في إطار الحملة القومية للقراءة للجميع أقام قصر ثقافة الطفل الاسبوع الماضي احتفالية كبري بمناسبة مرور خمسة عشر عاما علي صدور أول أعداد سلسلة كتاب قطر الندي. وقد تضمنت الاحتفالية تكريم الدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة مجموعة من كتاب وشعراء ورسامي الاطفال وهم: أسم الراحل نادر أبوالفتوح, شوقي حجاب, عبدالرحمن نور الدين, مجدي نجيب, علي الدسوقي, فاطمة المعدول, ماما نعم الباز, ماما نتيلة راشد باهدائهم درع الهيئة وشهادات تقدير لهم ولبعض رواد القصر من الاطفال المبدعين. أثير خلال الندوات الادبية والامسيات الشعرية للاحتفالية التي استمرت علي مدي يومين العديد من القضايا المهمة للطفل واهمها: ماهي اللغة التي يجب ان نخاطب بها الطفل, هل هي الفصحي أم العامية؟ وهل تسهم القصص في انشاء قاموس اللغة العربية الخاص بالطفل منذ الصغر؟ ماهي الألوان التي تجذب الطفل؟ وهل يقوم الرسام بترجمة خيال الكاتب, فقط أو يشاركه الخيال؟ وقد انتهت المناقشات بتقديم مجموعة من التوصيات منها: ان تصدر من هذه السلسلة كتب تتحدث عن مرحلة ما قبل المدرسة, وان تقام مسابقة علي مستوي الجمهورية للكتاب والفنانين الكبار الصانعين لكتب الاطفال إلي جانب مسابقة للأطفال الموهوبين في الرسم والكتابة تنشر ضمن سلسلة قطر الندي, وان تخصص مجموعة من الكتب للطفل المراهق,تتناول بشكل تربوي جميع المشكلات التي يمكن ان تقابل هذه الفئة العمرية. وايمانا منا بأهمية ادب الطفل وتأثيره علي المجتمع حرصت صفحة ادب علي مقابلة الدكتورة زينب العسال رئيس تحرير سلسلة كتاب قطر الندي لمعرفة تقييمها لما قدمته السلسلة خلال الخمسة عشر عاما الماضية, وماهو الجديد الذي ستقدمه خلال الفترة القادمة؟ وهل حقق كتاب قطر الندي اهدافه؟ وما الهدف الذي مازال يخايل عين رئيس تحرير قطر الندي وتريد ان تحققه؟. أجابت الدكتورة زينب وهي محاطة بالكثير من اعداد كتب قطر الندي قائلة: استطيع ان اقول اننا بالفعل نجحنا بشكل كبير في ان نحقق الكثير من اهدافنا خلال السنوات الماضية, وهناك المزيد امامنا لنظل في المقدمة, منذ البداية والسلسلة مهتمة بالطفل من سن التاسعة حتي الرابعة عشرة والقضايا التي يمكن ان تقابله في هذه المرحلة كالتعليم, وتنمية الذكاء, والطفولة المبكرة والتعامل مع الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع, وقد اتاحت سلسلة قطر الندي الفرصة علي مرتلك السنوات لاكتشاف الشباب المبدع, ودعمه, مثلما حدث مع الكاتب طارق امام الذي قدم وهو طالب كتاب ملك البحار الخمسة, واليوم هو احد اعلام جيل الشباب, وغيره من الاسماء البارزة التي أسهمت في حفر مسيرة السلسلة, مما اتاح لها الحصول علي العديد من الجوائز كجائزة سوزان مبارك وجوائز الدولة التشجيعية. ويوجد تنوع مستمر للسلسلة, فالكتاب لايعتمد علي كتاب او رسامين بعينهم, والمجال مفتوح لجميع الأدباء والرسامين من الاقاليم والصعيد لذا تتسم الحكايات باشكالها المختلفة, فنجد كتب التراث الشعبي والاغاني الشعبية القديمة وكتبا عن الصعيد والحضارة المصرية القديمة, وقد نجحت السلسلة ايضا في تقديم الخيال العلمي بشكل مبسط للطفل يجمع بين العلم والادب, كما ساهمت في تنمية الوعي البيئي وأهمية الحفاظ علي مياه النيل, وقدمت الكثير من القيم التي أسهمت في تربية اجيال. اعتقد اننا حققنا ما نتمناه بنسبة85%, وسنحقق المزيد بعد السعي وراء تفعيل توصيات الاحتفال خلال السنوات المقبلة, اما عن الهدف الذي مازال يداعبني وأتمني ان يتحقق فهو تحويل الاحتفالية لمؤتمر سنوي لمناقشة قضايا الطفل المختلفة, وان يكون لكتاب قطر الندي مكانته المتميزة, ليس فقط داخل مصر بل وفي الدول العربية ايضا.