الظروف الاقتصادية صعبة مبرر جاهز ومعقول ومقبول للتقشف الذي ترفع شعاره الحكومة والمنطقي أن تبدأ بنفسها وبالذات في منشاتها فلا تسرف في تكاليف تجميلها. وتعوض ذلك بصيانة ونظافة داخلها ومكاتبها والدعم غير المكلف لنواقصها من مكاتب وأثاثات وغيرها ولا بأس أن تمتد هذه الصيانة والنظافة لواجهات مبانيها, أما تجميلها بالرخام, فهذا إهدار لملايين الجنيهات وهو مالا يتسق وظروفنا الصعبة التي نعيشها وتئن الحكومة من أعبائها. والزائر لبورسعيد ويتفقد دروب مباني أجهزة معظم الأحياء يرصد إهمالا ونقصا فإذا قورنت مشاهداتنا في داخل المباني بما يجري في الخارج علي واجهاتها نجد ما يثير دهشتنا ففي دفاتر حساباتها مذكرات رفعها رؤساء الأحياء لكبارهم في ديوان عام المحافظة وبتعليمات ورضي مسبق منهم فيها مطالبات باعتماد427 ألف جنيه من حي المناخ وأكثر من400 ألف جنيه من حي العرب ومطالب مماثلة من أحياء الزهور والضواحي وكلها لتجديد الواجهات التي لا تشكو من تشوهات وإنما فقط قد تحتاج إلي طلاء ليس أكثر!! والمذهل تأكيدات المسئولين عن تلك الأحياء بأن الاعتمادات التي طلبوها غالبا ستتضاعف فالتجديدات الجارية تشمل تركيب رخام يكسر واجهات مبانيهم؟! منتهي البذخ والإسراف!! وحتي لايتهمون صفحة المحافظات بتصيد السلبيات نسجل إنصافا إيجابيات ملفته وغير مسبوقة مثلما تفعل أجهزة حي المناخ بإزالتها350 ألف مترمربع من جبال رتش المباني التي أهملها المقاولون بين المناطق السكنية الجديدة مع تواصل عمليات تطهير المناور بين العمارات من تلال الملوثات ومعالجة كثير من بلاطات وتعرجات الأرصفة والشوارع.. ولكن يظل الرخام استفرازيا لا يجد تفسيرا.