هبطت طائرة الرئيس حسني مبارك علي أرض العاصمة الإيطالية روما في أول جولة له خارج البلاد بعد أن من الله عليه بالشفاء من العارض الصحي الذي ألم به. الإيطاليون يقدرون جيدا اختيار الرئيس روما مقصدا لأولي رحلاته, فهي المحطة التي اختارها بداية لعودة نشاطه السياسي الدولي, حيث التقي سيلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي علي خلفية علاقات وثيقة, ربطت بين زعيمين يدركان جيدا حجم الأخطار والمشكلات التي تواجه المنطقة. والحقيقة أن الرئيس مبارك استطاع خلال السنوات الماضية أن يضع منطقة الشرق الأوسط ضمن أولويات سياسات القوي الأوروبية الرئيسية أكثر من أي وقت مضي. فالزيارات المستمرة والمحادثات التي لم تتوقف مع قادة الدول الأوروبية كشفت عن أهمية هذه المنطقة للأمن الأوروبي, في ضوء المتغيرات التي طرأت علي المجتمع الدولي, وثورة الاتصال التي قلصت المسافات الجغرافية الفاصلة بين أوروبا والمنطقة. فلم تكن القوي الأوروبية الرئيسية معنية بشئون الشرق الأوسط مثلما هي معنية بها الآن. فقد تولي مبارك الحكم في مصر وقضايا المنطقة مستقطبة بين القوتين العظميين في ذلك الوقت. أما الآن فإن أوروبا تري الأمر الآن بطريقة مختلفة تماما. وهذا الاهتمام الأوروبي بالمنطقة كان له تأثيره, ليس فقط في حل القضايا السياسية والصراعات الإقليمية أو مساعي حلها, وإنما أيضا أصبح له تأثيره في العلاقات الاقتصادية والثقافية التي تربط بين منطقة جنوب المتوسط وشماله. تبدو اليوم إيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا أكثر اهتماما بالمنطقة عما كان سائدا من قبل, خاصة في الفترة التي تلت انتهاء عصور الاستعمار. وهو إنجاز يحسب للرئيس مبارك الذي نجح في وضع المنطقة ضمن أولويات غير مسبوقة لأجندة العمل السياسي الأوروبي من خلال زيارات لم تتوقف للعواصم الأوروبية الكبري, وتوثيق العلاقات السياسية مع القادة والمؤسسات الحاكمة في هذه الدول. لقد أدرك مبارك منذ وقت مبكر أهمية تفعيل العلاقات المصرية والعربية مع القوي الأوروبية القابعة عند الشاطئ الآخر للمتوسط دون التضحية بالعلاقات القائمة مع الولاياتالمتحدة, باعتبارها القوة الكبري في عالم اليوم. فلقد أصبحت القضايا الإقليمية أكثر تعقيدا, وتحتاج أطرافا كثيرة تساعد في مواجهتها والتقليل من آثارها السلبية. ولم تعد القضية الفلسطينية وحدها المطروحة علي الساحة الإقليمية برغم أهميتها الكبري واحتلالها قمة قضايا المنطقة. ولكن بؤرا كثيرة للتوتر ظهرت, وجاءت معها بتهديدات كثيرة تستلزم في مساعي الحل الاستعانة بأطراف لها القدرة علي المساعدة وتقديم العون. علي هذه الخلفية جاءت زيارة الرئيس مبارك لإيطاليا, حيث تكمن موارد وقدرات كثيرة يمكن أن تقدم العون والمساعدة في مواجهة المشكلات والتحديات السياسية والاقتصادية لمصر وللمنطقة أيضا. وعلي الجانب الإيطالي هناك فهم ناضج لما يمكن أن تقدمه مصر لتأمين منطقة الجنوب من الأخطار التي تهدد الأمن الأوروبي, فضلا عن كونها دولة تمتلك قدرات اقتصادية