غلق باب التصويت في لجان الاقتراع بسفارات وقنصليات مصر بنيوزيلندا وأستراليا وكوريا والابان.. وبدء الفرز    المشاط: التمويلات التنموية الميسرة للقطاع الخاص ترتفع إلى 17 مليار دولار منذ 2020    رانيا المشاط ل «خارجية الشيوخ»: اقتصاد مصر دخل مرحلة تحول حقيقى منذ مارس 2024    هل يمنح اتفاق تبادل الأسرى هدوءاً نسبياً لليمن؟.. ترحيب عربى ودولى.. تبادل 3000 أسير ومختطف برعاية الأمم المتحدة.. توقعات بأن يشمل الإفراج عن قيادات بارزة بحزب الإصلاح.. مجلس الأمن: ندعم السلام فى اليمن    كأس أمم أفريقيا، تألق نجوم الدوري الإنجليزي في الجولة الأولى    انتشال آخر جثة لسيدة من أسفل أنقاض عقار إمبابة المنهار    تفاصيل انفصال الإعلامية لميس الحديدى وعمرو أديب    محافظ كفر الشيخ: خطة متكاملة لتوفير السلع وضبط الأسواق ب15 مجمعًا استهلاكيًا    الذهب يختتم 2025 بمكاسب تاريخية تفوق 70% واستقرار عالمي خلال عطلات نهاية العام    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    قطع المياه عن المنطقة المحصورة بين شارعي الهرم وفيصل غدا    رئيس جامعة طنطا يجري جولة تفقدية موسعة لمتابعة سير أعمال الامتحانات    العربية لحقوق الإنسان: اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على المسيحيين نتيجة للتغافل الدولي ضد الفصل العنصري    «القاهرة الإخبارية»: 5900 طن من المساعدات الغذائية والطبية والبترولية تدخل قطاع غزة    جيش الاحتلال يعلن اغتيال أحد أبرز عناصر وحدة العمليات بفيلق القدس الإيراني    فيديو.. سرب مكون من 8 مقاتلات حربية إسرائيلية يحلق فوق جنوب وشرق لبنان    أشرف حكيمي يدعو كيليان مبابي وديمبيلي لحضور مباراة المغرب ضد مالي    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    برلماني: الوطنية للانتخابات وضعت خارطة طريق "العبور الآمن" للدولة المصرية    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    محافظ الفيوم يعتمد جدول امتحانات النقل لمدارس التعليم الفني    رفع آثار انقلاب سيارة ربع نقل محملة بالموز وإعادة الحركة بالطريق الزراعي في طوخ    محافظ الغربية يتفقد المرحلة الثانية لتطوير كورنيش كفر الزيات بنسبة تنفيذ 60%    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    بعد 25 سنة زواج.. حقيقة طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسمياً    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    محافظ الدقهلية: تقديم أكثر من 13 مليون خدمة صحية خلال 4 أشهر    ما هو ارتجاع المريء عند الأطفال، وطرق التعامل معه؟    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    مدينة الأبحاث العلمية تفتتح المعرض التمهيدي لطلاب STEM المؤهل للمعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF–2026    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    إيرادات الأفلام.. طلقني يزيح الست من صدارة شباك التذاكر وخريطة رأس السنة يحتل المركز الخامس    وزارة الثقافة تنظم "مهرجان الكريسماس بالعربي" على مسارح دار الأوبرا    ضبط 19 شركة سياحية بدون ترخيص بتهمة النصب على المواطنين    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    تأجيل محاكمة رئيس اتحاد السباحة وآخرين بتهمة الإهمال والتسبب في وفاة السباح الطفل يوسف    معارك انتخابية ساخنة فى 7 دوائر بسوهاج    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    المتحدث العسكري: قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أبريل 2026    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    وزير الثقافة: المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في الأنشطة الداعمة للمواهب والتراث    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جوله ناجحه للرئيس مبارك لانقاذ السلام
تطابق تام في وجهات النظر بين مبارك وكل من ميركل وبيرلسكوني بشأن ضرورة تجميد الاستيطان
نشر في أخبار اليوم يوم 24 - 09 - 2010

مثلما كانت مصر مبارك حاضرة وبقوة مع بدء مباحثات السلام المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل في جولتها الأولي بواشنطن والثانية بشرم الشيخ، ها هو الرئيس مبارك يستشعر بكل ما لديه من حكمة وبعد نظر الصعاب التي تواجه العملية السلمية ممثلة في قرب انتهاء المهلة الإسرائيلية لتجميد الاستيطان.. ومن هنا كانت زيارة الرئيس الخاطفة لكل من ألمانيا وإيطاليا في محاولة لحشد الدعم الأوروبي لإنقاذ جهود السلام وإنجاح المفاوضات المباشرة
جاءت زيارة الرئيس حسني مبارك المكوكية الناجحة لكل من ألمانيا وإيطاليا ومشاوراته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني لتعكس الجهود الكبيرة التي يبذلها الرئيس علي جميع الأصعدة لإنجاح المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتأمين إستمرارها مع اقتراب موعد انتهاء مهلة تجميد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.. فالاستيطان هو إحدي القضايا الست الشائكة للحل النهائي .. وقد تركزت الرؤية المصرية حول تمديد تجميد الاستيطان حتي نهاية العام .. لتمثل حلا وسطا يجري بعدها تقدير الموقف إذا ما شهدت هذه الشهور الثلاثة بوادر أمل وإحراز تقدم.
