقار وإذا كانت الآثار الجانبية تتجاوز الفائدة يتم البحث عن بدائل للعقار. ودعا الإبراشى مرضى السكر الى الالتزام بكل تعليمات الطبيب وأهمها الفحص الدورى للمريض، وضبط النظام الغذائى بشكل جيد، والاهتمام بالجانب التثقيفى بالمرض، وذلك بمعرفه كل المضاعفات التى قد تصيبه وطرق الوقاية منها، ولذلك ننصح المرضى بالتحليل الدورى بشكل دائم على الأقل مرة أو مرتين أسبوعيا بالأجهزة المنزلية، وتحليل كل 3 أشهر للسكر التراكمى، والمريض المنضبط يجريه مرة واحدة فى العام. وحول الأمل فى الشفاء التام من ذلك المرض المزمن من خلال الخلايا الجذعية قال الإبراشى: «الخلايا الجذعية ما زالت فى طور الأمل، لأن تجاربها قليلة جدا على البشر، خاصة المصابين بالنوع الأول للسكر، ولكن الأمل موجود لمرضى النوع الثانى الذى يصيب الكبار، ولكنها تحتاج لوقت كافٍ، ولا يمكن الحكم عليها الآن». أنواع مرض السكر النوع الأول: يحدث غالبا فى الصغار فى سن أقل من 25 سنة نتيجة تلف فى خلايا البنكرياس التى تفرز الأنسولين فيحدث نقص تدريجى فى إفراز الأنسولين، ويعتمد العلاج على الأنسولين. النوع الثانى: يحدث غالبا فى كبار السن خاصة الذين يعانون مرض السمنة، نتيجة نقص نسبى فى إفراز الانسولين وفى تأثيره، ولا يعتمد العلاج على الأنسولين إلا فى بعض الحالات الخاصة، ويكون العلاج معتمدا على الأقراص مع اتباع النظام الغذائى المناسب والرياضة، وبدأت معدلات الإصابة به تظهر فى أشخاص فى بداية الثلاثينيات من أعمارهم فى السنوات الأخيرة. سكر الحمل: يكتشف لأول مره أثناء الحمل، ويصيب 5% من السيدات الحوامل ويحتاج الأنسولين طوال فترة الحمل.. وهناك 3 احتمالات بخصوصه، فإما أن يختفى تماما بعد الولادة، أو يعود مرة أخرى فى حمل آخر، وإما أن يستمر بعد ذلك مدى الحياة، ويجب عمل تحليل سكر للحامل فى الفترة بين الأسبوع 24 و28 من الحمل.