قادرة علي النمو بما يخدم العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وبرغم أهمية ما تمخضت عنه زيارة الرئيس مبارك لإيطاليا من نتائج اقتصادية سوف تكشف الأيام المقبلة عن تأثيراتها الإيجابية, فإن الأزمة الناشئة في منطقة حوض النيل والدور المحتمل أن تقوم به إيطاليا جعل الكثيرين من المراقبين يهتمون بهذا الجانب من محادثات الرئيس مبارك مع القادة الإيطاليين, حيث ترتبط إيطاليا بعلاقات خاصة مع إثيوبيا التي هي في الوقت نفسه المصدر الرئيسي لمياه النيل التي تصل إلي مصر. وقد كشفت الزيارة عن تفهم الأوروبيين لدور مصر في إفريقيا, خاصة في منطقة حوض النيل, حيث طلب الإيطاليون التعاون مع مصر في جنوب السودان ومع إثيوبيا في إطار ثلاثي لتنمية احتياجات مصر المائية. .................................................................. وقال بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا في أحد الاجتماعات إنه أوضح للإثيوبيين أهمية أن يتعاونوا مع مصر في مبادرة حوض النيل, وظهر الالتزام الأوروبي بهذه المسألة الحيوية لمصر, حيث تنظر السياسة المصرية باهتمام إلي تنمية وتطوير وحشد الإمكانات العالمية والدول المانحة لمساعدة دول الحوض وتوفير احتياجاتها وتنمية اقتصاداتها وقد سعت مصر إلي اتفاقية مبادرة حوض النيل لهذا الغرض الحيوي. أما الخلافات التي ظهرت أخيرا بين دول الحوض خاصة بين دول المنبع والمصب, فليست لها مبررات موضوعية ولا تحقق مصالح الجميع ولا يعني أن مصر, وهي تضمن حقوقها سواء من الناحية القانونية أو العملية, ألا تفتح يديها وصدرها لمساعدة أشقائها الأفارقة وشركائها في حوض النيل. لقد أظهرت المباحثات المصرية- الإيطالية تقدير الجانب الأوروبي للموقف المصري شديد الموضوعية والرؤية الصائبة لمستقبل هذا الإقليم, وأهمية التعاون لتطويره وزيادة إمكاناته المائية والاقتصادية. كان موقف إيطاليا واضحا بأنها سوف تعمل مع مصر علي تحقيق هذا الهدف, وأنها أبلغت الإثيوبيين ضرورة التعاون مع التوجهات المصرية التي تحفظ مصالحها ومصالح مصر, وتساعد علي تنمية حوض النيل كله, وأن أهم شيء في مثل هذه الخلافات هو ضرورة احترام القانون الدولي والحقوق التاريخية والبناء عليها لإقامة علاقات مستقبلية صحيحة وقادرة علي تحقيق مصالح الجميع. ويشيرالموقف الإيطالي من أزمة مياه النيل إلي اتجاه دولي سائد, يهدف إلي تجنب التصعيد, والعودة إلي المفاوضات, وحل الخلافات بما لايضر بمصالح الأطراف جميعا, وهو اتجاه يدعم الموقف المصري, ويمهد الطريق نحو انفراج الأزمة. وبعيدا عن أزمة مياه النيل والدور المتوقع من إيطاليا فيما يتعلق بالموقف الإثيوبي, فإن زيارة الرئيس حسني مبارك للعاصمة الإيطالية حملت تطورات سياسية واقتصادية متميزة, ستكون لها تأثيراتها المستقبلية في جوانب إيجابية عديدة لمصر. فإيطاليا اليوم تختلف عما كانت عليه في الماضي, فهي إحدي قاطرات القارة الأوروبية, وأصبحت من الدول الرئيسية المحركة للنظام الأوروبي مع فرنسا وألمانيا