بعد ظهوره الغامض أمام البعثة الدبلوماسية الإيرانية في واشنطن أمس الأول طالبا الحصول علي تذكرة طيران للعودة إلي وطنه, قال العالم النووي الإيراني شهرام أميري أنه تم اختطافه. علي يد عملاء المخابرات الامريكية وقضي معظم العام الماضي في توكسون بولاية أريزونا لاستجوابه حول طموحات ايران النووية. ؤأشار أميري في مقابلة مع التلفزيون الحكومي الإيراني إلي أن اختطافه كان عملا مشينا لامريكا.وأضاف كنت تحت تأثير ضغوط نفسية هائلة وتحت إشراف ضباط مسلحين علي مدي الأربعة عشر شهرا الماضية. وذكرت قناة( برس.تي.في) الايرانية أن جنودا أمريكيين قاموا بمرافقة أميري إلي قسم رعاية المصالح الايرانية في واشنطن. وقد غادر اميري واشنطن عائدا إلي طهران بعد ظهر أمس علي متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية من مطار جون كيندي في نيويورك, بناء علي طلب من الحكومة الإيرانية.وقد أصر مسئولون امريكيون علي أن اميري قد انشق طوعا وقدم معلومات قيمة حول برنامج ايران النووي قبل تزايد قلقه علي سلامة عائلته في إيران وهو ما دفعه إلي طلب العودة. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للصحفيين أمس الأول إن اميري كان دائما حر في المغادرة وأن هذا القرار يعود إليه وحده, مشيرة إلي أن إيران رفضت الافراج عن ثلاثة أمريكيين تحتجزهم منذ عام تقريبا. ويعتبر تصريح هيلاري كلينتون هو أول إعلان من نوعه عن وجود اميري في الولاياتالمتحدة منذ الكشف عن قضيته. وذكرت الصحف الأمريكية أن حالة اميري توفر لمحة نادرة عن طبيعة السجال الدائر بين الولاياتالمتحدةوايران في عالم الجاسوسية, مثلما حدث في عملية تبادل العملاء السريين الروس هذا الشهر. ووصل العالم الإيراني(32 عاما) الي مقر بعثة رعاية المصالح الايرانية- بمقر السفارة الباكستانية وتحدث إلي حارس أمن بالفارسية ثم أكد في لقاءات مع دبلوماسيين باكستانيين انه تم تخديره بعد أن إستقل سيارة اجرة في المدينةالمنورة في الصيف الماضي واستيقظ في الولاياتالمتحدة. وقال انه لم يتعرض لاعتداء جسدي لكنه ادعي أنه تحمل تعذيبا نفسيا شديدا. وقال مسئول أمريكي أن قدرة اميري أن يظهر في أشرطة الفيديو, وكذلك, وصوله بسهولة الي البعثة الايرانية يكذب فكرة انه تعرض للتعذيب أو السجن. ويعمل أميري, حسب السلطات الإيرانية, باحثا في جامعة مالك العشتار بطهران, والتي تعتقد المخابرات الأمريكية أنها علي صلة وثيقة بالحرس الثوري الإيراني, واتهمت الحكومة الإيرانيةالولاياتالمتحدة بالضلوع في اختفاء أميري من أجل إجباره علي تقديم معلومات حول البرنامج النووي الإيراني. وذكرت وسائل الاعلام الايرانية مؤخرا أن حكومة طهران تملك وثائق عثر عليها حديثا تؤيد إتهامها لوكالة الاستخبارات المركزية بالمسئولية عن اختفاء اميري. وقد نفت وزارة الخارجية الامريكية هذا الاتهام قبل ظهور العالم الإيراني وقالت أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها إحتجاز شخص دون إرادته. وفي الشهر الماضي, ظهر تسجيلان مصوران علي شبكة الإنترنت لرجل يدعي أنه أميري قال انه هرب من عملاء الأجهزة الأمنية الأمريكية وأنه مختبئ في ولاية فرجينيا ثم ظهر في تسجيل آخر يناقض هذا الادعاء وقال انه يعيش بحرية ويدرس للدكتوراة في ولاية اريزونا قبل أن يعود من جديد في تسجيل يوم30 يونيو الماضي قال فيه مرة أخري أنه أحضر رغما عنه الي الولاياتالمتحدة وحمل الولاياتالمتحدة مسئولية سلامته وقال انه لم يخن بلاده. وفي أول رد فعل إيراني, أعلنت وزارة الخارجية أن أميري في طريقه للعودة لإيران عبر دولة ثالثة.وأضاف رامين مهمان باراست المتحدث باسم الوزارة أن بفضل جهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتعاون الفعال من السفارة الباكستانية في واشنطن غادر أميري الأراضي الأمريكية في طريق العودة لإيران عبر دولة ثالثة.ولم يذكر اسم الدولة لكن مسئولا إيرانيا آخر قال إن طهران يمكن أن تطلب مساعدة تركيا لإعادة أميري إلي إيران.وقال مهمان باراست ان الخارجية الايرانية ستتابع القضية من خلال القنوات القانونية والدبلوماسية فيما يتعلق بالدور الذي لعبته الحكومة الامريكية في خطف أميري. كما رفضت طهران التقارير التي أفادت بأنه تم الافراج عن العالم النووي الإيراني في إطار صفقة تبادل بين طهرانوواشنطن.وأكدت السلطات الإيرانية أن أميري تم اختطافه علي يد المخابرات الإمريكية العام الماضي في أحدي الدول العربية, في حين أن الامريكيين الثلاثة قد تم اعتقالهم عندما دخلوا المياه الاقليمية الإيرانية عبر إقليم كردستان العراق, موضحة أن هناك فرق بين قضية الاختطاف وقضية الاعتقال.