في اقل من ثلاثة عقود تحول مشروع الأمل في تنمية مدينة العريش بمنطقة المساعيد إلي كابوس يتهدد بالانهيار استوجب سرعة ترميم أكثر من مائة عمارة سكنية كانت قد انشئت مع اكتمال تحرير سيناء في سنة1982. وكانت أعمال الإنشاء في حي المساعيد قد صحبتها بعض التحذيرات من خطورة الإنشاء بالمنطقة وخاصة إن طبيعة الأرض غير ثابتة وارتفاع نسبة الملوحة مما يهدد العمر الافتراضي للعمارات السكنية والتي أنشئت بمعرفة عدد من الجمعيات التعاونية بغرض جذب العمالة الوافدة لمحافظة شمال سيناء بأسعار مغرية إلا أن سوء أحوال المباني اجبر الجهات المختصة علي اعتماد مشروع ترميم مائة عمارة سكنية بتكلفة100 مليون جنيه. يقول المهندس ضياء البلك مهندس استشاري ان العمر الافتراضي للعمارات المنشأة100 عام ولكن بعد مدة قليلة بدأت تظهر العيوب المتسببة في عملية الإنشاء نتيجة تآكل الحديد بشكل واضح وأضاف من الأسباب التي أدت إلي ظهور العيوب بشكل سريع عدم مراعاة قواعد التصميم المرتبطة بطبيعة الأرض والأحمال المتوقعة وفق عدد الأدوار مما أدي إلي إقامة المنشأة بأعمدة ضعيفة لا تتحمل المباني أدت إلي تهالكها كما غاب الإشراف الفني والهندسي علي عملية الإنشاء أو المتابعة خلال السنوات الماضية. كما أكد أن أعمال الترميم الجاري العمل بها الان لن تكون كافية لحماية المباني موضحا أهمية مراعاة القواعد الهندسية بشكل أمين لعدم تكرار ما حدث. ومن جانبه يقول حسام رفاعي عضو مجلس محلي المحافظة ان المشكلة خطيرة لأن تكلفة ترميم كل وحدة سكنية تبلغ مليون جنيه ولو قمنا بإزالة الوحدة وأنشئت من جديد أفضل من جميع الجوانب ولو لم يتم الترميم بصورة ذات مواصفات هندسية عالية الجودة فسوف تتكرر المأساة بمجرد الانتهاء من آخر وحدة سكنية بالمنطقة ويقترح بناء الوحدة دورين فقط بدلا من خمسة وتعويض باقي المواطنين اما تعويضات مالية أو تعويضات أخري. ومن سكان المساعيد أعرب محمد حسن موظف بالزراعة عن تضرره لمغادرة شقته واستئجار شقة داخل مدينة العريش مقابل مبلغ كبير لا يتناسب مع راتبي بالإضافة إلي طول المدة التي استغرقتها أعمال الترميم ويضيف مازال أمامنا عمل كبير لنقوم به داخل شقتنا عند عودتنا, فمن الضروري إتمام أعمال تشطيبات ستكلفنا آلاف الجنيهات وهو ما لا قدره لنا عليه بالإضافة إلي الاقساط التي نقوم بسدادها حتي الان. وما بين مقترحات بإنفاق المائة مليون لإنشاء قري سكنية جديدة وسعي الجهات الحكومية للانتهاء من أعمال الترميم تبقي حقيقة ترتبط بمدي جدوي هذه الأعمال, وسؤال عمن يحاسب من قام بالإنشاءات واقر بأعمال الترميم باهظة التكاليف.