وإسبانيا, وكلها دول مؤثرة ومحركة سياسيا في القضايا الملحة التي تهم مصر ومنطقة الشرق الاوسط وشريكة لنا اقتصاديا وتجاريا, ولا شك أن تقوية علاقاتنا واتفاقياتنا بها تساعدنا علي استمرار النمو الاقتصادي, وجذب الاستثمارات, وبناء علاقات تجارية تنعكس علي حياة المصريين اليومية في كل المجالات الحيوية. في روما شهدنا وزن مصر ومكانة مبارك عقب وفي أثناء يومي الزيارة, إيطاليا احتشدت سياسيا وإعلاميا للترحيب بالرئيس المصري, وترجم ذلك رئيس الوزراء بيرلسكوني في المؤتمر الصحفي مع الرئيس مبارك بعد يوم حافل وطويل وشاق شمل مباحثات اقتصادية وسياسية متتابعة وطويلة, أسفرت عن توقيع حزمة من الاتفاقيات لم تحدث من قبل في علاقة إيطاليا بدولة أخري,24 اتفاقية تدخل إيطاليا مع مصر في شراكة إستراتيجية في مجالات عديدة ومتغيرة لم نعهدها أو نعرفها في علاقات التعاون الدولية. فلقد عرفنا الاستثمارات المشتركة وزيادة أعداد السائحين الإيطاليين الذين وصلوا إلي مليوني سائح سنويا.. عرفنا التجارة حتي أصبحت إيطاليا شريكنا الأول في أوروبا, حيث تخطي حجم التبادل التجاري5 مليارات يورو في عام2008 وإذا كانت الإحصاءات تشير إلي انخفاضه بنسبة محدودة في عام2009 بسبب الأزمة العالمية فإنها تعود إلي معدلاتها الطبيعية في عام2010, خاصة مع تدشين( الممر الأخضر) الذي يربط بين الإسكندرية والبندقية وفينيسيا وميناءي دمياط وبورسعيد لتصدير الحاصلات الزراعية المصرية, ليس إلي ايطاليا فقط, وإنما أيضا إلي أوروبا في شمالها ووسطها وبسرعة فائقة تحفظ جودة السلع وانتقالها طازجة من مزارعنا إلي الأسواق مباشرة. وبهذا الأسلوب يكون قد تم تدشين البنية التحتية القادرة علي رفع معدل النمو التجاري إلي10 مليارات يورو في السنوات الثلاث المقبلة وبالرغم من أن الميزان التجاري مازال يميل لمصلحة الواردات من إيطاليا فإن مصر تعوضه بزياده مطردة في أعداد السائحين. أما الاستثمارات الايطالية فمكانتها نستطيع أن نلمسها عندما ندرك أن أكثر من600 شركة إيطالية تعمل في مصر, وفي مجالات متنوعة وما يعكسه ذلك من تكنولوجيا متطورة وفرص عمل باستثمارات قدرها8,5 مليار دولار. وسوف تشهد علاقات مصر وإيطاليا تعاونا في مجالين متميزين, حيث نعمل معا في مجال التعليم, فالجامعة الايطالية تشيد الآن علي مساحة100 فدان في مدينة العبور, ومن المخطط أن يتسارع العمل في إنشائها لتستقبل طلابها في عام2017, وتدخل إيطاليا مع مصر في مجال جديد تماما هو البريد.. والتعليم لا يقتصر علي الجامعة بل يمتد لإعادة تأهيل العمالة الفنية المتميزة التي تحتاجها السوق المصرية والأسواق الأوروبية والمتوسطية التي تستقبل عمالة من مصر لينتهي عصر الهجرة غير الشرعية وتصبح هجرة محببة وشرعية لعمالة مدربة تبحث عنها السوق الأوروبية, بل هي متعطشة لها, وكان تقصيرنا في تأهيلها نتيجة مشاكل عديدة.. أرواح عديدة ضاعت بحثا عن عمل شريف ووجود منظم في السوق الأوروبية, ولكن مصر الآن تتغير, وسوف تصبح قادرة في سنوات معدودة علي تأهيل عمالتها