وأكد أحمد ابو الغيط وزير الخارجية ان زيارة الرئيس مبارك الي كل من المانيا وايطاليا ومشاوراته مع كل من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني إستهدفت اساسا دفع عملية السلام وتأمين مسار تفاوضي ايجابي وبإيقاع عال لعملية السلام وعدم اضاعة الفرصة بإهدار الوقت واستغلال كل قدرات الإتحاد الأوروبي للدخول في نقاش مكثف بين الإتحاد من ناحية والولايات المتحدة الامريكية من ناحية اخري وطرفي الرباعية الدولية المتبقي وهما روسيا والأمم المتحدة للدخول جميعاً في عملية نشطة لإقناع اسرائيل بالتفاوض بمصداقية وعدم وضع العقبات
تأثير إيجابي
وقال ابو الغيط في تصريحات للصحفيين المصريين في العاصمة الإيطالية روما أن مشاورات الرئيس مبارك سيكون لها بلا شك تأثير إيجابي في تأمين استمرار المفاوضات المباشرة
وردا علي سؤال حول موقف مصر من إستئناف إسرائيل للنشاط الإستيطاني بعد إنتهاء المهلة ؟
قال أبو الغيط أن مصر لاتعترف بالإستيطان أو بأي شرعية له ولذلك لانتحدث ولانقبل بإستمرار الإستيطان .. وأكد ان مصر ستدعم اي قرار تتخذه السلطة الوطنية الفلسطينية اذا ما اثبتت الايام القادمة ان الجانب الاسرائيلي لاينوي التفاوض بالمصداقية اللازمة او انه يتفاوض بثقل الغزو اي بالإستمرار في السيطرة ..
وقف الإستيطان
وردا علي سؤال حول وجود آلية عربية لوقف الإستيطان الاسرائيلي؟
قال ابو الغيط ان لجنة المتابعة العربية التي تدرس وتتشاور وايضا تساعد الفلسطينيين علي الظهور الدولي مثلما يحدث الان في الامم المتحدة . مشيرا الي انه قد انضم امس الي لجنة المتابعة في اجتماعاتهم التي عقدت بمقر جامعة الدول العربية للإستماع الي تقرير الرئيس ابومازن اليوم لتوجيه المسار نحو المصالح الفلسطينية التي لاقبول للتنازل عنها ..
وردا علي سؤال حول التوقعات المصرية للموقف الاسرائيلي ؟
قال ابو الغيط انه لايمكن التنبؤ الآن بأي شئ ولكن اقول انه اذا ماصدقت اسرائيل في نواياها في الاستمرار في المفاوضات فعليها الا تضع ايا من العراقيل التي تعقد هذه المفاوضات .. وقال ان مصر تطالب اسرائيل بالمصداقية وان تسعي الي تسوية تقيم الدولتين الي جوار بعضهما البعض .
واكد ابو الغيط ان اسرائيل اذا ما ارادت سلاما فعليها دفع ثمن السلام وهو انهاء الاحتلال.
