تلقي الرئيس حسني مبارك صباح أمس رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. تتعلق بآخر تطورات الأوضاع بالمنطقة, وجهود تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط, وتنسيق المواقف العربية, وذلك خلال استقبال الرئيس مبارك لوزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل بمدينة شرم الشيخ. حضر المقابلة السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية, والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, وهشام الناظر سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة. وصرح أحمد أبوالغيط وزير الخارجية بأن اللقاء تناول بشكل مستفيض التطورات في منطقة الشرق الأوسط, ورؤية الطرفين المصري والسعودي لها, مؤكدا تطابق وجهات النظر بين البلدين حيالها, وقال إن المشاورات تطرقت إلي جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط, ومحاولات إحيائها, والزيارة المستقبلية للوفد الوزاري المصري لواشنطن في الثامن من الشهر الحالي. وأضاف أن الرئيس مبارك استمع من الأمير سعود الفيصل لرؤية المملكة العربية السعودية حول الموقف في اليمن, والمشكلات التي يثيرها الحوثيون علي الحدود بين السعودية واليمن, وما يمكن أن يترتب عليه من تدخلات أجنبية في هذا الشأن. وأكد أبوالغيط تطابق رؤية مصر والسعودية فيما يتعلق بمختلف التطورات الإقليمية في المنطقة, مشددا علي وقوف مصر إلي جوار السعودية ومساندتها في كل الإجراءات والجهود للتصدي لأية محاولات لاختراق حدودها. ومن جانبه, أكد وزير الخارجية السعودية في المؤتمر الصحفي المشترك مع أبوالغيط عقب استقبال الرئيس مبارك له, تطابق وجهات النظر بين مصر والسعودية إزاء مختلف التطورات في المنطقة. وردا علي سؤال حول ما إذا كان الأمير سعود الفيصل قد حصل علي موافقة خالد مشعل خلال مقابلته له أخيرا علي توقيع الورقة المصرية للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية, قال الفيصل: إنه لم يتطرق في الواقع خلال لقائه مع خالد مشعل لهذا الموضوع, لأن ملف المصالحة الفلسطينية بالكامل في يد إخواننا المصريين, وإنه قد طلب من خالد مشعل أن يوضح لنا أين تقف حركة حماس من القضية الفلسطينية, بمعني هل هي قضية عربية أو أنها قضية تتبع طرفا آخر, وإذا كانت حركة حماس تسعي إلي توحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف مع دولة من الدول, فلماذا لا يقفون مع توحيد الفصائل الفلسطينية للوقوف ضد إسرائيل بالنسبة للقضية الفلسطينية؟. وقال الفيصل إن خالد مشعل رد علي ذلك علنا مؤكدا عروبة حركة حماس والقضية الفلسطينية, وهذا ما كان يبحث عنه الجانب السعودي من مقابلة خالد مشعل. وفيما يتعلق بزيارة وزير الخارجية السعودية لدمشق أمس قال الفيصل: إن الأوضاع في المنطقة تتعرض لتقلبات كثيرة, ومن الضروري في مثل هذه الفترة بالذات أن تزداد الاتصالات العربية, مشيرا إلي أن زيارته لدمشق تأتي لهذا الغرض وليس لأي سبب آخر. وردا علي سؤال حول موقف السعودية من عمليات الحوثيين قال الفيصل: إننا في السعودية ندافع عن أرضنا, ونؤيد الحكومة اليمنية في الدفاع عن أرضها ووحدة ترابها ووحدة شعبها, ونحن مع اليمن قلبا وقالبا في هذا التوجه.. أما بالنسبة لموقفنا من المتسللين فهو معروف, فنحن ندافع عن أرضنا ولن نتهاون في هذا الأمر. وردا علي سؤال حول وضع مبادرة السلام العربية حاليا في ضوء تجمد عملية السلام.. قال الفيصل: إن هذه المبادرة موجودة, وهي جاهزة للتطبيق, ونحن نعتقد أن هذه المبادرة قادرة علي إنهاء الصراع بين الجانبين ولصالحهما, وأعرب عن أمله في أ ن يتم تبني هذه المبادرة من قبل كل الأطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط قبل أن يضيع الوقت, ولكن لا يوجد جديد يتعلق بهذه المبادرة حتي الآن, ووصف المبادرة العربية بأنها حزمة متكاملة ولا يمكن تغييرها بأي حال من الأحوال لأنها مبادرة متوازنة ومتكاملة. وردا علي سؤال عما إذا كان اليمن سيصبح جبهة جديدة للحرب علي الإرهاب في المنطقة.. فهل هناك تنسيق عربي, خاصة بين مصر والسعودية, لمواجهة هذا التطور المحتمل؟.. قال أبوالغيط: إن هذا الموضوع محل نقاش دائم بين مصر والسعودية علي كل المستويات وكل الأجهزة. وردا علي سؤال حول ما إذا كانت هناك أفكار مصرية جديدة سيطرحها الوفد الوزاري المصري خلال زيارته واشنطن.. قال أبوالغيط: نحن نكرر صباحا ومساء الأفكار المصرية التي سبق أن تحدثنا عنها مرات ومرات, وتتمثل في مطالبة مصر بدولة فلسطينية مستقلة علي مجمل أرض خطوط1967 تعيش في سلام وأمن مع إسرائيل, وأن تكون دولة متماسكة الأطراف والأجزاء, أما فيما يتعلق بالقدس الشرقية, فإنها عاصمة هذه الدولة, ونحن نطالب بتسوية عادلة لقضية اللاجئين علي أساس المبادرة العربية, وبالتالي هي الكيفية التي يمكن أن يروج لها هذا الطرح المصري في ضوء ما هو قادم من الولاياتالمتحدة والتطورات التي تحدث, وأكد مجددا أنه لا توجد أفكار مصرية جديدة, وانما هي الأفكار نفسها المعلنة من قبل, معربا عن أمله في أن يقتنع الطرف الأمريكي بها, وأن يتبناها وأن يدفع بها مع إسرائيل. وقد وصل الفيصل ظهر أمس إلي دمشق, إثر مغادرته القاهرة, حيث التقي بالرئيس السوري بشار الأسد.