في الوقت الذي لا يزيد فيه معدل استهلاك الفرد من المياه في الشرب والزراعة علي725 مترا مكعبا سنويا تهدر مصر مليار لتر مياه لخدمة ألفي لاعب جولف! ورغم اتجاه الدولة للمحافظة علي كل قطرة مياه وبرغم عدم انتشار رياضة الجولف في مصر وانحسارها في فئة محدودة للغاية إلا أن موضة الجولف أصبحت سائدة بشكل لافت للنظر, وأصبحت المنتجعات والقري السياحية تحشر في اعلاناتها ملاعب الجولف الشاسعة, أما ملاعب الجولف المعتمدة في مصر فأصبح عددها يزيد علي20 ملعبا منتشرة في القاهرةالجديدة و6 أكتوبر والساحل الشمالي وجنوب سيناء والبحر الأحمر وتستهلك800 مليون لتر مكعب مياه أسبوعيا, ويعاد تدويرها حيث يحتاج كل ملعب جولف إلي40 مليون لتر من المياه أسبوعيا في المتوسط.. أما الأكثر غرابة فهي أن لاعبي الجولف في مصر لا يزيد عددهم علي ألفي فرد منهم1400 من الأجانب المقيمين. وأكد مصدر مسئول بالاتحاد المصري للجولف أن ري ملاعب الجولف يعتمد علي المياه العكرة ويعاد تدويرها في معظم الأحيان, وقال إن عدم انتشار رياضة الجولف في مصر يرجع لتكلفتها العالية فثمن الكرة يبلغ600 جنيه وملابس اللعب1700 جنيه, بالاضافة الي تكلفة الري العالية.. وتلك مشكلة غير موجودة في أمريكا وأوروبا التي تنتشر فيها تلك الرياضة, وذلك لتوافر مياه الأمطار في تلك البلاد.. أما في مصر فإن تنافس اعلانات الجولف علي صفحات الجرائد والمجلات وشاشات محطات التليفزيون باتت توصي أن كل مصري يسير في الشارع مهرولا وعلي كتفه مضرب جولف!