وسط مشاعر الغضب من محاولات إثارة الفتنة في مصر, أكدت لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشعب أمس برئاسة الدكتور فتحي سرور أن حماية الوحدة الوطنية مسئولية كل المصريين من مسلمين وأقباط. وحذر الدكتور فتحي سرور من خطر يسعي لتمزيق أواصر الشعب المصري بإثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط, مؤكدا أن حماية الوحدة الوطنية تحمي البلاد من نيران يشعلها الآخرون لتأكل الأخضر واليابس علي ارض مصر. وأعلن مجدي أيوب محافظ قنا أن حادث نجع حمادي هو حادث إجرامي قام به شخص معتاد الاجرام, وتم القبض عليه ومن معه والأمر أمام القضاء ليقول حكمه في القضية. وأعلن الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون البرلمانية والمجالس النيابية ان الأمن المصري يقظ للحفاظ علي حماية الاستقرار, وأكد أن الوحدة الوطنية مسئوليتنا جميعا وأن الحذر واجب لحماية البلاد من قوي تتربص بأمن واستقرار مصر. ووافقت اللجنة علي بيان يدعو المسلمين والأقباط للتكاتف وعدم الاستجابة للشائعات وحماية الوحدة الوطنية, وقررت اللجنة تشكيل لجنة تقصي حقائق من لجنتي الدفاع وحقوق الانسان بالمجلس تقوم بزيارة ميدانية لموقع الأحداث في نجع حمادي لتقصي الحقائق غدا علي ان تقدم اللجنة تقريرها الي رئيس مجلس الشعب لعرضه للمناقشة في الجلسة العامة خلال الأسبوع القادم. وقال الدكتور فتحي سرور إن هذا الحادث لن يمر دون معرفة الأسباب, وأن هناك من يتربصون بالبلاد لإثارة النزعات الطائفية لاشعال فتنة تأتي علي الأخضر واليابس, إن الأعداء يريدون اشعال نيران فتنة لا تبقي ولا تذر علي أرض مصر. وأشار مجدي أيوب محافظ قنا الي ان الحادث وقع في شارع بورسعيد بنجع حمادي أمام تجمع في ليلة عيد الميلاد المجيد بالقرب من سكن مطران المدينة وقامت مجموعة مسلحة بعربة زيتية بإطلاق النار علي مسيحيين أمام عدة كنائس, وتم القبض بعد ذلك علي المتهم وهو متهم اجرامي وليس له اتجاهات دينية, وهذا المتهم معروف عنه أن له سوابق اجرامية, ثم استمرت جهود الأمن حتي تم القبض علي بقية المشاركين واعترفوا بارتكاب الحادث. وحدثت ردود فعل من أهالي المتوفين بسبب التهاب مشاعر الغضب فقاموا باعتداءات علي محلات مسلمين بعد الصلاة في الكنيسة علي المتوفين في إحدي القري( الرحمانية) وتراشق المسيحيون بالحجارة مع الشرطة واصيب بعض رجال الشرطة في هذا التراشق, ثم حدث بعد صلاة الجمعة الماضي أن قام المسلمون بعد الصلاة بالإعراب عن استنكارهم لما حدث, ثم سادت شائعة أثارت مشاعر المسلمين نتج عن ذلك تعديات علي محلات المسيحيين, وتم ضبط مثيري الشائعات والشغب من الطرفين, ثم هدأت الأمور من يوم السبت والطلاب يؤدون امتحاناتهم بالمدارس في هدوء تام بنسبة98% مما يعني ان الأمور قد هدأت. وأضاف المحافظ: هناك خدمات مكثفة من الأمن علي الكنائس, والحادثة الأولي لم تقع أمام الكنائس وإنما بالقرب من منزل المطران, وهناك لجنة أمنية تكثف نشاطها في أيام الأعياد لضمان عدم وقوع حوادث. وسأل الدكتور سرور: أي حادث إما له أسباب دينية أو اقتصادية أو سياسية, ففي رأي المحافظ ماهو أساس هذا الحادث؟ فقال محافظ قنا: إن المتهم كان متأثرا بأحداث فرشوط بالاضافة الي مشاكله العائلية, وأحداث فرشوط في2009 بسبب اعتداء شاب مسيحي علي طفلة مسلمة جنسيا, وهذا الحادث له ردود أفعال انتقامية, كما كان المتهم متأثرا بسبب نشر صور علي المحمول لاعتداءات جنسية وممارسات لشباب مسيحي مع مسلمات, ولاتزال هناك تحريات. الدكتور سرور: ما الذي دفع المتهم الي ارتكاب جريمته, هل هناك عناصر اجرامية استغلته وهو متهم غير أخلاقي؟ المحافظ: لا استطيع تحديد من وراءه إلا بعد التحقيقات الجارية أمام النيابة؟ الدكتور سرور: هل المتهم عنده دوافع دينية دفعته لارتكاب الجريمة؟ المحافظ: أجهزة الأمن تقول أن ليس له اتجاهات دينية. الدكتور سرور: طيب.. يبقي حد محرضه! وأنا طرحت أسئلتي بهدف كشف الحقيقة. وقال الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون التشريعية والمجالس النيابية: إن الموضوع يستحق تحليلا أعمق لأجواء الاحتقان في بعض الأماكن لكي نقضي علي بؤر التعصب حتي نحمي قيم المجتمع في التعايش بين المسلمين والأقباط.. وهذا الاحتقان يأتي بعد إقرار مبدأ المواطنة وماحدث يهدد الاستقرار في المجتمع. وأضاف الوزير: أن ما يحدث نتيجة هذا الاحتقان يؤدي إلي إشعال الفتنة وانتشار الشائعات وهو ما يهدد المجتمع, ومن حق الدولة أن توقع أقصي العقوبات علي مثيري الفتنة لتهديد الأمن والاستقرار ونتيجة هذه الحوادث تنطلق الشائعات لاثارة الفتنة, ولابد أن نحافظ علي امننا, وهناك احتمال ان هناك قوي تخطط لإثارة القلاقل في الوطن, وهناك أمر مرتبط الناشط البريطاني جورج جالاوي وحادث مقتل الجندي المصري علي الحدود للتشكيك في ولاء مصر للقضية الفلسطينية, وهو مرتبط بحادث إثارة القلاقل. وأشار إلي أن الأمر خطير وهناك ترتيب لإثارة الحوادث والقلاقل في مصر وقوي تتربص بمصر لتهديد الأمن القومي, علينا أن ندرك الخطر ونكون علي قلب رجل واحد لحماية وطننا. وقال الدكتور أحمد عمر هاشم, رئيس لجنة الشئون الدينية, نحن أمام حدث خطير يستوجب علينا التعامل معه بوعي وحسم حتي لا يتكرر, وأن حل مشكلة الاحتقان الطائفي بمصر يقتضي تحرك أصحاب الدعوة المسلمين والأقباط لنشر الوعي والتضامن لتصفية جيوب التطرف والإرهاب لحماية مصر وترسيخ الوحدة الوطنية. وأكدت الدكتورة زينب رضوان, وكيل مجلس الشعب, نحن أمام جريمة لها شقان إما جنائي وهذه يكفي ردعها بالقانون وإما ديني, وهذا أخطر لأن التعصب سواء من الجانب المسيحي أو الإسلامي خطر يهدد الأمن, فالإسلام يوفر كل الحقوق لأهل الكتاب, فنحن في الإسلام نؤمن بكل الديانات السماوية, والإسلام كفل الحماية لحرية العقيدة. وذكر محمود أباظة( حزب الوفد) أن هذه جريمة هزت كل الوطن لأن ما حدث هو قتل علي الهوية وهي جريمة ترقي إلي خيانة الوطن, وما حدث في فرشوط وكان مؤديا إلي هذه الجريمة التي وقعت في نجع حمادي, الأمر الذي نتج عن جو مزعج يخيفنا من المستقبل, وهذا يتطلب مواجهة الخطر, وعلينا أن