هل يوجد في مصر أزمة هوية..! سؤال تردد من حين لآخر.. هل نحن عرب..؟, فراعنة..؟ أم أننا أصبحنا من أتباع ومريدي العولمة خاصة مع الأجيال الجديدة والتي غاب عنها تاريخها ورموزها الوطنية وكفاح أجيال سبقت من أجل الحرية والسلام.. لنقرأ معا المادة الأولي في الباب الأول من الدستور المتعلق بنظام الدولة:( جمهورية مصر العربية دولة نظامها ديمقراطي يقوم علي أساس المواطنة والشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل علي تحقيق وحدتها الشاملة..) إذن الإجابة.. نعم علي المستوي الرسمي, والشعبي وجغرافيا وتاريخيا.. نتحدث لغة واحدة إذن نظريا لا توجد أزمة هوية فكل الأمور واضحة جلية والشوفينية تعني المغالاة في حب الوطن أو الأمة التي ينتمي إليها الإنسان, ومع مرور الزمن أصبحت صفة تلصق بالأشخاص المتعصبين لقوميتهم, ولقد ظهرت الشوفينية في القرن الماضي في ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولي, فانتشر الفكر الشيفوني ولقي صدي واسعا لدي الكثيرين من الشعب الألماني, وأصبحوا متعصبين للهجتهم ولغتهم. وفي الوقت الذي نري فيه معظم شعوب العالم تتمسك بلغاتها وتعتز بقومياتها فإننا نري في مصر الكثيرين يميلون إلي التحدث باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو إدخال بعض من كلمات غير عربية في أحاديثهم, وأكثر من ذلك اننا بدأنا نشاهد بعض المذيعين ومقدمي البرامج علي الفضائيات في مصر يرددون كلمات باللغة الإنجليزية. وكانت الحملة القومية للقراءة للجميع برعاية سيدة مصر الأولي أبلغ دليل علي تبني الدولة لأهمية القراءة, فعلي مدي(20) عاما حققت الحملة الكثير من النجاحات, آلاف من المكتبات انتشرت في جميع ربوع مصر, وملايين من الكتب طرحت بسعر زهيد, وأنشطة ثقافية متنوعة, ولا شك في أن هذا الجهد غير المسبوق ساهم كثيرا في إعادة تشكيل الإنسان المصري علما وثقافة وتأكيد هويته المصرية العربية, وخاصة بين النشء من الشباب. ومن المتوقع أن تعلو أصوات المنادين بالفكر الشيفوني والباحثين عن الهوية القومية في مواجهة تحديات العولمة والتي من خلالها تصبح شعوب العالم متصلة ببعضها في كل أوجه حياتها, ثقافيا واقتصاديا وسياسيا وتقنيا وبيئيا واجتماعيا وسلوكيا, دون اعتداد يذكر بالحدود السياسية للدول أو الانتماء إلي الوطن وعادات وتقاليد كل أمة. ولدينا في مصر قول مأثور( المصالح تتصالح) ولست أدري لماذا لا تتصالح مصالحنا كدول عربية..! وسوف نجد أن معظم بلادنا العربية لها شعارات تعبر عن الشيفونية الوطنية. وبدأ المواطن في مصر يؤكد هويته وانتماءه وسط أمواج العولمة العاتية, ورغم كل ما نراه علي الفضائيات ونطالعه في الصحف.. ومع ذلك هناك ظاهرة إيجابية متمثلة في حراك مجتمعي ورغبة حميمة للمشاركة السياسية والمجتمعية بين الأجيال الجديدة من الشباب في إطار غير مسبوق من الحرية, وإذا ما كانت الشوفينية تعني المغالاة في حب الوطن أو الأمة التي ينتمي إليها الإنسان فما أحوجنا إلي ترسيخ القومية علي المستويين المصري والعربي كفكر إيجابي يوجه لتدعيم الانتماء وليس موجها ضد أحد.. وما أحوجنا إلي معرفة تاريخنا ورموزنا الوطنية وإعلاء قيمة المواطنة والاهتمام بتعلم اللغة العربية, ولا أنكر تعلم لغات أخري لدول سبقتنا علميا وحضاريا بهدف التواصل..! إن لغتنا العربية جميلة طيعة, ولا أدري لماذا يريد البعض قتلها في الوقت الذي نري فيه من أحيوا لغة ماتت من آلاف السنين..! فإلي شبابنا أقول ابحث عن ذاتك تعلم.. كن معتزا بلغتك فخورا بوطنك, فمصر تتبوء مكانة مرموقة بين دول العالم وقيادتها تحظي بثقة واحترام جميع قيادات وزعماء العالم ومصر ولادة تقلد أبناءها أرفع المناصب في العالم.