امتحان حقيقي
ومن جانبه صرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس مبارك أكد خلال مشاوراته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن المفاوضات التي انطلقت في واشنطن الشهر الجاري تتعرض لامتحان حقيقي يوم 26 الجاري لدي انتهاء المهلة الإسرائيلية لتجميد الاستيطان، وذكر الرئيس للمستشارة الألمانية أنه حذر نتانياهو من عواقب عدم تمديد هذه المهلة وذكر لها أن أبو مازن جاد في تأكيد عزمه عدم مواصلة التفاوض إذا ما تم استئناف بناء المستوطنات، وقال الرئيس أن مصر تتفهم هذا الموقف الفلسطيني تماما وسوف تدعمه.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس مبارك أطلع ميركل علي خريطة للمستوطنات الاسرائيلية المنتشرة علي امتداد الضفة الغربية وفي محيط مدينة القدس، وذكر الرئيس أن الاستيطان والسلام والمفاوضات لا يمكن أن تسير في مسارات متلاقية، وأنه لا مفاوضات مع استمرار الاستيطان، وذكر الرئيس أيضا شارحا علي الخريطة لميركل أن هذه المستوطنات تلتهم الاراضي الفلسطينية بما لا يترك للفلسطينيين أرضا لاقامة دولتهم المستقلة وهو ما يضرب عملية السلام في مقتل.
وقال السفير عواد في تصريحات للصحفيين المصريين أن الرئيس مبارك ذكر أن أحدا لا يستطيع وحده أن يصنع السلام مهما بلغت قوته وتأثيره ونفوذه وأن الراعي الأمريكي لعملية السلام بحاجة إلي جهد فاعل من دول الاتحاد الأوروبي بصفه عامة ومن دولة الكبار بصفة خاصة ومن محبي السلام علي اتساع العالم، ومن باقي أطراف الرباعية الدولية بما يشمل الاتحاد الروسي والأمم المتحدة.
زيارة إيطاليا
وقال السفير سليمان عواد ان زيارة الرئيس حسني مبارك لإيطاليا تأتي في اطار حرصه علي استمرار التشاور السياسي مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني، حيث يري الرئيس مبارك اهمية ان يضع بيرلسكوني في صورة الوضع الدقيق الراهن الذي تمر به عملية السلام، لا سيما في ضوء ما يعلمه الرئيس مبارك عن العلاقات الوثيقة بين بيرلسكوني وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو. وقال ان بيرلسكوني له مواقفه المعروفة الداعية لدعم مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، وله مبادراته المعروفة ب »خطة مارشال الجديدة« التي اقترحها لدعم الدولة الفلسطينية.
واضاف عواد ان الرئيس مبارك اكد مجددا خلال محادثاته مع بيرلسكوني في روما، علي احتياج السلطة الوطنية الفلسطينية الي الدعم السياسي وليس فقط الدعم الاقتصادي فحسب، وهو ما كان الرئيس مبارك قد لخصه خلال اجتماعه السابق مع بيرلسكوني عندما قال له: »يجب ان نضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة اولا قبل ان نتحدث عن مشروع مارشال الجديد«. واوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ان اقتراب موعد انتهاء مهلة تجميد الاستيطان الاسرائيلي في السادس والعشرين من سبتمبر الجاري، كان في قلب مشاورات الرئيس مبارك مع بيرلسكوني.
واكد عواد ان زيارة الرئيس مبارك السريعة لكل من المانيا وايطاليا، تندرج في اطار سعي الرئيس للحفاظ علي استمرار مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي مع ضوء اقتراب موعد انتهاء مهلة تجميد الاستيطان الاسرائيلي.. وهو نفس الهدف الذي سعي اليه الرئيس مبارك لدي توقفه في باريس ومباحثاته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وهو في طريقه الي واشنطن للمشاركة في اطلاق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة.
العلاقات الثنائية
ومن جانبه صرح السفير اشرف راشد سفير مصر في ايطاليا ان زيارة الرئيس حسني مبارك للعاصمة الايطالية روما ومحادثات القمة التي اجراها مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني، تعد بمثابة دفعة اضافية للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر وايطاليا جنبا الي جنب مع الابعاد السياسية المهمة للقمة، وهو ما يعد نموذجا للتعاون بين الدول.
