لماذا اختفت العلاقة القوية بين الجيران حتي أن الساكن اصبح لايعرف من يقطن بجواره؟! كيف نعيد للجيرة حقها علينا.يقول د. السيد حنفي أستاذ علم الاجتماع بآداب الزقازيق. إن المجتمع المصري في بنيته الأساسية مجتمع قرويأي أنه قائم علي علاقة الوجه بالوجه وكان بطبيعة ظروف المكان وعلاقات النسب يتسم بالتقارب السكاني, وكانت هذه العوامل تضفي نوعا من التضامن الاجتماعي, وكان هذا المجتمع مبنيا علي قيم ريفية وأخلاقية تؤكد الروابط الاجتماعية والعلاقات الإنسانية الطيبة, أما الآن وفي ضوء التطور والهجرة من القرية إلي المدينة, بدا السكان وكأنهم يعيشون في جزر منعزلة حسب طبيعة عمل كل منهم وظروف السكن, حيث بدأ الناس يسكنون في مناطق لا يعرفون فيها أحدا وأصبحت العلاقة بينهم ثانوية وحلت الندية مكان المودة, فأصبح الجار ينازع جاره لأسباب بسيطة مثل الخلاف علي فاتورة المياه أو الكهرباء أو ركن سيارة, أو جمع المخلفات لأن كلا منهما يريد أن يتخلص منها علي حساب الآخر دون احترام لقيم الجيرة حتي وصل الأمر إلي أن يكيد الجار لجاره ويلفق له الاتهامات لأسباب واهية.. ولعلاج ذلك والعودة بالجيرة إلي سابق عهدها يقول الدكتور السيد حنفي: لابد من القيام بحملة قومية في جميع وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء تقوم علي احترام القيم والأفكار بين الجيران وبعضهم عن طريق الخطاب الديني في المساجد والكنائس وأن نغرس في أبنائنا عن طريق المدرسة, هذه القيمة العظيمة وهي حب الجار للجار.