هنا مدينة رأس غارب قطعة غالية من أرض الكنانة مصر, لا شبر من أرضها ولا شارع من شوارعها يحمل اسما لدولة أجنبية, فما بالك إذا كان هذا الاسم يخص دولة إسرائيل. علي الفور يرفضه العقل والمنطق والوجدان.. هكذا قال محافظها ورئيس مدينتها وأبناؤها ردا علي ما تردد حول وجود شارع بمدينة رأس غارب يحمل اسم تل أبيب. فور ترديد هذا الكلام قامت الدنيا ولم تقعد لدي أي مصري فهناك من استشاط غضبا ظنا بأن هذا الكلام صحيح, وهناك من كان غضبه أشد خاصة محافظ البحر الأحمر المهندس مجدي القبيصي وسعد الدين أمين رئيس مدينة رأس غارب وأبناء المنطقة الذين لديهم الحقيقة بأنه لاتوجد ادني لافتة لشارع بمدينة رأس غارب يحمل اسم تل أبيب.. وبداية هذا الموضوع أو الخبر الصغير الذي أصبح حكاية كما يقول المهندس مجدي القبيصي محافظ البحر الأحمر أن إحدي الصحف نشرت خبرا مضمونه أن بمدينة رأس غارب شارعا يسمي تل أبيب, وأننا كمسئولين بالمحافظة قمنا بوضع لافتة لهذا الشارع وأصررنا علي اسم تل أبيب وأن أهالي المدينة قاموا خلال ذكري تحري سيناء بتحطيم هذه اللافتة. ويشرح اللواء سعد الدين أمين رئيس مدينة رأس غارب قصة هذا الموضوع من جذورها: أن مدينة رأس غارب أنشئت عام1938 حيث كانت قبل ذلك صحراء جد باء. وباكتشاف البترول في العام نفسه قامت شركة شل الانجليزية ببناء مساكن للعاملين بها ولأسرهم وهي موجودة حتي الآن باسم منطقة البلدة الأساسية. ولمواجهة زيادة العاملين بالشركة التي كانت المسئولة الوحيدة عن توفير كل الخدمات للمدينة من مياه وكهرباء ونظافة شوارع وكانت هذه الشركة تحت رئاسة المسئولين الأنجليز وعند اكتمال ملحق مساكن العاملين اشتعلت حرب فلسطين عام1948 فقام مسئولو الشركة الانجليز بإطلاق اسم تل أبيب والفالوجا وتمت التسمية تماشيا مع الأحداث فقط وليس لها أي مدلول آخر, ولكن عند وضع شركة شل تحت الحراسة وتأميمها في عهد الزعيم جمال عبدالناصر وتغيير اسم الشركة إلي اسم شركة آبار الزيوت الانجليزية المصرية وتسلمت الادارة المصرية إدارة هذه الشركة في ذلك الوقت تم تغير مسمي المنطقة السكنية المشار اليها إلي مسمي منطقة دمشق ومازالت تحمل هذا الاسم حتي اليوم. وفي عام1963 تسلمها الادارة المحلية, وكانت المنطقة تحمل اسم دمشق وقامت شركة النصر المصرية بإنشاء مساكن للعاملين بها وتمت تسمية كل منطقة طبقا للظروف التي كان يمر بها الوطن العربي حين ذاك, فمثلا سميت منطقة إسكان بورسعيد عام1956 نسبة لحرب العدوان الثلاثي, ومنطقة بغداد نسبة لقيام الثورة العراقية بقيادة عبدالكريم قاسم, ومنطقة إسكان سوريا, نسبة لقيام الوحدة العربية بين مصر وسوريا ولا أساس بعد التواريخ المشار إليها لتل أبيب.