دعا خبراء مصريون إلي إعطاء الأولوية في السياسة الخارجية لمصر لملف العلاقات مع دول القارة الإفريقية ووقف التراجع الذي تشهده تلك العلاقات علي مدار الثلاثين عاما الأخيرة. وأرجع هاني رسلان رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في ندوة نظمها اتحاد الأطباء العرب بعنوان: نهر النيل.. المخاطر والدور المطلوب أسباب الأزمة الحالية إلي عاملين رئيسيين, هما غياب مصر الاختياري عن افريقيا لمدة ثلاثة عقود و العامل التحريضي وتصاعد ما وصفه بالنزعة الإفريقانية لدي عدد من الزعماء الافارقة وتزايد العداء لكل ما هو عربي. وحول البعد الصهيوني في الازمة قال رسلان ان اسرائيل لا تهيمن علي دول حوض النيل لكنها تعمل فيها من خلال الانشطة الامنية والسياحية, معتبرا أنه في ظل هشاشة وفساد مؤسسات صنع القرار في هذه الدول فإن الدور الصهيوني يكتسب قوته, مطالبا باتباع مبدأي عدم الضرر بالأخرين والاستخدام المنصف للمياه في اي اتفاقيات تحكم توزيع مياه النيل. من جانبه أكد الدكتور ضياالدين القوصي وكيل وزارة الري الاسبق وخبير المياه أن دول حوض النيل التسع عدا مصر تتميز بوفرة مائية وفقر مادي شديد ومن ثم فليست في حاجة الي القيام بإجراءاتها الحالية لاعادة تقسيم مياه النيل, و دعا القوصي مصر والسودان الي استغلال مياه حوض بحر الغزال وطرح مشروع قناة جونجلي مرة اخري خاصة بعد تراجع موقف الحركة الشعبية في جنوب السودان من رفض القناة في الماضي الي تأييدها حاليا واعتبارها ذات آثار اقتصادية وتنموية ايجابية علي الجنوب.