كشفت دراسة صينية حديثة عن صلة مثيرة للقلق بين الإفراط في تناول الأطعمة فائقة التصنيع وزيادة خطر الإصابة بعلامات مبكرة لمرض باركنسون، أحد أكثر الاضطرابات العصبية التنكسية شيوعاً، ووفقاً للنتائج المنشورة في مجلة Neurology، فإن الأشخاص الذين يستهلكون 11 حصة أو أكثر يومياً من هذه الأطعمة ترتفع لديهم احتمالية ظهور أعراض مبكرة للمرض بما يصل إلى 2.5 مرة مقارنة بمن يتناولون ثلاث حصص أو أقل. ما هي الأطعمة فائقة التصنيع؟ تُعرف الأطعمة فائقة المعالجة (Ultra-Processed Foods – UPFs) بأنها تلك التي تحتوي على كميات كبيرة من الإضافات الصناعية مثل المستحلبات، والمحليات، والمواد الحافظة، وغالباً ما تكون منخفضة في القيمة الغذائية، تشمل هذه الأطعمة: المشروبات الغازية المحلاة الوجبات الخفيفة المعلبة الحلويات الجاهزة اللحوم المصنعة مثل الهوت دوج الصلصات والتوابل الصناعية الزبادي المحلى علامات مبكرة لمرض باركنسون مرتبطة بالنظام الغذائي حددت الدراسة عدداً من الأعراض المبكرة التي قد تشير إلى احتمالية الإصابة بمرض باركنسون، والتي تم ربطها بالاستهلاك العالي للأطعمة المصنعة، من هذه الأعراض: اضطرابات النوم الإمساك الإرهاق انخفاض القدرة على الشم الاكتئاب ضعف الرؤية اللونية النعاس أثناء النهار تبدأ هذه الأعراض في الظهور قبل ظهور العلامات الكلاسيكية لمرض باركنسون مثل الرعشة وصعوبة التوازن، وقد تسبق التشخيص النهائي بعدة سنوات أو حتى عقود. اقرأ ايضا| الرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون.. ما السبب؟ كيف تؤثر هذه الأطعمة على الدماغ؟ يعتقد الباحثون أن الإضافات الصناعية في الأطعمة فائقة التصنيع تعزز الالتهاب وتزيد من الإجهاد التأكسدي، مما يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية المسؤولة عن إنتاج الدوبامين، الناقل العصبي الذي ينظم الحركة، كما أن هذه الأطعمة تؤثر سلبًا على "الميكروبيوم" المعوي، ما يعزز وجود البكتيريا الضارة التي تسبب التهابات في الدماغ. الأرقام تدق ناقوس الخطر تابعت الدراسة أكثر من 42 ألف مشارك على مدار 26 عاماً، حيث تم تحليل نمطهم الغذائي وعلاقته بأعراض مرض باركنسون، وأظهرت النتائج أن مجرد تناول ثلاث حصص فقط من الأطعمة فائقة التصنيع يومياً قد يزيد من خطر الإصابة بالأعراض المبكرة بنسبة تصل إلى 60%، مع اختلاف النسبة حسب نوع الطعام: الحلويات المعبأة وارتفاع الخطر بنسبة 60% الصلصات والتوابل: زيادة بنسبة 17% فقط رغم أن النتائج تشير إلى علاقة قوية بين استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وأعراض مرض باركنسون، إلا أن الخبراء يؤكدون أن هذه الأعراض لا تُعد مؤشراً قاطعاً على الإصابة، وإنما مجرد علامات تحذيرية. وقال الدكتور شيانغ جاو، مؤلف الدراسة من جامعة فودان: "النظام الغذائي يلعب دورًا محوريًا في الوقاية من الأمراض التنكسية العصبية. الاختيارات الغذائية اليومية قد تؤثر بشكل كبير على صحة الدماغ على المدى الطويل"، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية. من جهتها، علّقت الدكتورة كاثرين فليتشر من جمعية باركنسون في المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن بعض القيود في الدراسة تشمل اعتمادها على تقارير المشاركين الذاتية، إضافة إلى افتقار العينة للتنوع العرقي والاجتماعي. رغم الحاجة إلى المزيد من الأبحاث، تشير الدراسة بوضوح إلى أن تقليل تناول الأطعمة فائقة التصنيع واعتماد نظام غذائي صحي غني بالأطعمة الكاملة والمغذية قد يكون استراتيجية فعالة للحفاظ على صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون في المستقبل.