المدربة والماهرة لأسواق إيطاليا واليونان وألمانيا وفرنسا وغيرها.. مدارس( دون بوسكو) للتدريب المهني في مصر لا تعطي شهادات فقط, بل توفر العامل الفني المهني الذي تتهافت عليه الأسواق في كل أنحاء العالم وفي مصر والخليج وأوروبا, وطبقا لهذه الثقة المتزايدة بالعمالة.. المصرية خصصت إيطاليا لمصر8 آلاف تأشيرة منذ عام2007 سنويا, وهو يفوق ما أتاحته إيطاليا لأي دولة أخري في جنوب المتوسط, بالإضافة إلي العمالة الموسمية التي تتزايد سنويا. وإذا كنا قد رصدنا أهم المجالات الجديدة التي يدخلها التعاون المشترك بين مصر وإيطاليا, فإننا يجب ألا ننسي اتفاقية التعاون في إزالة الألغام لتأثيراتها علي زيادة الرقعة الزراعية القادرة علي الاستثمار والتنمية في مصر, والتي تصل مساحتها إلي22% من مساحة مصر ومازالت غير مؤهلة في الساحل الشمالي لأنها مزروعة بأكثر من17 مليون لغم منذ الحرب العالمية الثانية وضعتها الدول الأوروبية المتقاتلة في تلك الحرب.. وهذه المساحة غير المؤهلة الآن نسعي لتجهيزها لاستقبال ملايين المصريين وتوفير فرص عمل متزايدة لهم في الزراعة والري. نعود إلي الأهم بعد أن استعرضنا المهم. فالاقتصاد هو القوة المحركة لأي دولة وبه تكتسب الدول في عالم اليوم مكانتها وقدرتها واحترام العالم. وعلينا الاستفادة مما يتضمنه تحرك الرئيس مبارك السياسي وزيادة القدرة التنفيذية لمؤسسات الدولة المختلفة علي العمل والاستفادة القصوي من الاتفاقيات مع شركائنا التي تزيد مكانتنا وقدرتنا في عالم اليوم وتصبح المهمة التنفيذية موكولة لهيئات عديدة عليها ان تقتنص الفرص المتاحة وتزيد قدرتها علي اكتساب أساليب جديدة في العمل والانتاج والتطور وكسب الأسواق وتنمية المهارات وأساليب العمل بالقدرة التي تتطلبها المتغيرات في عالم الاقتصاد والسياسة. .................................................................. أما عن زيارة أثينا فقد كان للساعات القليلة التي قضاها الرئيس في اليونان فعل السحر علي اليونانيين.. رئيس الحكومة, جورج باباندريو الذي لم يكن موجودا في اليونان, حيث كان في زيارة للبنان وكان مقررا أن يتجه إلي لشبونة, ألغي زيارته وعاد إلي أثينا ليلتقي مع الرئيس مبارك, كما التقي الرئيس برئيس الجمهورية كارلوس بابوليس وقد اعتبر اليونانيون زيارة الرئيس رسالة مهمة بين مصر ودول الشرق الأوسط التي ستكون معهم في أزمتهم الاقتصادية والمالية العميقة, باعتبار أن اليونان من أكثر الدول تضررا بالأزمة لأنها تحتاج لتعاون عالمي لاجتياز أزمتها. زيارة مبارك اليوم جاءت تأكيدا علي عمق الروابط التاريخية التي تربط الحضارتين المصرية واليونانية والتي انتقلت معهما إلي العصر الحديث. نعمل معا ونتعاون من أجل بناء إقليم قوي من المتوسط بين شماله وجنوبه. وأعادت الزيارة تأكيد روح الاتفاقيات والتعاون للعمل المشترك التي وقعتها مصر واليونان منذ عامين حيث إننا أقوياء بالتعاون معا في مواجهة الأزمة, فالعلاقات القوية لا تبني فقط أوقات الرخاء والاستقرار, ولكنها تتدعم