دون سابق موعد التقيت الكابتن محمد السياجي عضو مجلس ادارة اتحاد الكرة السابق وأحد خبراء الكرة المصرية رئيس لجنة القطاعات والبراعم, خلال حفل جمعية الحكام التي تبني فكرتها الحكم الدولي عصام عبدالفتاح. والتي اعتبرها خطوة مهمة وفارقة في مسيرة التحكيم المصري نتمني لها التوفيق وان تؤدي دورها لرفع مستوي وحماية الحكام في ظل ماتحظي به من دعم ومساندة الجمع الكبير للحكام والذي كان متواجدا بصورة لافتة للنظر, وفي مقدمتهم الحكم الدولي السابق محمد حسام رئيس لجنة الحكام وشيوخ التحكيم المصري علي مر اجياله. وأثناء الحديث مع الكابتن السياجي تطرقنا إلي العديد من الموضوعات المهمة في مسيرة الكرة المصرية وفاجأني السياجي بما لديه من معلومات وأرقام تنبيء بالخطر المحدق بمستقبل الكرة في مصر في ظل حالة الفوضي والعشوائية الموجودة وغياب التخطيطي العلمي او القائم والمبني علي الدراسة المستقبلية! ولقد لفت نظري فيما قاله السياجي وجود31 لاعبا اجنبيا في الدوري بالقسم الممتاز بينما يوجد384 لاعبا محترفا في الدرجة الثانية بينهم80 لاعبا اجنبيا, اضافة الي وجود بعض الاجانب في القسم الثالث وهي أرقام خطيرة, في دولة نامية مثل مصر ومايتم استنزافه من عملة صعبة حيث يتقاضي هؤلاء اللاعبون رواتبهم بالعملة الاجنبية ناهيك عما يتقاضونه من مقدم عقد في بداية الموسم. ولكن اهم واخطر ماجاء في لقائي بالسياجي ما كشفه عن غياب الفكر الاحترافي في التعاقد مع اللاعبين الاجانب, دون وجود ضوابط من اتحاد الكرة الذي فتحها علي الغارب كما يقولون مما يهدد مستقبل الكرة في مصر, بعد أن وجدها بعض وكلاء اللاعبين خير وسيلة لترويج بضاعتهم, وتحول معها الدوري المصري الممتاز والقسم الاول إلي مايشبه الترانزيت لانتقال اللاعبين للاحتراف في أوروبا. وأهم ما قاله السياجي انه بصدد تقديم مذكرة لاتحاد الكرة لوضع ضوابط للتعاقدات مع اللاعبين الاجانب, حتي لايتم تدمير الناشئين والشباب من اللاعبين في الاندية وتذهب فرصتهم إلي لاعبين اجانب ربما لايفوقونهم موهبة أو مهارة! وأشار السياجي إلي خطورة مايحدث بالمقارنة مع مايحدث في أي دولة متقدمة كرويا تعتمد علي الاحتراف كما هو في الدوري الانجليزي حيث لايمكن التعاقد مع اي لاعب ما لم يكن لعب75% مع المنتخب الوطني لبلاده. بينما ما يحدث في مصر هو قمة الفوضي, حيث يستطيع اي وكيل لاعبين إحضار اي عدد لتسويقهم داخل الاندية المصرية دون ان يعلم الاتحاد عنهم شيئا, هل يلعب اساسيا مع فريقه المحلي ام تم احضاره من الشارع! وما استفزني بشدة عزم اتحاد الكرة علي السماح بزيادة التعاقد مع اللاعبين الاجانب من ثلاثة لاعبين إلي خمسة لاعبين علي ان يكون بينهم لاعبان تحت السن فيما يسمح بمشاركة ثلاثة لاعبين في المباراة وتبني هذه المطلب الاهلي وبعض الاندية بهدف الدخول في مجال الاستثمار في اللاعبين وبيعهم إلي الاندية الاوروبية؟! واتساءل هنا هل نضب اللاعبون في مصر حتي نستثمر في لاعبين اجانب لايمكن ان يفيدو او يستفيد منهم المنتخب الوطني! بل المدهش في الأمر ان يتم تجهيزهم واعدادهم وايجاد اندية ليلعبوا فيها ثم يعودون لمواجهة المنتخب الوطني في البطولات القارية والدولية! وكأننا نتفنن في تدمير مستقبل اللاعبين المصريين دون ان ندري خطورة ما يرتكبه اتحاد الكرة ولجنة شئون اللاعبين في حق اللاعب المصري الناشيء! الم يكن من الافضل ان تضع لجنة شئون اللاعبين الضوابط التي تحد من سلطات وقيود الاندية علي الناشئين والشباب واتاحة الفرصة لهم للاحتراف خارجيا اذا كنا نريد تسويق الكرة المصرية بدلا من القيود الصارمة والمغالاة في المبالغ المالية الامر الذي يحرم اللاعب المصري سواء كان كبيرا او ناشئا من الاحتراف الخارجي! ولفت السياجي نظري إلي نقطة مهمة, انه هو كان وراء عدم السماح بالتعاقد مع حراس المرمي الاجانب قبل5 سنوات بعد ان وجد تراجعا في الحراس بالاندية المصرية فلماذ لايتخذ مثل هذا القرار مع اللاعبين المهاجمين في ظل ما تعانيه الكرة المصرية من قلة وغياب اللاعب الهداف واصبح اعتماد كل الاندية علي المهاجمين من خارج مصر وبخاصة المهاجمين الافارقة بدليل تصدر الغاني اريك بيكوي لاعب بتروجت لقائمة الهدافين في الدوري المصري ولعلنا نتذكر ماحدث في مباراة الجزائر, وكيف اهدر المنتخب عشرة فرص فيما سجل المنتخب الجزائري من ثلاث فرص! يجب علي المجلس القومي للرياضة واتحاد الكرة اعادة النظر قرار التعاقد مع اللاعبين الاجانب, وعدم زيادتها في الوقت الحالي, مع وضع الضوابط للتعاقدات الجديدة كما يحدث في اي دوري أوروبي وقبل أن نجد أنفسنا نجلس خارج الاسوار ونصفق للاجانب ولجنة شئون اللاعبين التي لن ينالنا منها سوي تدمير مستقبل اللاعبين المصريين سواء كبارا أو ناشئين!