كانت كأس العالم هي الشماعة التي علق عليها صناع الافلام المعروضة حاليا خسائر ايرادات أفلامهم وأنخفاضها عن معدلاتها الطبيعية في مثل هذا الوقت من كل عام. معني ذلك أنه وبعد انتهاء هذه الكأس يصبح من المفروض ان يعود الاقبال الجماهيري علي السينمات ويعود معه الارتفاع التدريجي في الايرادات حتي تصل إلي معدلاتها الطبيعية؟ هذا اذا سلمنا بصدق هذه الحجة التي أرفضها وذلك لعدة أسباب: أهمها أن كأس العالم لم تكن بنفس قوتها أو جاذبيتها المتعارف عليها والتي تجعلها تسحب البساط من تحت أقدام السينما أو غيرها, وحتي لو كانت بنفس قوتها المعتادة فلن تفلح قوتها أو جاذبتها مع وجود أفلام جيدة أو جميلة, بالاضافة إلي هذا وذاك فالناس تتعدد رؤاها بين المشاهدة فأن كان هناك من يفضلون مشاهدته فهناك أيضا من لايهتمون به علي الاطلاق وعموما فمصر بها اكثر من80 مليون وجماهير الكرة جزء منهم. وقد لمست ذلك بنفسي حيث أنه تصادف دخولي كل الأفلام المعروضة تقريبا في نفس التوقيت الذي كانت تذاع فيها مباريات الكأس بما فيها المباريات المهمة ومع ذلك كانت كل السينمات بأفلامها المعروضة كاملة العدد, ولكن مع مرور الوقت استطاع الناس ان يميزوا بين الفيلم الجيد والرديء وكانت النتيجة أقبالا علي هذا الجيد بينما الافلام الرديئة أصبحت تتقلص ايراداتها يوما بعد آخر, إذن فكأس العالم بريء براءة الذئب من دم الايرادات. * وان كانت هناك مشكلة أخري غير رداءة الافلام أدت إلي انخفاض الايرادات فلن تخرج عن سطوة النجم الأوحد الذي لن ينصلح حال السينما أو الافلام طالما ظل الوضع كما هو عليه من سيطرة النجوم علي الافلام والاستغناء بسببهم عن باقي عناصر الفيلم خاصة القصة والاخراج والنتيجة كما نراها الان أفلام مشوهة ومبتورة ومنزوعة الدسم ولم يعد يتبقي فيها من اثار الأفلام المتعارف عليها إلا مجرد نجم يصول ويجول وبقايا فيلم يذكرنا بزمن كان فيه الفيلم جيدا والنجوم جيدين اما الان فالنجوم هم الجيدون اما الفيلم فلم يتبق منه إلا اطلال. *وليت هؤلاء النجوم يدركون ان جماهيريتهم لم ولن تشفع لهم وان كان حب الجماهير لهم يجعلهم يتغاضون عن فيلم رديء لهم مرة أو اثنين فليس هذا معناه أنهم سيظلون يتغاضون طوال حياتهم. ومثال حي علي ذلك مايحدث الآن مع محمد سعد ومع أحمد السقا وتامر حسني, حيث ان جماهيريتهم العريضة لم تشفع لهم في تحقيق الايرادات المطلوبة, واذا كان هؤلاء النجوم قد قدموا لجمهورهم السبت بأفلامهم الرديئة فان الجماهير قد ردت لهم الحد وحرمتهم من ملايينهم العديدة. * غلطة أخري تضاف إلي غلطات أخري عديدة يرتكبها صناع السينما كان آخرها رفع فيلم بنتين من مصر من دور العرض لصالح فيلم لاتراجع ولا أستسلام لاحمد مكي وغلطة رفع الفيلم في رأيي ليست بسبب أنه عم يحقق ايرادات بينما يكتسح مكي أعلي الايرادات فذلك حق طبيعي لاصحاب دور العرض. علي الأقل حتي يعوضوا خسائر باقي الأفلام, وانما الغلطة التي أقصدها كانت في عرض الفيلم من اصله حيث ان طبيعته لم تكن تتناسب مع الجو أو الموسم الصيفي لذلك أري أن الظلم قد وقع علي هذا الفيلم مرتين الأولي في توقيت عرضه والثانية في توقيت رفعه!