واضاف ان هناك مؤشرات مبشرة بعودة مستويات التبادل التجاري بين البلدين الي سابق عهدها بعد تجاوز اثار الازمة الاقتصادية العالمية التي تسببت في انخفاض حجم التبادل بين البلدين بنسبة 10٪ في عام 2009، واوضح ان حجم التبادل التجاري قد زاد بالفعل بنسبة 20٪ خلال النصف الاول من عام 2010 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. واعرب اشرف راشد عن امله في ان تؤدي هذه المؤشرات الايجابية الي عودة التبادل التجاري الي مستواه الذي كان قد بلغه في عام 2008 وهو 2.5 مليار يورو، وان تستمر الصادرات المصرية في التزايد الي الاسواق الايطالية، بما يحافظ علي اتزان الميزان التجاري وهو ما يميز مجمل حركة التجارة بين مصر وايطاليا في السنوات الاخيرة. . كما اشار الي تسجيل زيادة في واردات ايطاليا من الحاصلات الزراعية المصرية، خاصة بعد القمة المصرية - الايطالية التي عقدت بروما في مايو الماضي وما ادت اليه من تدشين الخط الملاحي المباشر بين الاسكندرية وفينيسيا، والذي يسهم بدوره في تسهيل وصول الصادرات المصرية للموانئ الايطالية بشكل سريع وبتكلفة اقل.
الاستثمارات الإيطالية
وقال السفير المصري في ايطاليا، ان الاستثمارات الايطالية في مصر في تزايد مستمر، حيث تصل الي ما يعادل 14 مليار جنيه من خلال اكثر من 300 شركة ايطالية، وهو رقم يتوقع زيادته في ضوء مساعي مصر لتشجيع الاستثمارات الايطالية لا سيما في الصناعات الصغيرة والمتوسطة، التي تتجه الان بشكل متزايد الي الاسواق الخارجية. واضاف قائلا:" اننا في مصر نشجع علي اجتذاب المزيد من هذه الاستثمارات خاصة في مجالي المنسوجات والازياء، وهو ما بدأ يتم بالفعل علي ارض الواقع من خلال اجتذاب المنطقة الحرة ببرج العرب لعدد من المشروعات الايطالية المخصصة لاعادة التصدير.. وهو ما يتيح المزيد من فرص العمل للشباب واكتساب الخبرات والمهارات العملية والفنية". واوضح راشد ان تزايد مثل هذه المشروعات والاستثمارات الايطالية في مصر قد دفع الجانب الايطالي الي البدء في اقامة مراكز تدريب متخصصة للعمالة المصرية، من اجل تأهيلها للعمل سواء في المشروعات الاستثمارية الايطالية بمصر او في ايطاليا نفسها.
وقال السفير اشرف راشد، ان اقامة مثل هذه المشروعات ومراكز التدريب المتخصصة والتي تهتم بتعليم اللغة الايطالية ايضا لشباب المتدربين يتم الان بمشاركة من القطاع الخاص من خلال مجلس الاعمال المصري الايطالي، والذي يضع تدريب الكوادر المصرية ضمن قائمة اولوياته. واشار اشرف راشد في هذا الخصوص الي اهمية مثل هذه المراكز التدريبية مثل مدارس »الدونبوسكو« التي افتتح الافرع الحديثة منها في القاهرة والاسكندرية. واوضح انه بالاضافة الي الفوائد الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن هذه المشروعات، فإنها تساعد في الوقت نفسه علي الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تعرض شباب المصريين للخطر والهلاك.
وحول مشروع إقامة »الجامعة المصرية الإيطالية«.. قال السفير اشرف راشد، انه تم الاتفاق علي اقامة هذه الجامعة خلال القمة الاولي للشراكة الاستراتيجية المصرية - الايطالية، وتم تشكيل فريق عمل مشترك من المسئولين والجامعات لوضع الهيكل الخاص بإنشاء هذه الجامعة وخطوات تنفيذها علي ارض الواقع. وقال ان الجانب المصري اوفي بقدر كبير من التزاماته بما في ذلك تخصيص الارض التي سيقام عليها المشروع في القاهرة الجديدة والتي نأمل افتتاحها خلال عامين. واكد ان الهدف من هذه الجامعة هو التركيز علي العلوم المتخصصة في التكنولوجيا ذات المستويات العالية والمهارات العملية والفنية .. وسوف تكون الشهادة التي تمنحها هذه الجامعة معترفا بها في مصر وايطاليا ودول الاتحاد الاوروبي.
مبادلة الديون
وفيما يتعلق ببرنامج مبادلة الديون المصرية، اوضح اشرف راشد ان البرنامج يقضي بتحويل هذه الديون المستحقة لايطاليا الي مساهمات في مشروعات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر .. واشار الي ان الشريحة الاولي من هذا البرنامج تم تنفيذها بالفعل، ويجري حاليا تنفيذ الشريحة الثانية التي تنتهي في عام 2012، فيما بدأ التفاوض علي تفصيلات الشريحة الثالثة.
