نحن في أشد الحاجة إلي أن نجعل الأخلاق عنوانا لحياتنا في كل أيام السنة, فنتذكر مع كل طلعة شمس محاسن الأخلاق التي بدت كأنها تحتضر بيننا, فالاخلاق لها دور كبير في تغيير الواقع الحالي الذي نعيشه إلي الأفضل, ومن ثم لابد أن نتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون, والبعد عن الشرور والآثام التي يرتكبها هذه الايام بعض المدرسين, وتنذر بشر مستطير, أقول ذلك بمناسبة القضايا التي سمعناها ونسمعها ونقرأها, بل ونرصد منها منذ أيام قليلة, من شاكلة: مدرس يهتك عرض9 فتيات بالابتدائي! و فصل مدرس ثانوي هتك عرض طالباته!, ونتساءل: هل هذه هي علامات نهاية الزمان؟ المعلم مربي الأجيال.. المعلم القدوة أهدر قيم وسمو رسالته المكلف بها, ولم يعد الحصن المنيع لتربية وتنشئة تلاميذه وتعليمهم قيم الفضيلة, اللهم إلا القليل. كيف نأمن علي بناتنا في محراب العلم, في البيت الأول في التعليم؟ أين القانون الرادع لمن لايستحي؟ أين الضمير؟ وأين الأخلاق؟ يبدو أن المدرسة أصبحت في حاجة إلي الاخلاق في التربية قبل التعليم, ويبدو أن وزارة التربية والتعليم مطالبة بتقويم أو تقييم أخلاقيات المدرسين قبل تكليفهم بالتدريس في مدارس البنات, اننا في حاجة إلي أن ندرس الأخلاق للمعلمين أولا قبل أن ندرسها كمادة في العام الدراسي المقبل للتلاميذ! ويجب أن نعلمهم أن الاخلاق تستمد من القيم الانسانية المنبثقة من الديانات السماوية.. وعلي كل معلم إدراك الآثار الأخلاقية لأفعاله وأقواله وتصرفاته, وفي الوقت نفسه ينبغي ألا نصم كل المدرسين بهذا السلوك الحيواني, فمعظم المدرسين عقلاء أجلاء, وعلي الجميع توقيرهم, ولابد أن يكون تحركنا في مواجهة الفاسدين والمفسدين سريعا وحاسما, حتي لا يتحقق فينا تحذير أمير الشعراء أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا [email protected]