كتب - بلال المسلمى: سبعة أيام وتكشف أفريقيا عن وجهها الإنساني كما دعا الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا في كلمته عقب اختيار بلاده لاستضافة مونديال2010 وجه يحمل الكثير من ملامح القارة وهمومها, مناسبة خطط الجميع لاستغلالها باعتباره حدثا ينتظره العالم وفرصة للفت الانتباه لمشكلات غابت عن الأذهان. وقبل سبعة أيام فقط من انطلاق المنافسات يزداد الاهتمام بما يجري في البلد المضيف حيث تسعي جنوب أفريقيا للكشف عن وجه حضاري لبلد صاحب طبيعة ساحرة, دولة تمتلك الكثير من وسائل الجذب السياحي لولا سمعتها المخيفة بسبب معدلات الجريمة المرتفعة جدا, وكلما اقترب موعد انطلاق المنافسات تزداد التطمينات من السلطات الجنوب أفريقية بشأن ترتيبات لتأمين سلامة الضيوف من خلال الاستعانة بأطقم أمنية عالية المستوي وخبرات من دول أخري, غير أن تجربة ألمانيا2006 وكل من سويسرا والنمسا في2008 عندما استعانت الدول الثلاث برجال أمن الدول المشاركة في كأس العالم وأمم أوروبا للاستفادة من خبراتهم في التعامل مع أبناء وطنهم إلا أن الأمور تبدو مختلفة في مونديال2010 لأن الخطر مصدره ليس القادمين من الخارج بل عصابات ولصوص محليون. ومع اقتراب موعد البطولة تزداد وسائل الإعلام الأوروبية تركيزا علي الجانب الأمني في جنوب أفريقيا, ففي الوقت الذي دعت فيه الإذاعة الهولندية الراغبين في السفر لمؤازرة المنتخب البرتقالي إلي التحلي بأكبر قدر من الهدوء والحذر أثناء المونديال خاصة أنهم سيضطرون للتواجد في أكثر المناطق الجنوب أفريقية خطورة- علي حد تعبير الإذاعة- الأمر الذي دعا مسئولون محليين للإعتراف بأن الأرقام قد تكون مخيفة إذا كانت تدور حول خمسين قتيلا يوميا في حوادث عنف أو205 آلاف هجوم مسلح سنويا و15 ألف حادث سرقة سيارة, إلا أن يوهان بيرجر الخبير الأمني في بريتوريا أكد أن الأمور ستختلف أثناء البطولة مشيرا إلي أن الاستعانة بوسائل اتصال علي مستوي عال وطائرات وشبكات مراقبة علي مدار الساعة و46 ألف رجل شرطة إضافي ليست وحدها تبعث التطمينات ولكن أيضا طبيعة الجرائم لأن حوادث القتل لا تقع ضد غرباء, ودائما الضحايا يكونون معروفينس للجناة, وأوضح أن بلاده تستقبل سنويا ملايين السياح منهم عشرات الآلاف من هولندا وانجلترا وإن كان بيرجر لم يغفل دعوة الضيوف إلي الالتزام ببعض الاجراءات وهي عدم التوقف بالسيارة علي الطرق السريعة أيا كان السبب, وعدم التجول بأغراض ثمينة أو مجوهرات, عدم مقاومة العنف, وضرورة التأكد من السكان المحليين عن طبيعة المكان الراغبين في زيارته. ووسط نصائحه الكثيرة لفت الخبير الأمني والضابط السابق بشرطة جنوب أفريقيا الانتباه إلي أن السرقات وأعمال العنف في بلاده ناتجة عن زيادة معدلات الفقر والبطالة وهذا ما يجب أن يعالج.. ولعل هذا أحد ملامح الوجه الإنساني الذي أراد مانديلا الإشارة إليه بدعوته للكشف عن إنسانية القارة. أما النجم الليبري جورج ويا أفضل لاعب في العال1995 فيستعد لإطلاق مشروعه' التعليم للجميع' من خلال مؤسسة فرست جوول أو الهدف الأول التي تسعي لمقاومة الجهل ومساعدة أطفال أفريقيا علي التعلم من خلال التحاقهم بالمدارس. ويا البالغ من العمر43 عاما روي حكايته مع التعليم وكيف حرمه الفقر من استكمال مسيرته بالمدارس طفلا ليعود إلي صفوف الدراسة وهو في الثامنة والثلاثين من عمره وتفصله بضعة شهور عن الحصول علي بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة ديفري الأمريكية. ويا دعا عشرات النجوم للمشاركة في حملته التي تهدف لاجتذاب مساهمات72 مليون شخص حول العالم, كما طالب الحكومات الأفريقية بتخصيص20% من ميزانياتها للتعليم باعتباره أساس النهضة والاستثمار الحقيقي لتطور أي بلد, كما ناشد الدول الأكثر ثراء بتقديم دعم سنوي قدره12 مليار دولار من أجل مشاريع التعليم في أفريقيا, وأوضح ويا أن كأس العالم جاء إلي جنوب أفريقيا ليعيش العالم فيها ومعها هموم قارة أنهكها الفقر والجهل والبطالة موضحا أن80% من أبناء بلده ليبريا لا يعملون ونصف الأطفال فقط التحقوا بالتعليم الأساسي وواحد من كل عشرين شابا تلقي تعليما ثانويا, مؤكدا أن الهدف ليس مجرد مدارس تبني, ولكن مؤسسات مكتملة بها مكتبات ومعامل تساعد علي تعليم حقيقي مثلما يحدث في الولاياتالمتحدةالأمريكية. قبل سبعة أيام من انطلاق المونديال تستعد أفريقيا للكشف عن سحرها وجمال أرضها, وإنسانيتها المخيفة أحيانا, ووجهها الذي أتعبه شقاء الأبناء وجهلهم.