نعلم أن هناك مبالغة في تصوير الازدراء المتبادل عن الأديان, وعلينا أن ندرك أن هناك مساسا بأمن الوطن والبعض يستغل الحوادث لتحقيق وجاهة اجتماعية ومصالح اقتصادية. وأكدت الدكتورة جورجيت قليني أن الحادث وقع نتيجة التقصير الأمني, ولو كان الوجود الأمني قويا لما هرب الجناة بعد الحادث, وعقب مجدي ايوب محافظ قنا فقال: إن الأمن قام بواجبه ومفاجأة الحادثة أعطت الجناة فرصة الهرب وهذا أمر طبيعي وقام الأمن بواجبه بدليل أنه قبض علي الجناة بشكل سريع وحاسم. وأضاف: أنا جئت هنا لأوضح أي لبس أمام الناس. وقاطعت الدكتورة جورجيت معترضة علي كلام المحافظ وهاجمته ثم انسحبت من الجلسة. وواصل المحافظ كلامه: السبب الحقيقي للحادث أن شابا مسيحيا اغتصب طفلة مسلمة, وحادث إسنا أن مسيحيا شد النقاب من علي شابة مسلمة فأدي إلي حدوث أحداث قنا, أنا أقول الحقيقة وأنا قبطي(وصفق النواب للمحافظ). وقال المحافظ: إن المسلمين يصرون علي عودة الأقباط الذين تركوا منازلهم في قرية بهجورة, والمسيحيون يرفضون ذلك. وقال الدكتور إدوارد الدهبي, رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب: القضية أمام العدالة ونحن نثق في أحكامها, وأن الذين ارتكبوا الحادث اساءوا إلي المسلمين قبل غيرهم لأن الإسلام يدعو إلي محبة الأديان الأخري والإيمان بها, فالأقباط يتعايشون مع المسلمين في أمن منذ14 قرنا والأقباط يخافون من أصحاب الأفكار المتعصبة. الدكتور سرور: عايزين نطلع الدين من الموضوع, لا مسلم ولا قبطي, الحادثة جريمة وراءها أحد كلنا يعرفه وأنا مش عايز أقوله وأنا هاشكل لجنة برلمانية من الدفاع وحقوق الإنسان لبحث الموضوع في إطار الجريمة الجنائية ومش عايزين ندخل الدين في الموضوع لا من هنا ولا من هناك. وقالت ابتسام حبيب: إن الحدث مأساة, الألم يعتصر قلوب جميع المصريين من مسلمين وأقباط, وهذا ليس بغريب علي تاريخ مصر لأن أرض مصر ارتوت بدماء الشهداء سواء من المسلمين أو الأقباط, وطالبت بأن يكون المصريون علي قلب رجل واحد لمواجهة الخطر وتفويت الفرصة علي الأعداء. وأشار النائب مصطفي بكري إلي أننا أمام ثقافة وافدة تحض علي الكراهية بين المسلمين والأقباط, وأشاد بمحافظ قنا( وهو مسيحي) لأنه يعمل من أجل الله والوطن لا يفرق بين مسيحي ومسلم فالقانون عنده الأساس, واستحلف المحافظ بالله أن يقول حقيقة الخلاف بينه وبين من يهاجم المحافظ, لقد كان هناك تعامل حضاري مع الحادث مما أدي إلي عدم امتداد النيران إلي مناطق أخري في قنا, نحن نريد أن نعالج المشكلة من جذورها خاصة أن الأقباط في مصر جزء من النسيج الوطني وليسوا أقلية في الوطن, علينا أن نحذر من يخططون للشرق الأوسط الجديد فيشعلون نيران الفتنة في مصر لتمزيقها حتي يحققوا أهدافهم بمنطقة الشرق الأوسط. وقال سعد الجمال( رئيس لجنة الشئون العربية) أحيي الأخ محافظ قنا علي موضوعيته في شرح الأبعاد الحقيقية لحادث نجع حمادي, وأكد ان الأمن يقوم بواجبه كاملا في حماية مصر من الارهاب والفئات الضالة التي استهدفت ضرب الوحدة الوطنية في مصر.