تابعت تصريحات السيد أمين أباظة وزير الزراعة عن زراعة الذرة ومشروع لحوم البتلو, وأضيف إلي ما قاله أن الزراعة تتكون مما يلي أولا الأرض.. وفي مصر نوعان من الأراضي: أ). أراضي الوادي القديم التي تم أخذها قصرا من الملاك واعطاؤها للمعدومين فأضاعوها ولا بكاء عليها. ب) الأراضي الصحراوية التي بدأ تعميرها بمشروع مديرية التحرير والوادي الجديد, وكالعادة تدخلت النظم الحكومية في إدارتها فأفسدتها هي الأخري وبقيت الأراضي الجاري استصلاحها عن طريق الشركات والأفراد وواضعي اليد عليها لتسقيعها أو لتحويلها لغير الغرض الذي اشتريت من أجله ففشلت المشروعات العظيمة التي صممت علي الورق أيضا ولم يبق إلا مشروع توشكي فتم تمليكه لمن يزرعون الارض بالبرسيم ونسوا أننا في حاجة الي زراعة القمح ولو أن الدولة صممت علي أن يزرع القمح والمحاصيل الأخري لاكتفينا خلال سنوات قليلة من القمح والمحاصيل الأخري, بشرط حسن استغلال مساحات هذه الأراضي التي افسدوها لمصلحة مافيا استيراد الحبوب. ثانيا المياه: التي صدعونا أنها لا تكفي الزراعة والصناعة.. إلخ مع أننا أمامنا متسع من المياه في البحر المتوسط والبحر الأحمر, ولو أن الحكومة بدأت برصد الأموال لأبحاث تحلية المياه في البحرين المتوسط والأحمر لكانت عندنا الآن مياه كثيرة تجري لمصلحتنا ولكنهم ضيقوا علي تمويل الأبحاث وصرفوها علي السينما وكرة القدم والحفلات والندوات التي لا طائل منها في التليفزيون.. إن مصر تملك مراكز البحوث( الزراعية والصحراء والقومي للبحوث وأبحاث الجامعات) وغيرها من المراكز ولكن أين التمويل للأبحاث الجادة ولا ننسي أن أجر الممثل يساوي أجر30 أستاذ جامعة مع أبحاثهم فمتي نفيق؟ ثالثا النبات: بحكم عملي كنت دائما مع الباحثين أمثال السيد سيد البلال أستاذ المحاصيل بمركز البحوث الزراعية رحمة الله عليه والذي توصل إلي طريقة زراعة الأرز كطريقة زراعة القمح ولكن بعد وفاته اختفت أبحاثه وكذلك أبحاث أساتذة الذرة والقمح والقطن الذين لم يهتم أحد بأبحاثهم ولكن تم الاهتمام بأشياء أخري. رابعا المواد الخام المصنعة في مصر: مثل بقايا عصير القصب وعصيرالبنجر وبذرة القطن.. وهنا اتساءل: لماذا نصدر المولاس ناتج عصير القصب والبنجر؟ ولماذا لا يصنع في مصر بإضافة المكونات الأخري كالذرة وكسر الأرز والردة, وأن نحول قوالح الذرة إلي غذاء حيواني مع قش الأرز وعيدان الذرة الجافة وناتج استخلاص الذرة بعد استخراج الزيت منها؟ فكل هذه المواد لابد من عمل برنامج قومي لها بجانب نواتج مصانع المواد الغذائية لعمل علائق حيوانية للإنتاج الحيواني, كما يمكن عمل معلبات للقطط والكلاب ونتوقف عن استيرادها من الخارج. خامسا المواد الخام المستوردة: مثل الذرة وخلافه لماذا لا يتم رفع هذه المواد من الجمارك لاستخدامها مع العلائق الحيوانية المصنعة في مصر كمشروع البتلو بنوعيه اللبن واللحم, والذي مع مرور الوقت سيصل إلي الاكتفاء الذاتي والتصدير. إن هذه الأساسيات الخمسة في الزراعة يمكن أن توصلنا إلي الاكتفاء الذاتي بجانب إنشاء ثلاثة أساطيل لصيد السمك من البحرين الأحمر والمتوسط وأعالي البحار مع توقيع اتفاقيات مع الدول المجاورة للصيد المشترك وتمديد حدود المياه المصرية إلي60 كم داخل البحر. مهندس زراعي محمد محمود عبدالفتاح مدير عام الإدارة العامة للمحطات مركز بحوث الصحراء سابقا