خاصة في الأزمات وتقوي وتتدعم وتزيد مناعة البلدين في المواجهة وتحدي المتغيرات. زيارة مبارك لليونان أعطت للدبلوماسية الرئاسية والعالمية بعدا جديدا يتسم بأن القيم العليا والمباديء قد تعلو كثيرا علي المصالح, وأنها أداة لبناء علاقات ومصالح من نوع جديد وتعاون قوي ومستمر, فالرؤية السياسية بعيدة المدي تتخطي ببعد نظرها الأزمات وتعلو عليها تلك الدبلوماسية فتعكس قمة النضج والحكمة التي يتمتع بها رئيسنا مبارك في عالم اليوم, فقد راعت التوازنات والتشابكات بين علاقات مصر القوية لكل من اليونان وتركيا ودورنا في حل الأزمة القبرصية. تلك الدبلوماسية والسياسة القائمة علي أسس راسخة وعمل مستمر ودائم من أجل نسج علاقات قوية مع كل الأطراف والدول صاحبة المصالح مع مصر ودول الجوار, سواء كان جوارا في البر أو في البحر جعلت بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا يصفه في المؤتمر الصحفي قائلا: إننا أمام أهم الشخصيات التاريخية المعاصرة, وأراد الصحفيون الإيطاليون أن يعرفوا أكثر فقال لهم: إنني سعيد أن أراه في بلادي في أول نشاط دولي, كما أنني أراه ديناميكيا ونشيطا ويتميز بروح الدعابة التي يتصف بها, ولقد قال لي مبارك في الاجتماعات إنهم كانوا يقولون إن كل الطرق دائما تؤدي إلي روما, وأنا أقول له إن كل طرق الشرق الأوسط تبدأ وتنتهي عند مبارك ومصر, فإسهاماته في قضايا الشرق الأوسط والمتوسط والعالم العربي لا غني عنها, وتحظي بتقدير عالمي في أوروبا وأمريكا. .................................................................. لقد كان بيرلسكوني, وحتي الصحفيون الإيطاليون, يريدون أن يعرفوا أكثر عن الأوضاع الداخلية في مصر, وقضية فلسطين, ودور مصر ورئيسها في المرحلة المقبلة وكان الرئيس كعادته دائما صادقا وأمينا في اجاباته, لا يخطئه دائما حسه التاريخي ودوره الوطني لمصر وللمنطقة. وحملت إجاباته الصدق والرؤية الدقيقة بالنسبة لفلسطين ومستقبل القضية, وحذر من أن استمرار عدم الحل لأطول قضية معاصرة منذ60 عاما سوف يحسب في انتشار الإرهاب والتطرف في عالمنا.. إنها رؤية صادقة ودقيقة ليست للحاضر فقط ولكن للمستقبل أيضا. وأجاب الرئيس ردا علي تساؤلات بيرلسكوني وصحفي إيطالي عمن سيكون خليفته في مصر ومن يفضل قائلا: مصر دولة مؤسسات.. وصناديق الاقتراع ستكون الحكم والفيصل. وعندما استفسر صحفي إيطالي آخر من الرئيس: من يفضل لخلافته, جاءت إجابته أن الله يعلم ومن يعلمه الله يفضله الرئيس.. رئيس وقائد يحترم شعبه ومؤسساته ويعرف الأقدار ويحترم حكمتها. زيارة الرئيس عبر البحار إلي عاصمتين متوسطتين لم تتجاوز48 ساعة, ولكنها حملت مؤشرات ورؤي للمستقبل والسياسة المصرية والاقتصادية نحو عالمها ومنطقتها, كاشفة في الكثير من النقاط عن القدرة المصرية التي تعمل في كل الأوقات, وبرغم كل الظروف لتحقيق مصالح مصر وضمان مستقبلها وقدرتها علي مجابهة الأخطار والأزمات وتحديها وتجاوزها, وصولا لبناء عالم جديد ومكانة متميزة وقوية لمصر. [email protected]