استعير هذا العنوان من ونستون تشرشل! وهو أحسن ما يعبر عن حالة دول حوض نهر النيل العشر في صراعها من أجل البقاء. يجب ألا ننسي أن مياه نهر النيل تتدفق من دول المنبع إثيوبيا وأوغندا وغيرهما من عل, فالأراضي الأثيوبية مرتفعة عن السودان, والسودان مرتفع عن البحر المتوسط, ومن ثم فإن حركة المياه مهما كانت السدود والخزانات لن يمنع جريانها شيء, وقد أمدتنا الأهرام الغراء بمعلومات ممتازة حول نهر النيل من منابعه إلي مصبه مدعمة بالأرقام في الأيام السابقة. ولكني سأدلي بدلوي في ترشيد مياه النيل في الآتي: 1 الاستفادة من مياه النيل عند دمياط ورشيد ببناء خزانين عند كل منهما يكون ملاصقا للشريط الساحلي دون أن يكون هناك ضحايا ومنكوبين. 2 تبطين وتقوية الجسور في مصر العليا لإنسياب المياه بصورة أسرع وأقوي مع صيانة الترع الرئيسية والرياحات. 3 الاستفادة من المياه الفاقدة في كل منزل بمصر بتحويل شبكة المواسير إلي ثنائية واحدة تكون لمياه شرب نظيفة والأخري المفقودة تكون للاستخدام المنزلي والاستفادة من هذه المياه المعالجة في دورات المياه الخاصة والعامة, وقصر استخدام المياه النقية في الشرب والطهي والوضوء والاستحمام وغيرها من ضرورات للحياة. 4 فرض غرامة كبيرة علي غسل الشوارع والمحلات والدواب والسيارات وغيرها بمياه الشرب النقية مع توفير بديل لمياه معالجة آمنة. 5 تركيب عداد مياه بكل مسكن بمصر, وبعائداتها تقام محطات مياه شرب نقية والصيانة والاصلاح في كل منطقة كبري. 6 قيام حملة توعية لترشيد المياه في كل محافظات مصر الواقعة علي النيل والبحرين الأحمر والأبيض. 7 البحث عن خزان المياه الجوفية في الصحراء الغربية حتي لا نكون تحت رحمة اخوالنا الأفارقة! والاستفادة جديا من مشروع د. فاروق الباز حول قيام وادي جديد غرب النيل. وكذلك الاستفادة من مياه الأمطار والسيول والفيضانات التي تجتاح البلاد كل حين والاستفادة من تجارب الدول الأخري. وكذلك الاستفادة من مياه النيل التي تضيع سدي في منطقة المستنقعات في جنوب السودان, وحتمية استكمال حفر قناة جونجلي في الجنوب للاستفادة من هذه المياه المهدرة. وعلينا الاستفادة بتوزيع السكان في المناطق الخالية: سيناء, البحر الأحمر, بحيرة ناصر, الصحراء الغربية واقامة مجتمعات عمرانية جديدة متوازنة لا تتأثر بأقل هزة.. مائية أو اقتصادية. وعلينا ترشيد مياه الزراعات ذات الغمر من الأرز والقصب وغيرها بإدخال تحسينات وتقنية بالاستفادة من مياه النيل ولا أحبذ مشروع الري بالتنقيط لأن تكاليفه ستكون أكبر من عائداته لاننا لسنا دولة غير نهرية ولا منافذ لها علي المياه العذبة, فلابد من اعادة النظر في تحويل نظام الري بالغمر إلي نظام آخر أكثر ترشيدا حتي لا تتأثر طبيعة الأرض الزراعية التي تستمد عافيتها من مياه النيل المحمل بالطمي الخصب( الغرين). آمل أن تكون هناك خطط استراتيجية لمياه النيل والاستفادة من كل قطرة فيها والبحث عن بدائل آمنة من المياه الجوفية والاستفادة من مياه الأمطار والسيول والفيضانات كما تفعل الدول المتقدمة في تحسين استخدام المياه وترشيدها.