سينما هوليود تتجه الآن نحو نهايتها اذا استمرت في استخدام الأبعاد الثلاثية في أفلامها.. هذا هو بداية موضوع للناقد السينمائي روجر أبرت بمجلة شيكاغو صن تايمز. والمنشور في مجلة نيوزويك في عددها الأخيرة تحت عنوان لماذا أكره3D ؟ من وجهة نظر أبرت ان النجاح الذي حققته هوليود باستخدام هذه التقنية كان يفوق الخيال, فقد وصلت ايرادات فيلم أفاتار في يوم واحد الي2,7 بليون دولار وتواصل النجاح بسلسلة الأفلام من النوعية نفسها وأهمها: أليس في بلاد العجائب كيف تروض التنين,. ويضيف أبرت أنها مجرد موجة هيسترية عمياء وأنه ليس وحده هو صاحب هذا الرأي انما هناك صناع سينما كثيرون يتفقون معه.. وقد فسر اسباب هذا الهجوم كالتالي: * التركيز علي زاوية واحدة فقط مثال شخص علي حصان يجري سريعا, هنا سيكون التركيز فقط عليه ويترك باقي المشهد لكي يستطيع أن يلاحق السرعة الفائقة, والزووم الذي ركز عليه المخرج يجعل المتفرج يصطنع الخيال مما يفقده المصداقية. * لايضيف جديدا للمتفرج: فأكثر الأفلام الجيدة علي مدي التاريخ السينمائي الطويل كانت أفلاما عادية2D مثل كازابلانكا وغيره.. * الاصابة بالصداع نتيجة تركيز العين: في اجتماع موسع تم في لاس فيجاس بالولايات المتحدة في يناير من هذا العام لمناقشة سلبيات3D اتفق الأطباء علي أن هناك ضررا كبيرا يقع علي المتفرج.. فالضرر يبدأ من الابصار لأن هذه التكنولوجيا تمنح صورة غير طبيعية فيترجمها الي الذهن بمجهود مضاعف مما يسبب الصداع. * يجعل الاضاءة اضعف وأسوأ بالفيلم: يري ليني ليبتون وهو من كبار الصناع للعروض الالكترونية, أن ارتداء النظارة تمتص الاضاءة في3D * المتفرج وحده هو الذي يتحمل التكلفة المرتفعة: من المفروض أن هناك استديوهات تسهم في دفع هذه الأجهزة الحديثة لأنها باهظة الثمن, فهي تشترط علي دور العرض ان تعرض الأفلام باستخدام3D فقط, مما يجعل صاحب دور العرض يتخلص من اجهزته القديمة ويقوم بشراء الحديثة منها لمواكبة هذه التقنية, وبالتالي يحمل هذا الفرق للمتفرج مقابل شراء نظارات تصلح للمشاهدة ولامفر منها عند دخول الفيلم. * تقدم نوعية واحدة من الأفلام: هذه الظاهرة تنحصر فقط في افلام الأطفال والشباب. فحتي فيلم أفاتار كان من الممكن رؤيته كفيلم عادي, ولكن الجري وراء الربح جعل مخرجه جيمس كاميرون يخرجه بهذا الشكل.. ولم يكتف بهذا وإنما يفكر جديا الآن في اخراج نسخة جديدة من فيلم تيتانيك باستخدام3D. * الشعور بالتهديد جعل هوليود تلجأ إلي3D: عندما اصبحت هوليود مثل باقي شركات السينما في العالم شعرت بتهديد عرشها فلجأت لهذه التقنية لتكون منفردة عن غيرها.. حيث أنها تتضمن تكنولوجيا عالية من مؤثرات صوتية- ألوان- شاشة عريضة وخلافه... والأهم ان المتفرج لايستطيع أن يري هذه الأفلام بمنزله كالأفلام العادية, فنري في السنوات الأخيرة ان الفجوة قلت كثيرا بين السينما وما نراه في منازلنا علي شاشة التليفزيون.. ولكننا نجد أن هناك جهات عديدة منافسة بدأت بتصنيع هذه الشاشات التليفزيونية لتكون في متناول المتفرج بالمنزل وستطرح قريبا في الأسواق. * أخيرا يختم روجر أبرت موضوعه بأنه ليس ضد3D كاضافة للسينما.. ولكن علي هوليود ان تترك لنا حرية اختيار نوعيات مختلفة من الأفلام, أن الاتجاه العام اصبح اخراج اغلب الأفلام بنفس الأسلوب, حتي شركة ديزني العالمية صرحت بأنه سيكون اسلوبها الوحيد في أفلامها.. ويضيف أبرت: أن هوليود بدأت بالفعل تفقد احساسها بالقصة وجودتها وهذا يرجع للشركات السينمائية العالمية.. فهناك افكار كثيرة ممكن ان تطرح لتحسين الصورة باستخدام تقنية( ماكسي- فيزون) التي تصور اللقطة في48 كادرا في الدقيقة بدلا من24.. في النهاية المهم مصلحة المتفرج.