مابين درجات الحرارة الحارقة والغياب شبه التام للكهرباء والامن والخدمات, يقضي العراقيون ايامهم الطويلة في انتظار ما سيسفر عنه صراع الكراسي بين القادة السياسيين. بشأن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وانهاء الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد والعباد. والمعايش لما يجري في العراق الآن يجد ان استمرار الوضع علي ماهو عليه من تجاذبات وصراعات واتصالات لم تسفر حتي الآن عن شيء يمكن ان تمهد الطريق لما هو اسوأ, بتصاعد عمليات العنف وتوظيفها لخدمة هذا الطرف او ذاك من المتصارعين علي السلطة, في ظل استمرار الاحتقان الشعبي من غياب الخدمات خاصة الكهرباء, الذي عبرت عنه المظاهرات التي عمت الكثير من المحافظات والمدن العراقية التي ترشحها الكثير من الاوساط للتصاعد كلما ارتفعت درجات الحرارة, واستمر الاخفاق في تسوية الخلافات السياسية. والامر المؤكد أن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية ومنها قطع التيار الكهربائي الدائم عن المنطقة الخضراء ومنازل المسئولين العراقيين, لم ترض الشارع العراقي الذي يري أن دوره فقط هو الضحية فيما يحدث, في الوقت الذي ينشغل القادة بما يعنيهم, بل ان الكثيرين لايعلقون أي آمال علي اللقاء الثاني بين رئيس الوزراء رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وآياد علاوي رئيس القائمة العراقية ويرون فيه نوعا من المجاملات الشخصية مع الإعلان المسبق عن ان اللقاء لن يتناول المسائل السياسية, ومنها حسم مسألة رئيس الوزراء بين الرجلين, وهو الامر المستبعد إلي حد كبير بسبب تمسك كل طرف بموقفه خاصة المالكي الذي اعلن ائتلافه انه مصر علي ان يكون المرشح الوحيد لفترة رئاسية ثانية ورفضه لاي مرشح تسوية لتسلم هذا المنصب من قبل الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم بجانبه التياري الصدري والمجلس الاسلامي الاعلي وتيار احرار وتيار الاصلاح والمؤتمر الوطني العراقي, وهو الامر الذي يمكن ان يكون بداية لانهيار الائتلاف وتفتته, الكثير من الاوساط عكس ذلك وان ما يحدث هو مناورة من قبل المالكي للضغط علي الاخرين لتحقيق اكبر مكاسب والتلويح بفض التحالف مع اخرين له في حالة عدم توليه رئاسة الحكومة, ويدعم ذلك ان المرجعية الشيعية في النجف اعلنت مرارا وتكرار انها لا ولن تدعم أي مرشح لتولي المنصب مع تعدد المرشحين المحسوبين علي البيت الشيعي وتأكيد القائمة العراقية انها الاحق دستوريا بتشكيل الحكومة, اما الاكراد فانهم مستعدون بالاوراق والتعهدات الخطية والمطالب ومن يستجب فسيكونون معه وان كانت الكثير من المصادر تشير إلي أن المفاوضات السرية بدأت منذ فترة بين الاكراد ومختلف القوي العراقية وهم الآن في مرحلة وزن لكل طرف حسب تلبيته لمطالبهم, علي اي الاحوال فإن الايام المقبلة ستكون حاسمة سلبا ام ايجابا. في خضم ذلك عين الرئيس الامريكي باراك اوباما, الدبلوماسي جيمس جيفري سفيرا جديدا في العراق ويتولي جيمس جيفري حاليا منصب سفير الولاياتالمتحدة في تركيا ويتمتع جيفري بخبرة واسعة في شئون الشرق الأوسط, وتولي قبل تعيينه في أنقرة منصب مساعد مستشار الامن القومي في البيت الابيض, ومساعد الرئيس في البيت الابيض في ادارة الرئيس السابق جورج بوش. وكلف جيفري قبل ذلك بشئون مرتبطة بالشرق الاوسط في وزارة الخارجية. فكان المستشار الخاص لوزارة الخارجية لشئون العراق, ونائب رئيس البعثة الامريكية في بغداد بين يونيو2004 ومارس2005 قبل أن يعين قائما بالاعمال في العراق وهو ما يعني ان الادارة الامريكية عادت إلي الاستعانة بالرموز التي كانت في قلب الأزمة وتعيدها الآن إلي الساحة في ظل مخاوف من انهيار الامر بشكل جديد هذه المرة اساسه الصراع علي السلطة والفراغ الدستوري في البلاد في ظل مرحلة مفصلية حيث من المقرر خفض القوات الامريكية في العراق إلي خمسين الفا بحلول الخريف, وفق استراتيجية الانسحاب التدريجي التي اقرها الرئيس باراك أوباما, وسط هذه التطورات حرصت مصر علي ارسال رسالة لجميع الاطراف العراقية من خلال زيارة مساعد وزير الخارجية المصري السفير محمد قاسم الاخيرة لبغداد حيث حمل المسئول المصري رسائل لجميع الاطراف العراقية بان مصر مع الجميع من اجل التوصل إلي حكومة شراكة وطنية عراقية لاتستثني احدا.