دائما ما كانت الاكتشافات العلمية تبدأ وتنطلق من الخيال; فما كان يداعب خيال العلماء في الماضي أصبح واقعا الآن, وما يحلمون به الآن من الممكن أن يصبح واقعا في المستقبل القريب. فالتطور التكنولوجي المستمر اختصر الكثير من تلك المسافة التي تقع بين العلم والخيال العلمي. فالنباتات المعدلة وراثيا,, والماشية' المحسنة وراثيا' أو المهجنة و المستنسخة, وعلاج الأمراض باستخدام الخلايا الجذعية و الجينات, و تدعيم الصفات الوراثية الجيدة في الجنس البشري كلها أجزء من سيناريوهات داعبت خيال علماء التكنولوجيا الحيوية في السابق, وقد تحقق الكثير منها اليوم, وسط عواصف من الجدل والخلافات والقلق بسبب إمكانية سوء استخدامها والعواقب التي قد تترتب علي ذلك. وبالتأكيد خطت البشرية خطوات عميقة أكثر تقدما منذ اكتشاف الحمض النوويDNA أو دنا, وبعد ذلك تم رسم خريطة للجينات أو الموروثات البشرية المختلفة وتحديد مواقعها في الخلية ومن ثم تحديد وظيفة كل منها وهو ما عرف بمشروع الجينوم البشري. والآن ينطلق العلماء إلي مرحلة جديدة يتم فيها توظيف تطبيقات التكنولوجيا الحيوية والجينوم العملية كما يوضح كتاب' عصر علوم ما بعد الجينوم' لمؤلفته جينا سميث كيف تحول تكنولوجيا علوم دنا أوDNA طريقة حياتنا وما نحن عليه وما يمكن أن نصبح عليه في المستقبل. في أسلوب مبسط وشيق موجه للقاريء العادي غير المتخصص يكشف الكتاب العديد من المعلومات عن الثورة العلمية الجديدة لعصر تكنولوجيا علوم دناDNA فيبدأ بتقديمك عزيزي القاريء إلي نفسك يوضح لك مم وكيف تتكون وكيف يتم تخزين المعلومات الوراثية علي دنا الخاص بك وما الذي يجعلك مميزا وفريدا عن غيرك من البشرالذين يتساوون معك في امتلاكهم ثلاثة وعشرين زوجا من الكروموسومات تجعل كل فردا منهما متفردا عن الآخر باحتوائها علي3.2 بليونا من القواعد التي تضم ما يقرب من31000 جين, وكيف تحدث الأخطاء الوراثية, وكيف بدأ وإلي أي مرحلة وصل مشروع الجينوم البشري وكيف يمكنك استغلال الجينوم الذي لديك بملفاته ككتيب إرشادي لك يساعدك في التمتع بحياة صحية والتسلح بالمعلومات الملائمة في مواجهة الأمراض. كما يعرض الكتاب كيف يمكن استغلال تلك التكنولوجيا في علاج و اكتشاف الأمراض الحرجة و الخطيرة مثل السرطان وأيضا يتناول تطبيقات العلاج الجيني والخلايا الجذعية ويختتم برؤية مستقبلية لما يمكن أن تقدمه علوم دنا للمجتمع البشري. ترجمة: د. مصطفي إبراهيم فهمي صدر عن المركز القومي للترجمة * هبة عبدالستار [email protected]