بالقلب وليس بالعين وبالفهم وليس بالعقل وحده, فحقا نحن في حاجة إلي ظهورك في سماء القاهرة ياسيدتي وسيدة نساء العالمين الطاهرة المطهرة رمز الطهر والعفاف. ماأحوج سماء القاهرة إليك بعد أن عبث العابثون بأرضها, نحتاجك ليس فقط فوق أبراج الكنائس بل فوق المآذن, وليس هذا فقط, بل فوق كتل القبح المسلح في عشوائيات ليل القاهرة ونهارها لعلك تمنحين سكانها أملا في أن بقعة من النور تأتي في الظلام الدامس. نحتاج إليك ياأم النور, فلعل ظهورك يضع بسمة علي وجوه الأطفال ويبعث الراحة في صدور العجائز ويضع وسادة تحت رءوس الكادحين. نطلب منك يامن اصطفاك الله وطهرك, واصطفاك علي نساء العالمين, أن تتجلي بنورك وطهرك فوق رءوس من فسدت ضمائرهم فافسدوا قلوبنا, وفسدت عقولهم فأفسدوا حياتنا وأحياءنا. هل تتجلين فوقهم لتذكريهم بعهد الله بأن يكون ايمانهم مطابقا لأعمالهم؟ نتلمس ابتسامة علي وجهك الطاهر البرئ, وذكرينا بالجمال وآياته في الأرض والسماء. تجلي ياسيدتي فوق كنائس القدس والمسجد الأقصي ولوحي لسكان غزة بالسلام, وامنحي الحب لبغداد وذكري الوجوه القبيحة بأن هناك وجها حسنا ولو التف بالسحاب, ولن تمنعك عنا سحابة سوداء. ليس مهما أن نراك بعيوننا فوق القباب ولكن المهم أن نراك بقلوبنا لتبعثي دفء السلام, فنحن نراك كل يوم في صورة الكنيسة, ونسمع صوتك الحنون في سورة مريم, سوف نراك بالقلوب التي كلت وعميت, وندركك بالعقول التي غطاها الجهل والتعصب والكراهية لا لن يرفضك عقل يتوق الي المحبة والوئام وسيعترف بتجليك صدر قد أثقلته الهموم, وليس مهما أن يراك مسلم أو مسيحي أو مجوسي فالكل في حاجة إلي آية في سورتك وبهاء في صورتك. تعالي إلينا ياأم النور فما أحوجنا الي بقعة من نور.