وحول ما يعرف بالممر الاخضر والخاص بتصدير الحاصلات والمنتجات الزراعية المصرية لاوروبا عبر ايطاليا.. قال اشرف راشد ان هذا المشروع اكتسب زخما ملموسا مع تدشين الخط الملاحي بين الاسكندرية وفينيسيا، وهو ما سيؤدي الي زيادة ملحوظة في الصادرات المصرية الزراعية. واشار الي برنامج تعده ايطاليا مع المسئولين المصريين بشأن رفع كفاءة انتاج وتعبئة المنتجات الزراعية، لضمان توافقها مع المعايير الاوروبية، وهو ما بدأ بالفعل في احدي المزارع في منطقة النوبارية.
افتتح الرئيس حسني مبارك الاكاديمية المصرية للفنون خلال زيارته الخاطفة لروما يرافقه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني في سابقة تعكس تقديرا كبيرا للرئيس مبارك ولمصر من جانب الحكومة الايطالية، حيث لم يسبق لرئيس حكومة ايطالية ان شارك في افتتاح اي من الاكاديميات الفنية الاجنبية المتواجدة علي ارض ايطالية ويبلغ عددها 17 اكاديمية فنية..
وقد صرح وزير الثقافة فاروق حسني بان حرص الرئيس مبارك علي حضور افتتاح الاكاديمية المصرية للفنون يعكس مدي تقدير واهتمام الرئيس برعاية الثقافة والفنون المصرية داخل وخارج البلاد. وقال ان مشاركة الرئيس مبارك و بيرلسكوني ولفيف من رجال الثقافة والفنون الايطاليين وعلي رأسهم وزير الثقافة الايطالي، انما يجتذب اهتماما اعلاميا كبيرا يسهم في تعزيز تدفق حركة السياحة الي مصر والتعريف بالفنون المصرية بمختلف انواعها.
واشار الي ان الرئيس مبارك هو الذي دفع بمشروع تطوير هذا الصرح المصري الكبير في العاصمة الايطالية روما لكي يكون خير تجسيد لثقافة مصر وعراقة تاريخها، واوضح وزير الثقافة ان الرئيس مبارك سيتفقد صباح اليوم مع ضيفه رئيس الوزراء الايطالي القاعات المختلفة التي تضمها الاكاديمية، فضلا عن المتحف المصري الذي ينشأ لاول مرة ، ويضم تماثيل للملك خفرع ولاخناتون ومجموعة من الاثار الفرعونية والايقونات القبطية . كما يضم المتحف نسخة فريدة من القرآن الكريم بخط يعود الي العصر المملوكي.
9 ملايين يورو
وقال حسني في لقاء خاص مع الصحفيين المصريين امس ، ان الرئيس مبارك هو اول من وجه بتوفير الدعم المادي اللازم لانجاز عملية تطوير الاكاديمية والتي تكلفت نحو 9 ملايين يورو واستغرقت العامين. واضاف ان هذا الاهتمام من جانب الرئيس مبارك لهو دلالة مهمة للغاية، في اطار اهتمامه بالحفاظ علي ثروة مصر الحضارية والثقافية والفنية والتي كان من احدث تجسيداتها افتتاح الرئيس المتحف الاسلامي بباب الخلق بعد الانتهاء من عمليات تطويره الشاملة.
وحول القيمة الفنية والثقافية للاكاديمية المصرية للفنون بروما والدور المهم الذي تقوم به ، اوضح فاروق حسني ، ان دور الاكاديمية ينقسم الي جانبين اساسيين، الاول اكاديمي ، يتمثل في اتاحة الفرصة لشباب الفنانين في المجالات المختلفة ممن يجتازون الاختبارات اللازمة لاستكمال مهاراتهم الفنية ومعرفتهم الاكاديمية في هذا الصرح الثقافي الكبير، وهو ما تقدمه الاكاديمية لهم بشكل مجاني ، وهو ما يسهم في اثراء الحركة الفنية في مصر واندماجها مع الحركة الفنية العالمية.
