بعد شهرين من أحداث العنف الدامية التي اندلعت في تايلاند, أعلن قادة القمصان الحمر استسلامهم, معلنين انهاء تفرق حركة احتجاجهم المناهضة للحكومة التي بدأت في مارس الماضي. بعد الهجوم الذي شنه الجيش علي موقع اعتصامهم في وسط العاصمة بانكوك صباح أمس. وجاء إعلان الاستسلام عقب ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات التي اندلعت أمس بين قوات الجيش وبين المحتجين المعارضين للحكومة التايلاندية إلي6 قتلي بينهم صحفي إيطالي و50 جريحا. وأكد زعيم المتظاهرين في كلمة ألقاها أمام حشد من أنصاره في معسكرهم ببانكوك أنا اعتذر لكم جميعا, إلا انني لا ارغب في وقوع مزيد من الخسائر, لذا فاننا سنستسلم. ومن جهته, فرض رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا حظر التجوال في بانكوك.وقال ابهيسيت إن المقصود من الاجراء هو السماح للسلطات الأمنية بأداء واجبها. وقد اجتاحت أعمال شغب وحرائق العاصمة التايلاندية بانكوك, وأضرم محتجون النار في خمسة مبان من بينها البورصة التايلاندية ومركز سنترال وورلد التجاري وهو ثاني أكبر مركز تجاري في جنوب شرق آسيا وهاجموا محطة القناة الثالثة التلفزيونية المحلية مما أسفر عن احتجاز نحو100 شخص بين النيران في الوقت الذي امتدت فيه أعمال الشغب في شتي أنحاء المدينة التي يقطنها15 مليون نسمة. كما انقطع التيار الكهربائي في بعض مناطق العاصمة, فيما يرجح البعض أن يكون المحتجون قد ألحقوا أضرارا بمحطة الطاقة الرئيسية في المدينة. وأعلن متحدث باسم الشرطة أن قوات النخبة التايلاندية المنتشرة في وسط بانكوك سمح لها باطلاق النار فورا علي أي شخص يضبط وهو يقوم بأعمال نهب أو اضرام حرائق أو حرض علي العنف. وقال الميجور جنرال بيا اوتايو إن شرطة العاصمة نشرت نحو ألف عنصر من قوة التدخل السريع وسمح لها باطلاق النار علي الفور إذا ضبطت أشخاصا يقومون بأعمال نهب أو تخريب أو يحرضون علي العنف. وفي ضوء ذلك, أكد المتحدث باسم الحكومة التايلاندية بانستان واتاناياجورن ان الحكومة تعمل علي ضمان احتجاز زعماء الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الديكتاتورية في سجن ملائم. وأضاف واتاناياجورن في تصريح لشبكة سي إن إن الأمريكية أن الحكومة التايلاندية ستتبع القانون مع زعماء المتظاهرين وفقا لذلك, مشيرا إلي أنها تعمل أيضا علي ضمان عودة المتظاهرين إلي منازلهم سالمين. وأشار إلي أن الهدف من العمليات العسكرية المستمرة للقوات التايلاندية هو ضمان اعتقال جميع العناصر المسلحة في مناطق مختلفة. ومن جانبه, أعلن وزير الدفاع فرض نظام حظر التجول في العاصمة عقب استسلام المتظاهرين المناهضين للحكومة. في غضون ذلك, أكد كورن شاتيكافانج وزير المالية التايلاندي أن حالة التوتر والاحتقان التي تشهدها تايلاند كان لها تأثير مباشر علي الاقتصاد التايلاندي الذي يعتمد بشكل كبير علي قطاع السياحة. وقال شاتيكافانج إن الأزمة كان لها تأثير مدمر علي قطاع السياحة فضلا عن قطاع الاستثمار ومعدل الانفاق.موضحا أنه وفقا لبيانات وزارة المالية فان الناتج المحلي الاجمالي انخفض بحوالي0.5% بسبب الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد. وأكد أن الجيش يسيطر بشكل كبير علي الأوضاع في بانكوك, إلا انه توقع ان يقوم المحتجون المحبطون والغاضبون من زعمائهم باتخاذ ردود فعل عنيفة كاضرام النيران في المباني. وقال الوزير التايلاندي إنه يتعين علي قوات الأمن محاولة اعادة الحياة الي طبيعها في تايلاند بأسرع وقت ممكن, الا انه توقع استمرار احتدام الموقف لعدة ساعات.