السرقات العلمية ملف شائك ليس علي مستوي مصر فقط وإنما علي مستوي العالم كله, وأحيانا يكون السارق في موقف أقوي من المسروق إذا كانت هناك مؤسسات أو دول تحميه بينما لا يجد صاحب الفكر( الضحية) من يسانده! ومن أشهر صراعات السرقات العلمية أسبقية اختراع حساب التفاضل والتكامل بين العالم الانجليزي الأشهر اسحق نيوتن وعالم الفيزياء ليبينز وقضية المقالات الأربع لأينشتاين التي قلبت موازين الفيزياء التقليدية واتهم بسرقتها من زوجته اليوجسلافية. ومن أشهر العلماء المصريين الذي تعرضوا لسرقات علمية العالم الفيزيائي صاحب نظرية الفوضي المنظمة الدكتور محمد النشائي الذي سألته: لماذا يسرق العلماء؟! قال: لأسباب كثيرة منها نيل أرفع الجوائز العلمية مثل نوبل أو نيل رفعة وشهرة وأموال طائلة لينفق علي مواصلة البحث العلمي, وفي الماضي كانت العرقية تدخل في الأسباب حيث لم تكن هناك في الماضي البعيد أموال تمنح لمواصلة الأبحاث ولكن الفخر بأن هذا المخترع أو المكتشف خرج من انجلتراوألمانيا أو غيره وفي الوقت الحالي أصبح أي اختراع يغير من شأن البلد الذي يخرج منه, إن السرقات العلمية الكبري تستغل فيها المعلومات تجاريا وعسكريا, ويضيف: إن ميزانية البحث العلمي الآن ضخمة بشكل مرعب تريليونات من الدولارات سنويا يتم ضخها لصالح البحث العلمي, وعندما ينشر عالم ما بحثا وينسبه إلي نفسه يستطيع أن يحصل علي حصة من الميزانية الأمريكية الكبيرة المخصصة للأبحاث العالمية أيا كانت جنسية صاحب البحث وعندما يحظي العالم بتقدير مؤسسة البحث العلمي الوطنية الأمريكية فهو يصنع لنفسه مكانة عظيمة بين صفوف العلماء في العالم المتقدم وأموال وصوت مؤثر في العالم ولذلك مهم جدا توافر الأمانة العلمية وإلا فسينهار نظام المنح وستنهار معه المصداقية العلمية. س إذن الأخلاقيات العلمية هذا الموضوع الحساس للغاية هو الأساس: فهل تقوم الجهات العلمية المانحة بالتحقق من الأمانة العلمية للباحث؟ أجاب بدون تردد نعم وتأخذ اجراءات قوية أقوي مما تتخيلين, ومع ذلك لم يمنع هذا من السرقات العلمية وانتشارها بل وتغلغلها في المجتمعات العلمية بشكل قوي. قلت له: هل الغيرة بين العلماء أحد أسباب السرقة العلمية؟ طبعا بالتأكيد إن الغيرة بين العلماء تدفعهم لارتكاب حماقات كثيرة, إن بين العلماء في العالم الآن حروبا طاحنة وقد نهب في السابق بوان كارييه أساس نظرية النسبية وليس أينشتاين وأؤكد أنه ليس معني أن العالم بارع أو حصل علي جائزة أن عنده أخلاقا عظيمة أو انه مثالي, مهم جدا أن يتفهم الناس أن كلمة عالم التي تعودوا أن يقرنوها بالالتزام والمثالية والرصانة والهدوء وغير ذلك من الصفات الجميلة التي يخلعونها علي العالم لمجرد أنه يحمل هذا اللقب أو الجائزة الفلانية أو غيره ليست مطلقة الآن إنها مسألة نسبية. قلت له: إن الصفات الجميلة التي ذكرتها هي من صميم الفقه الاسلامي التي حملها العلماء في زمن الحضارة الاسلامية حيث كان العالم في الحضارة الاسلامية عالما وفقيها كان يتعلم المثل والأخلاقيات والدين قبل أن يتعلم الطبيعة والرياضة. عقب بقوله: هذا صحيح والاسلام يعلمنا أن العالم يظل يتعلم حتي يقول علمت عندها يكون قد جهل واستطرد بقوله: إن هذا لا يوجد الآن إلا بنسبة ضئيلة جدا وحتي في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين كان العلماء يحبون العلم للعلم بعيدا عن الأغراض السياسية أو الاقتصادية وكان العالم صاحب وظيفة فمثلا كنا نجد العالم يعمل في مؤسسة صباحا ويتفرغ للعلم في بيته في المساء, أما اليوم فالعلم مكلف تكلفة باهظة وأنا أري أن أرخص عالم نظري من هو علي طرازي وغيري مثل أينشتاين فمن يحتاجون إلي مكتبة ضخمة وعيشة رغيده لكي يتفرغ بذهنه ومساعد أواثنين وتوفير ذلك الآن يدخل ضمن ميزانيات ضخمة, أما العالم التجريبي الذي يتركز عمله في انتاج أشياء وإجراء التجارب فنحن نتحدث عن تكلفة تصل إلي بلايين الدولارات ومن هنا يكون التناحر علي المادة مخيفا. س: إذن نصل إلي مشهد آخر في الأمانة العلمية.. ألا وهو إمكانية تزوير النتائج للحصول علي المكاسب المادية فما قولك؟ قال: إن عالما من الدرجة الثانية يستطيع أن يجهز نفسه بالمساعدين والأدوات وأسباب الراحة والكتب حتي يحصل علي سبق الوصول إلي نتائج لم يصل إليها عالم أقوي منه ومتميز عنه علميالكنه لم يحصل علي تعضيد مادي وهذا ينطبق أكثر علي العلماء التجريبيين المضطرين للحصول علي الدعم المادي من أجل إجراء التجارب ومنهم من يقوم بتزوير النتائج, ففي الخلايا الجذعية حدث أن عالما كوريا فبرك كل النتائج وتصدرت صورته وأسمه كل المجلات الأمريكية العلمية المهمة واتضح بعد ذلك أنه لم يتوصل إلي أي نتائج. بادرته: وكيف أمكن اكتشاف ذلك الغش. ؟ قال: لا أتذكر بالضبط ولكن دائما هناك طريقتان إما أن يبلغ عنه أحد مساعديه أو أن يجري عالم آخر نفس التجارب ويصل الي النتائج الصحيحة, ويواصل أنه يندرج تحت عدم الأمانة العلمية أشياء كثيرة مثل عدم الاعتراف بفضل من سبقونا من العلماء وقد ادعي هذا الكوري بعد ذلك أنه مظلوم ثم اعترف في نهاية الأمر وانكشف التزوير وهناك مثال علي عدم الأعتراف بفضل العلماء في أشهر الحروب العلمية علي الإطلاق وكانت حربا غيرمعلنة بين نيوتن وليبنز ويبدو أن نيوتن كان خبيثا جدا حيث استطاع أن يشوه سمعة ليبنز وأن يدفع تلاميذه للإدعاء عليه بالباطل وكان ليبنز يعيش في ألمانيا وقد إطلع نيوتن بطريق الصدفة علي أبحاث ليبنز وقرأها واستفاد منها دون أن يعترف بفضله عليه ولكن ليبنز كان رجلا كريما وراقيا وفاضلا, وكانت إحدي دويلات ألمانيا التي كانت مقسمة في ذلك الوقت تعتز بهذا العالم وأرسلته سفيرا لها في إحدي الدول ولكن نيوتن شن حملة خبيثة عليه وإدعي أن ليبنز هو الذي سرقه في حين أن كثيرا من العلماء يعرفون جيدا أن الأدوات الرياضية التي تستخدم هي أقرب لاكتشاف ليبنز من نيوتن, والآن يقول العلماء إن مجرد خلاف علمي قام بين عالمين ولكن نيوتن أراد أن يحوز المجد لنفسه. فقلت له: وقد حازه فعلا يا دكتور. قال: عند العامة فقط, أما العلماء المتخصصون فيعرفون فضل ليبنز كما أن لنيوتن سقطات لا حصر لها وهو رغم أنه عالم كبير ومفكر علمي عظيم ويمثل أزهي عصور النهضة إلا أنه كان يعتمد علي الخرافات والتنجيم وكان يستعين بالسحر الأسود كما أن تحكم انجلترا وسيادتها في ذلك الوقت للعالم جعلها تفرض نيوتن كأشهر عالم. سألته: ما الفرق بين السطو والأقتباس؟ أجاب: ليس العيب أن يستفيد أحد من أبحاث غيره أو كتبه وأن يقتبس منها ولكن الاقتباس مشروط بأداء أمانته وهي النقل بأمانة النسب الي صاحبها دونما غموض أو لبس أو تدليس. سألته هل تعرضت لسرقة علمية؟. قال: نعم وبكل أسف, والآن هناك في محكمة لندن العليا تنظر قضيتي, حيث سرقت بعض أبحاثي ونشرت دون الرجوع إلي مصدرها أو ذكر اسمي بل حاولوا إرهابي بشكل مباشر وغير مباشر ومن سرقني شخصية تتصل بأصدقاء لي علي أعلي مستوي من العلم, والقصة تبدأ عندما اتصل بي أحد تلاميذي وقال لي إن أبحاثك منشورة في مجلة أمريكية شهيرة ثم بدأوا في الشوشرة علي علي الشبكة الدولية للمعلومات(Internet)) من خلال موقع سموه مراقبة النشائي ليل نهار ويسكت قليلا ثم يقول بثقة ولكني سأكسب القضية وقد وصل إلي موقعي علي الشبكة الدولية للمعلومات مئات الخطابات من مجموعة كبيرة من تلاميذي وزملائي وأساتذتي وحتي من مصر وكلها احتجاج علي سرقة النشائي وقد حجبوها ولم يردوا عليها وبدأوا مهاجمتي واكتشفت أن السارقة امرأة أعرفها جيدا ومعها آخرون حصلوا علي1ر2 مليون يورو جائزة عن هذه الأبحاث المسروقة ثم حصلت بعدها علي دعم مادي قدره حوالي4 ملايين يورو, ورغم أني سرقت فلم أتحدث ولم يسكتوا هم علي طرقة ظلمني فاستوحش مني وأخطأوا الخطأ القاتل عندما هاجموني وسبوني بشدة فهنا رفعت القضية أمام المحاكم الإنجليزية لأن قضايا السب والقذف في انجلترا تخرب البيوت وقد جعلتها قضية قذف وأدخلت السرقة العلمية, لأن إجراءات ملاحقة السرقات العلمية صعبة وضعيفة, أما تجربتي المريرة الأخري فهي الخاصة بنظريتي عن الزمن والتي كتب عنها أحد العلماء المشاهير وألف كتابا متحدثا عن نفس نظريتي دون الإشارة إلي اسمي. سألته: هل قوانين حماية الملكية الفكرية كافية لردع السرقات العلمية؟. أجاب: إلي حد ضعيف جدا وهي تردع لصالح الأقوياء ويساء استخدامها.