اما الجانب الثاني الذي تقوم به الاكاديمية، فهو دورها الثقافي والفني ، حيث يحتوي المبني الرئيسي للاكاديمية علي متحف الحضارة المصرية الذي انشئ لاول مرة ويفتتحه الرئيس مبارك كأول متحف من نوعه خارج مصر. ويحتوي هذا المتحف علي اعمال رموز الحضارة المصرية بعصورها المختلفة.
وقال وزير الثقافة انه وقد عمل لسنوات عدديدة في الاكاديمية المصرية بروما ، فهو يدرك تماما اهمية وجود هذا الصرح والبيت المصري الذي يعطي صورة حقيقية عن مصر ومدي ثرائها الثقافي والفني والحضاري. واضاف ان وزارة الثقافة مستمرة في خططها لاقامة وتطوير المتاحف المختلفة في ربوع مصر، مشيرا الي ان احدث هذه المشاريع يتمثل في اتمام عملية ترميم الكنيسة المعلقة بمصر القديمة وقرب اتمام عمليات تطوير متحفي السويس والمنيا ، فضلا عن المتحف الكبير بالفسطاط والذي يتنظر الانتهاء منه العام القادم.. والمشروع العملاق المتمثل في المتحف الكبير بمنطقة الاهرامات الذي تم افتتاح مرحلتيه الاولي والثانية، حيث ستبدأ مرحلته الثالثة في مطلع العام المقبل وتستغرق عامين.
نقلة معمارية
ومن جانبه صرح الدكتور أشرف رضا رئيس الأكاديمية بأن مبني الأكاديمية في ثوبه الجديد يعتبر نقلة معمارية كبيرة، تتلاءم مع المستحدثات الفنية العالمية، بدءاً من الواجهات الخارجية المصممة من الستائر الزجاجية العاكسة وبلاطات الرخام المنقوشة بالزخارف الغائرة بالحروف الهيروغليفية، حتي القاعات الداخلية المصممة بتصميمات عصرية ذات الطابع المصري، حيث أزيلت جميع الحوائط الداخلية القديمة وتم العمل بالمبني بداية من الحوائط الخرسانية ليصل الي هذا الشكل المعماري المبهر والقيم لهذا الصرح الثقافي المصري بروما.
وأشار مدير الأكاديمية إلي "المتحف المصري" الذي يقام لأول مرة خارج مصر بشكل دائم داخل الأكاديمية والذي يفتتح أيضا مع الافتتاح الرسمي للأكاديمية، ويضم أكثر من 120 قطعة أثرية من مختلف الحضارات المصرية، من الآثار الفرعونية والقبطية واليونانية الرومانية والإسلامية، حيث تم اختيار مجموعة متميزة منها كقطع من مجموعة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون ومومياوات وتمثال للملك خفرع ورأس الأسكندر الأكبر وآخر لإخناتون وبعض لوحات »وجوه الفيوم« وعدد كبير من الحلي والعملات والبرديات والأواني والخزف.
قاعات جديدة
وأضاف أشرف رضا أنه قد تم استحداث العديد من القاعات الجديدة بالأكاديمية المصرية بروما منها قاعة "الفن الحديث" التي تضم أعمال فناني الرعيل الأول والثاني للفنانين المصريين، وقاعة "الإيجيبتومينيا" المقصود به الولع بالمصريات، والتي تضم مقتنيات الملك فاروق الأول من الأثاث الفرعوني من مقتنيات ركن حلوان، وقاعات للمعارض التشكيلية والمؤتمرات، وقاعة للسينما والمسرح تم تجهيزها بأحدث التقنيات الصوتية والضوئية، لإستقبال العروض الفنية ومهرجانات السينما.
يذكر أن افتتاح الأكاديمية المصرية للفنون بروما يتزامن مع الاحتفالات بمرور ثمانين عاما علي إنشائها، حيث يتم الآن اعداد خطة الاحتفالية التي تشمل العديد من الندوات الثقافية والفنية عن تاريخ الفن المصري، وإصدار مجموعة من الكتب التاريخية تحكي أعمال الفنانين المصريين في مختلف الأساليب الفنية، وكذا معارض الفن التشكيلي لكبار الفنانين وعلي رأسهم الفنان الراحل راغب عياد صاحب فكرة إنشاء الأكاديمية المصرية بروما.
ومن المعروف أن الأكاديمية المصرية للفنون انشئت عام 1929 وهي الأكاديمية العربية والأفريقية الوحيدة بالعاصمة الايطالية روما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.